بأقلامهم >بأقلامهم
"وصيّة كلب"!
جنوبيات
يُحكى في خبايا الزّمن وخفايا المحن أنّ شخصًا يُدعى "ميمون" كان يملك حديقة غنّاء يحيط بها قصره الذي يُعدّ من أجمل القصور في ولاية "دندبور". وكانت هذه الولاية يحكمها والٍ يُدعى "شافط بن جبّار".
وذات يوم قام أحد الأشخاص، وقد مات كلبه المدلّل، بدفن هذا الكلب في حديقة ميمون من دون علم هذا الأخير!
وما إن علم ميمون بذلك حتّى تقدّم بشكوى عاجلة أمام الوالي "شافط" طالبًا استخراج جيفة الكلب من حديقته والتّعويض عليه بألف دينار ذهبيّ.
فلمّا حضر الشّخص المشكوّ منه أمام الوالي سأله هذا الأخير:
هل دفنت كلبًا في حديقة ميمون أيّها المجنون؟!
أجاب الشخص:
سيّدي الوالي، أنا لست بمجنون، وقد دفنت الكلب في حديقة ميمون بناء لوصيّته، وأنا نفّذت الوصيّة!
فقال الوالي:
ويحك يا هذا، أوتدفن كلبًا نجسًا في حديقة ليست لك وبغفلة عن صاحبها، ثمّ تستهزىء بي؟!
أجاب المشكوّ منه:
سيّدي الوالي، لقد أوصى الكلب بألف دينار ذهبيّ لوالي "دندبور"! وهذه الألف دينار تنفيذًا للوصيّة.
عندها قال الوالي:
رحم الله الكلب الفقيد. وسيبقى مدفونًا في مكانه بالتأكيد.
فتعجّب الشاكي ميمون ومعه بعض حاشية الوالي من صنيع هذا الأخير!
فقال لهم الوالي "شافط":
"لا تتعجّبوا، لقد تأمّلت في شهادة الكلب التي أرفقها المشكوّ منه فوجدت أنّه من نسل كلب أصحاب الكهف".
وعلى الفور، خرج ميمون من مجلس الوالي يلملم أذيال الخيبة من حكم الوالي الجائر، وقد بدا حزينًا ومتأثّرًا ممّا حدث، وأخذ يحدّث نفسه قائلًا:
الفلوس قد تغيّر النّفوس، ولا سيّما أصحاب النّفوس الفاسدة، وما دامت ولاية "دندنبور" يحكمها "شافط" فلن تجد فيها عدلًا ولا ضوابط...