عام >عام
الأردن يرفض طلباً أميركياً بتسليم "أميرة الأحرار" أحلام التميمي: أتعرض لتهديدات بالإغتيال
الأردن يرفض طلباً أميركياً بتسليم "أميرة الأحرار" أحلام التميمي: أتعرض لتهديدات بالإغتيال ‎الأربعاء 22 03 2017 08:45
الأردن يرفض طلباً أميركياً بتسليم "أميرة الأحرار" أحلام التميمي: أتعرض لتهديدات بالإغتيال

هيثم زعيتر

رفض الأردن تسليم الأسيرة المحررة أحلام عارف التميمي، إلى السلطات الأميركية، بتهمة "استخدام أسلحة دمار شامل ضد مواطنين أميركيين"، خلال العملية الاستشهادية التي أوصلت فيها الاستشهادي عز الدين المصري، حيث نفذ العملية في مطعم "سبارو" في القدس المحتلة بتاريخ 9 آب 2001، أثناء "انتفاضة الأقصى"، وأدت إلى مقتل 15 إسرائيلياً، بينهم أميركيان اثنان وجرح 122 آخرين.
وقد صادقت محكمة التمييز، وهي أعلى هيئة قضائية في الأردن على القرار الصادر عن محكمة استئناف عمان برفض تسليم التميمي.
وكانت وزارة العدل الأميركية قد توجهت بتاريخ 14 آذار 2017 بطلب من الحكومة الأردنية لتسليم التميمي، بعدما وضعها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي) على رأس لائحة الارهابيين المطلوبين، وذلك استناداً إلى المعاهدة التي وقعت بين الولايات المتحدة والأردن بتاريخ 22 آذار 1995 لتسليم المجرمين الفارين لديهما، لكن لم يصادق مجلس الأمة الأردني على المعاهدة، حيث تعتبر غير نافذة.
تعتبر الأسيرة المحررة التميمي صاحبة أعلى حكم أصدرته المحكمة العسكرية الإسرائيلية ويبلغ 16 مؤبداً - أي ما يساوي 1584 سنة سجنية.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلتها بتاريخ 14 أيلول 2001، بعد اقتحام منزل والدها بقرية النبي صالح، حيث جرت محاكمتها، وتأجل إطلاق سراحها مراتٍ عدّة، لأن سلطات الاحتلال كانت تضع في كل مرّة "فيتو" على إسمها، ما يؤدي إلى إخفاق عمليات تبادل الأسرى، إلى أن تمت بتاريخ 18 تشرين الأول 2011 ضمن الدفعة الأولى من صفقة "وفاء الأحرار" التي جرت بين "حماس" والكيان الإسرائيلي بواسطة مصرية، وأطلق خلالها الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط (الذي كان قد أسر بتاريخ 25 حزيران 2006)، مقابل إطلاق الاحتلال سراح 477 أسيراً فلسطينياً، أتبعت بصفقة ثانية بتاريخ 18 كانون الأول 2011، شملت إطلاق سراح 550 أسيراً فلسطينياً، ليصبح العدد في الصفقتين 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل شاليط.
وتعتبر قصة الأسيرة المحررة أحلام التميمي "أميرة الأحرار" فريدة من نوعها، حيث روتها لـ"اللـواء" بأنها "حكمت في المحكمة بـ16 مؤبداً بهدف منعي من الخروج في أية صفقة تبادل، فيما حكم على زميلي الذي شارك في التخطيط للعملية محمّد وائل دغلس بـ15 مؤبداً - أي عدد القتلى الإسرائيليين، فيما المؤبد السادس عشر لي، لاتهامي بأنني ساهمت بقتل بطل العملية عز الدين المصري، الذي اصطحبته بالسيارة إلى المكان مع سبق الإصرار والترصد، وأنه كان بإمكاني ثنيه عمّا سيفعله، لكنني لم أفعل ذلك".
وتحفظ الأسيرة المحررة عن ظهر قلب مراحل التحقيق وصعوبته داخل الزنازين وقساوتها وقذارتها، ووسائل التعذيب النفسي والجسدي والعزل الافرادي ومع الجنائيات، وأيضاً المحاكمة، بما في ذلك النقل بـ"البوسطة" (وهي حافلة ضخمة مقاعدها من الحديد).
وتكاد تكون قصة الأسيرة أحلام وكأنها فيلم خيالي، لكنها حقيقة، حيث إرتبطت بإبن عمها نزار التميمي، وكل منهما كان داخل السجن، وهي تنتمي إلى حركة "حماس" بينما هو إلى حركة "فتح"، وجرت مراسم الخطوبة في قرية النبي صالح بتاريخ 19 آب 2005، قبل أن يتوجه والدهما بالتوكيل الذي وقعاه إلى محكمة رام الله الشرعية، لتكون أوّل مرّة يتم فيها مثل هذا النوع من المعاملات.
ولدى إطلاق سراحهما، أقامت أحلام في الأردن وفقاً لجنسيتها، فيما فرض الاحتلال على خطيبها نزار الإقامة الجبرية في الضفة الغربية، قبل أن يتم لاحقاً إبعاده إلى خارج الضفة الغربية، حيث وصل إلى الأردن واحتفلا بزفافهما بتاريخ 22 حزيران 2012، وأنشأ منزلاً كأي زوجين، وأكملا دراستهما وعملهما.
وأكدت التميمي لـ"اللـواء" "إنني تعرّضت إلى الكثير من الرسائل على حساب "تويتر" من قبل أميركان وإسرائيليين يهددونني بالاغتيال، وأنه يجب أن أكون في السجون الأميركية".
وتوجهت بالشكر إلى "العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والنواب، والقضاء الأردني لرفض تسليمها إلى السلطات الأميركية"، منوهة بأن "القضاء الأردني، قضاء نزيه وموضوعي، ولا تدخل به، وهو قضاء مستقل، وقراره انتصار لي ولوطنية القضاء الأردني".
وشددت التميمي على "أهمية الوحدة الداخلية الفلسطينية، والوحدة العربية، وأن يكون هناك موقف سياسي قوي، وأن لا يترك العالم العربي، فلسطين لوحدها".
أحلام التميمي التي أمضت 10 سنوات في سجون الاحتلال، وشكلت رقماً صعباً في أية مفاوضات لتبادل الأسرى، إنموذج للمرأة المناضلة، التي نقلت تجربة الأسر ومعاناة الأسرى، من خلال تقديم برنامج تلفزيوني عبر "قناة القدس"، يتناول واقع الأسرى تحت اسم "نسيم الأحرار".
والمطالبة الأميركية بتسليمها لمحاكمتها والتهديدات التي تتلقاها، فيها بصمة للاحتلال الإسرائيلي ليُؤكّد على أنه يلاحق المناضلين الذين نفذوا عمليات فدائية ضده.