عام >عام
لن نقول وداعاً "لجوزيه"... بل الى اللقاء
لن نقول وداعاً "لجوزيه"... بل الى اللقاء ‎الخميس 2 02 2017 10:05
لن نقول وداعاً "لجوزيه"... بل الى اللقاء


بالرغم من وجعه وآلامه، لم تفارقه بسمة الطفولة والبراءة. قاوم أوجاعه بقوة وصمد حتى ناداه الرب يسوع الى ملكوته ليتربّع على عرش الملائكة والقديسين.
جوزيه اصبح ملاكاً في السماء، فمن عرفه أحبه بقوة، ومن تعرّف عليه من خلال انتشار صوره على مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية حملة التبرع لاجراء عملية زرع نخاع العظم له، عطف عليه وتمنى له الشفاء العاجل.
من خلال جوزيه، شعر الكثيرون من الناس، في لبنان وفي عالم الاغتراب، بعاطفة الانسانية. البعض كان بعيدا عن أجواء الصلاة والخشوع فعاد ليصلي ويقترب من الله ويضيء الشموع. والبعض الاخر تعاطف مع جوزيه وتبرع له من أجل جمع المبلغ المطلوب لاجراء العملية والذي كان يبلغ 850 ألف دولار اميركي. كما ان البعض اعتبر ان جوزيه طفل من افراد عائلته وكان يراقب حالته الصحية من خلال الرسائل التي كانت تكتب على صفحته على الفيسبوك"hopeforjose".
جوزيه لم يأتِ الى هذه الحياة صدفة. الكثيرون تساءلوا: "اذا كان الرب يعرف بأن جوزيه سيموت طفلا بريئاً، فلماذا اعطاه الحياة اذا؟ ولماذا جعله يتألم ويعاني أوجاعا كثيرة؟ وجعل أهله يتأملون شفاءه؟... ولكن!".
اولاً، الرب هو من يعطي وهو من يأخذ حياة كل منا. ثانياً، حياة جوزيه البالغ من العمر سنتين ونصف السنة فضحت الكثير من المشاعر التي كان العديد من الناس يخبئونها. جوزيه جعل من كل فرد يلمس طيبة قلبه، حرّك مشاعر الذين لم يكونوا على علم انهم يشعرون بغيرهم، جعل من هم بعيدين عن ربهم يسترجعون إيمانهم ويتمسكون به. وجعلنا نتمسك بالحياة ونطلب الرحمة من خالقنا. كما واعطانا رسالة واضحة: "المال لا ينفع عندما ينادينا الرب". والأهم من كل ذلك، انه أعطى نعمة روحية لأهله بالرغم من صعوبة فقدانه.
أتكلم وفي قلبي غصّة كبيرة، غصّة فراق وحزن. ولكن في داخلي رجاء وعزاء بأن جوزيه، ابن السنتين، لن يتألم بعد اليوم ولن يبقى سجيناً داخل جدران المستشفيات.
اليوم انتقل الى مكان آمن، بعيدا عن الأوجاع والآلام والدواء. وعزائي الكبير أنه يرانا جميعا، ويحرسنا من مكان يليق به.
طوبى لمن اصبح لديه ملاك في السماء يحميه ويرعاه ويتشفع له عند يسوع. جوزيه شفيعنا وقديسنا الصغير، فلن نقول لك وداعاً... بل الى اللقاء!

المصدر : ليبانون فايلز