لبنانيات >أخبار لبنانية
بعد 9 أشهر من "عمليّة البيجر".. هذا وضع "الحزب"


جنوبيات
ذكرت صحيفة "La Dépêche" الفرنسية أنه بعد ظهر يوم 17 أيلول 2024، انفجر ما يقارب 5000 جهاز "بيجر" يستخدمه عناصر حزب الله في آنٍ واحد في عدة مواقع لبنانية. وفي اليوم التالي، تكررت العملية مع انفجار 16 ألف جهاز اتصال لاسلكي. وكانت حصيلة الشهداء كبيرة: 39 شهيداً وأكثر من 3400 جريح، فضلاً عن فوضى عارمة في سلسلة القيادة في الحركة الشيعية.
وتكشف هذه الانفجارات عن عملية تسلل تكنولوجية متطورة، تم تدبيرها على مدى سنوات من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، “منذ صيف عام 2022، استغلت إسرائيل رغبة حزب الله في التخلي عن الهواتف المحمولة التي اعتبرها أنها يمكن أنه تعرضه لعمليات تنصت، فطبقت استراتيجية معقدة. حينها، تم إنشاء شركات وهمية في المجر وبلغاريا وهونغ كونغ لتسويق أجهزة الاتصالات المزيفة. وتتكون أجهزة الاستدعاء، التي تباع تحت العلامة التجارية التايوانية “غولد أبولو”، من بطارية وهمية تحتوي على ورقة متفجرة ومفجر لا يمكن اكتشافه بالأشعة السينية. كما وأنشأ عملاء إسرائيليون مواقع بيع وهمية، واستضافوا منتديات متخصصة تُروّج لأداء المنتج. وبحلول شباط 2024، كان حزب الله قد بدأ باستخدام هذا المنتج بشكل كبير”.
وتابعت الصحيفة، تمكن التصميم الدقيق لهذه الأجهزة من خداع الفرق الفنية للحزب، ولم تكشف الاختبارات الأمنية التي أُجريت عند استلامها عن أي شذوذ. وحتى اللحظة الأخيرة، استمر توزيع “العبوات الناسفة.
وفي الحقيقة، إن الإصابات التي تعرض لها الضحايا تشهد على عنف التفجيرات القصيرة المدى. وفي 18 أيلول، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بـا لنتائج المثيرة للإعجاب للغاية” التي حققها الموساد في بيان اعتبر بمثابة اعتراف ضمني. وبعد أسابيع قليلة، في العاشر من تشرين الثاني، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو صراحة مسؤوليته عن العملية: لقد وافقت شخصيا على الهجمات، كما صرح أمام الكنيست.
يؤكد هذا البيان أن نتنياهو مسؤول عن العملية ويفتح الطريق أمام الملاحقات القضائية الدولية المحتملة.
وبحسب الصحيفة، طالب عدد من عائلات الضحايا من المحامين النظر في الاستئناف، وخاصة أمام المحاكم اللبنانية أو المحكمة الجنائية الدولية. وقالت كليمنس بيكتارت من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان: القانون واضح، لكن الدول تسعى عمداً إلى الحفاظ على الغموض في ما يتعلق بهذا النوع من العمليات.
وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية Le Monde، أصدرت النرويج مذكرة اعتقال دولية بحق رجل أعمال متورط في سلسلة التوريد. إن حجم الهجوم، إلى جانب الاعتراف العلني الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعطي القضية بعداً سياسياً وقانونياً غير مسبوق. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية "New York Times" أن الأجهزة صُممت خصيصا لحزب الله، في مصانع تسيطر عليها إسرائيل.
وتابعت الصحيفة، قال ضابطان سابقان في الموساد في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز "CBS News" إن الهدف لم يكن القتل، بل التعطيل. في الواقع، كان التأثير فوريًا. ابتداءً من 19 أيلول، استُهدف حزب الله بغارات جوية، مما أدى إلى استشهاد عدد من قادته. واغتيل رئيس قسم التحقيقات الداخلية في الحزب، نبيل قاووق، في غارة جوية بعد أحد عشر يومًا من الهجمات.
ولكن الفعالية التكتيكية للعملية لا تضمن تحقيق نصر استراتيجي. وقال إيلي بارنافي، السفير الإسرائيلي السابق في فرنسا، “إسرائيل تكسب معارك، لكنها تخسر الحرب.
وختمت الصحيفة، “بعد تسعة أشهر، لا يزال حزب الله نشطًا، ولا تزال المنطقة غير المستقرة تحت وطأة التوتر الشديد.