عام >عام
الوزير باسيل غداً في "معقل الرئيس برّي".. والعين على المقعد الكاثوليكي في قضاء صيدا
الوزير باسيل غداً في "معقل الرئيس برّي".. والعين على المقعد الكاثوليكي في قضاء صيدا ‎السبت 25 03 2017 09:14
الوزير باسيل غداً في "معقل الرئيس برّي".. والعين على المقعد الكاثوليكي في قضاء صيدا
الرئيس نبيه برّي والوزير جبران باسيل.. "كباش انتخابي"

هيثم زعيتر

يحطُّ وزير الخارجية والمغتربين ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل رحاله، غداً (الأحد)، في معقل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في قضاء صيدا (الزهراني).
يستهل باسيل زيارته في بلدة مغدوشة، ليشارك في قدّاس يُقام عند العاشرة والنصف صباحاً، في البازيليك، يترأسه راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحدّاد، على أنْ يلتقي رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة بغداء يُقام في "مطعم المختار" - جنسنايا.
تكاد تكون الزيارة طبيعية لوزير في الحكومة، يجول على المناطق اللبنانية، وأيضاً لتفقّد رئيس "التيار الوطني الحر" منسقياته، لكن في توقيتها ومضمونها، تحمل الكثير من الرسائل والدلالات، في ظل اشتداد حدّة الاشتباك السياسي بين الرئيسين العماد ميشال عون ونبيه برّي، والذي يقوده الوزير باسيل، حول سلسلة من الملفات، وفي مقدّمها ما يتعلّق بقانون الانتخابات النيابية.
لكن الشعار المرفوع لدى "التيار" والقوى المسيحية، استعادة حقوق المسيحيين، ومنها المقاعد النيابية، ومن ضمنها المقعد الكاثوليكي في قضاء صيدا، الذي يشغله منذ العام 1992 النائب الدكتور ميشال موسى العضو في "كتلة التحرير والتنمية النيابية".
هذه هي الغاية الرئيسية من الزيارة، التي تأتي تزامناً مع الاحتفال بعيد البشارة، على مقربة من سيّدة المنطرة في "عاصمة الكثلكة" في الجنوب، حيث يطلّ من هناك على دارة الرئيس برّي في المصيلح، وعلى المناطق ذات الغالبية المسيحية، ومخيّم عين الحلوة، بعدما يكون قد عبر في "عاصمة الجنوب"، صيدا، حيث يقام له حفل إستقبال في "قاعة الحاج مصباح البزري الكبرى" في القصر  البلدي، عند التاسعة صباحاً.
واختار الوزير باسيل مغدوشة وشفيعتها "سيدة المنطرة"، في محاولة لانتزاع مقعد من جارها النائب موسى، وترشيح أحد أبناء القضاء المقرّبين من "التيار"، وهم كُثر، وبينهم مَنْ ترشّح سابقاً للانتخابات النيابية.
وتتركّز الصيغ التي يطرحها الوزير باسيل على أنّه إذا كانت الدائرة تضم أكثر من نائبين، يُنتخبان على الأكثرية والثالث وفقاً للنسبية، وهذا هو ما يقصده في دائرة قضاء صيدا، التي تتمثّل بثلاثة نوّاب، هم إلى الرئيس برّي، النائب علي عسيران (عن المقعدين الشيعيين) والنائب موسى (عن المقعد الكاثوليكي).
وبطبيعة الحال، فإنّ الرئيس برّي، الذي رفض الشراكة لأي كان في دائرته، وقبلها في الأقضية الأخرى: صور، بنت جبيل، مرجعيون وحاصبيا، وجزين، لن يسمح بأنْ يدخل أيٌّ كان إلى معقله الانتخابي.
"قنص" الوزير باسيل على المقعد الكاثوليكي في قضاء صيدا سيجد مَنْ يؤيّده، وإنْ كان سيصطدم بحليفه حزب "القوّات اللبنانية"، الذي يتمتّع بنفوذ أقوى في هذا القضاء، ولن يتخلّى عن المطالبه به، إلا إذا حصلت تسوية بنيل المقعد الكاثوليكي في قضاء جزّين لصالح مرشّحه المهندس عجاج جرجي حداد، تحالفاً مع مرشّحي "التيار" المارونيين، وهو الأمر الذي ما زال يصطدم بعقبات لم يتم تذليلها بعد.
في الانتخابات البلدية التي جرت في أيّار 2016، بلغ عدد الناخبين في قضاء صيدا (108995)، بينهم (25334) بين كاثوليكي وماروني في 21 بلدة ذات غالبية مسيحية، بينها 6 فازت بالتزكية بلدياً واختياراً، فيما بلغ معدل نسبة الاقتراع في البلدات الـ15 الأخرى 55.33 %.
وفي الانتخابات النيابية التي جرت في العام 2009 بلغ عدد الناخبين (92995) اقترع منهم (50218) - أي ما نسبته 54%.
وترشّح عن المقعدين الشيعيين 5 مرشّحين، فنال الرئيس برّي (45315 صوتاً) والنائب عسيران (43746 صوتاً)، فيما لم يحالف الحظ المهندس رياض سعيد الأسعد الذي نال (3574 صوتاً)، والدكتور يحيى محمّد تامر غدار الذي نال (1205 أصوات)، وحسن يوسف زبيب ونال (59 صوتاً).
وتنافس على المقعد الكاثوليكي 5 مرشّحين، وفاز به النائب موسى ونال (43648 صوتاً)، فيما لم يحالف الحظ مرشّح "القوّات اللبنانية" روبير إلياس الخوري الذي نال (3101 صوت)، والدكتور فيليب راشد الخوري ونال (1163 صوتاً)، بعدما انسحب من دائرة المنافسة وليد إبراهيم مزهر وسليمان سعيد صليبا.
ولم يرشّح "التيار" أحداً في تلك الانتخابات.
وفي انتخابات العام 2005، طالب العماد عون بالمقعد الكاثوليكي لمرشّحه العميد فوزي بوفرحات، لكن الرئيس برّي أكد التمسّك بالنائب موسى، فتحالف "التيار" مع الأسعد، وبلغ عدد الناخبين في القضاء (90598) بينهم (21845 مسيحياً)، اقترع منهم (7025) - أي ما نسبته 32%.
وتوزعت أصوات المقترعين المسيحيين، وفق الآتي: الرئيس برّي (2231 صوتاً)، والنائب عسيران (3396 صوتاً)، وهي أقل من الأصوات التي نالها الأسعد، والتي بلغت (4611 صوتاً)، فيما نال النائب موسى (2422 صوتاً) بينما نال منافسه بوفرحات (4310 أصوات).
وهو ما يُشير إلى احتمالات تكرار تحالف "التيار الوطني" مع الأسعد في القضاء، وإنْ كانت الأمور حتى الآن غير واضحة المعالم، لعدم صدور القانون الذي ستُجرى على أساسه الانتخابات النيابية المقبلة، التي بات واضحاً تأجيلها تقنياً، لكن لا يُعرف إلى متى سيطول هذا التأجيل بتمديد ولاية المجلس الممدِّد لنفسه مرتين منذ العام 2009.
قبل أنْ يغادر باسيل مغدوشة وعينه على استعادة المقعد النيابي الكاثوليكي، لن ينسى أنْ يحمل معه ماء الزهر، الذي تشتهر به البلدة، لينتقل بعد ذلك إلى غداء مع فاعليات المنطقة في "مطعم المختار" - جنسنايا، يُطلِق خلاله مواقف، يُتوقّع أنْ تتجاوز تردّداتها المنطقة الجنوبية لتتوزع بتشظيها على لبنان بأسره.