بأقلامهم >بأقلامهم
"حسن الظنّ"
"حسن الظنّ" ‎الجمعة 15 03 2024 22:38 القاضي م جمال الحلو
"حسن الظنّ"

جنوبيات

الحمد لله الذي أيقظ العيون بعد المنام، وأضاء الكون بعد الظّلام. 

فيا ربّ الأكوان، يا حنّان يا منّان، لا تحجب عنّا رحمتك بسبب تقصيرنا، ولا تمنعنا فضلك بسبب غفلتنا. وأعطنا سؤلنا، واجعل التّوفيق يرافق خطانا، واملأ حياتنا بكلّ ما يرضيك، ولا تجعل للحزن مكانًا في قلوبنا، وإن ضاقت بنا فأوسعها برحمتك. 
الكبر أول خطيئة ظهرت في السّماء وتمثّلت بإبليس الذي كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه، وأبى السّجود لآدم، قائلًا:
 "أنا خير منه".
والحسد أوّل خطيئة حدثت في الأرض حيث قتل قايين أخاه هابيل. 
أمّا النّفس المطمئنّة، والضّمير المرتاح، والبال الهادئ، والصّدر المنشرح، فهؤلاء جميعهم من أكرم هبات الله اللطيف بعباده، وأجمل عطاياه. وهي لا تُشترى بكنوز الأرض، ولا تُقدّر بثمن، ويظفر بها غالبًا من فاضت سرائره بالطّهر والصّدق والصّفاء والنّقاء. فتكون هذه المشاعر الطيّبة التي تستقرّ في أعماقه مكافأة سماويّة له.  
يقول الله عزّ وجلّ في محكم تنزيله: 
"فما ظنّكم بربّ العالمين".
وعن هذه الآية الكريمة يقول ابن مسعود رضي الله عنه:
"قسمًا بالله، ما ظنّ أحدٌ بالله ظنًّا، إلّا أعطاه الله ما يظنّ".  
اللهمّ إنّا نظنّ بك غفرانًا، وعفوًا، ومعافاةً، وسترًا، وتوبةً، وهدايةً، ونصرًا، وسعادةً، وثباتًا، ورزقًا، وتوفيقًا، وفرجًا قريبًا، وحسن خاتمة. 
اللهمّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، سبحانك لا نحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك، فافتح علينا فتوح العارفين، وأفض علينا من خرائن فضلك ورحمتك ما تثبّت به الإيمان في قلوبنا. 
اللهمّ نوّر وجوهنا يوم نلقاك، واسقنا من يد نبيّك المصطفى شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وأدخلنا الجنّة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا لفتة عتاب. 
يقول أحد الصّالحين:
"ما تعسّرت إلّا وتيسّرت، وما ضاقت إلّا وفرجت".
لهذا كلّه، "تواصوا بحسن الظنّ".

المصدر : جنوبيات