مقالات مختارة >مقالات مختارة
رحلة بين ربوع المسجد الأقصى - هبة محمد إسماعيل
الاثنين 24 05 2021 10:08هبة محمد إسماعيل
إلى القبلة الأولى، والوجهة الثابتة التي لا تتغير، مسرى الرسول وبيت الأنبياء، ومدينة الرسالات السماوية.
إلى الأرض التي لا منافس لها، أرض القداسة والعراقة والأصالة.
إلى بوابة السماء وأرض الجهاد والاستشهاد.
إلى قدسنا وأقصانا.
هي قدسنا العربية، ومسجدنا الأقصى الذي سعى الاحتلال ولا يزال يسعى إلى تشويه صورته وتبدبد حقائقه. والذي عانى طويلا من انتهاكات الصهاينة الذين يحاولون إبادته وتدنيسه بأبشع الطرق.
ولأنه هو الأقصى، يأبى الخنوع والخضوع، صامد بقوة الله وبعزيمة أبنائه وأبناء العرب الشرفاء الذين يرفضون التنازل عن أعظم النعم التي أعزهم الله بها. ولأن ليس جميعنا قادرعلى أن يقف في الصفوف الأمامية وجها لوجه مع العدو، فإن أضعف الإيمان أن نجاهد في سبيل نشر المعرفة حول ماهية الأقصى وما يحمله بين ربوعه.
وإن هذا ليكون بمثابة تذكير لنا وللعالم أجمع بأن المسجد الأقصى قديما وحتى يومنا هذا، هو نفسه لم ولن يتغير، وأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
معظمنا يجهل التفاصيل الجميلة الكائنة بين ثنايا المسجد الأقصى، ولهذا سيتم عرض أبرز المعالم التي يحتوي عليها الأقصى التي يبلغ عددها أكثر من مئتي معلم إسلامي. والى كل من سيقرأ، أغلق عينيك وتخيل نفسك تمشي على هذه الأرض، تحت سمائها الزرقاء الصافية، وصوت الآذان يصدح عبر مآذنها.
أولاً، يحتوي المسجد الأقصى على أربعة عشر باباً، منها خمسة أبواب مغلقة. الأبواب المفتوحة هي: باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، وتقع هذه الأبواب الثلاثة على السور الشمالي للمسجد الأقصى، وباب المغاربة وباب الغوانمة وباب الناظر وباب الحديد وباب المطهرة وباب القطانين وباب السلسلة، وهذه الأبواب السبعة تقع على السور الغربي للمسجد. جميعها مفتوحة وتستعمل من قبل المصلين.
أما الأبواب المغلقة فهي: الباب الثلاثي والباب المزدوج والباب المفرد وباب الرحمة وباب الجنائز، وتقع هذه البوابات في السور الجنوبي والسور الشرقي للأقصى. ولكل من هذه الأبواب ميزاتها وخصائصها وحكايتها الخاصة.
وللأقصى أربعة مآذن، ثلاثة منها تقع على الجانب الغربي وهي مئذنة باب السلسلة وباب المغاربة وباب الغوانمة، وواحدة على الجانب الشمالي وهي مئذنة باب الأسباط.
ثانياً، على هذه الأرض ستة مساجد وهي: المسجد القبلي والمسجد القديم والمسجد المدواني ومسجد البراق، ومسجد المغاربة ومسجد النساء.
ولعل أبرزها هو المسجد القبلي المعروف بالمسجد الأقصى والثابت أن لفظ المسجد الأقصى هو كل ما تدور حوله وتحيط به الأسوار من ساحات ومبان.
والشائع هو أنه يقال عن هذا المسجد أنه ثالث الحرمين الشريفين ولكن هذا خطأ شائع لأن المسجد الأقصى ليس حرماً بل مسجداً ويقال ثالث المساجد. إضافة إلى القباب التي يبلغ عددها خمسة عشر قبة وهي: قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة وقبة المعراج وقبة موسى وقبة النحوية وقبة سليمان وقبة الميزان وقبة النبي، قبة الأرواح وقبة الخضر وقبة يوسف آغا وقبة يوسف وقبة عشاق النبي وقبة مهد عيسى وأخيراً قبة الشيخ الخليلي، أهمها هي قبة الصخرة المشرفة التي عرج منها بالرسول صل الله عليه وسلم إلى السماوات السبع. وهي من أجمل ما بني من التحف المعمارية.
كما يضم الأقصى اثنتا عشر مدرسة ورواقين الغربي والشمالي وثمانية بوائك، بالإضافة إلى أربعة عشر سبيلاً وخمس وعشرون بئراً عامرة وستة وعشرون مصطبة و ستة محاريب.
إن هذا أبسط ما يمكن أن يكتب في المسجد الأقصى، وأعظم ما يمكن أن يتداوله الناس من معرفة هو ما تحتويه هذه الأرض المقدسة.
أولى القبلتين وثالث المساجد التي يشد الرحال إليها بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي. أرضنا المباركة ومسؤوليتنا وقضيتنا العادلة والرابحة حتما في وجه الظلم والطغيان، هذا نهجنا وهذا وعد الله ولا يخلف الله وعده.