عام >عام
رحيل "أم خليل" نصّار "الأميرة الصيداوية"
رحيل "أم خليل" نصّار "الأميرة الصيداوية" ‎الثلاثاء 20 06 2017 09:13
رحيل "أم خليل" نصّار "الأميرة الصيداوية"
الراحلة أم خليل نصار

هيثم زعيتر

رحلت نهلا عبد البديع ناجبا (زوجة إبراهيم نصّار) في شهر رمضان المبارك، حيث شكّل ذلك صدمة لمحبيها وكل مَنْ عرفها أو سمع عنها.
"أم خليل" نصّار.. "الأميرة" الصيداوية، وعلى الرغم من كل الظروف الحياتية والمعيشية وآلام المرض العضال الذي عانت منه في الآونة الأخيرة، إلا أنّ البسمة لم تفارق ثغرها.. تستقبلك ببشاشة وجهها والترحاب، والسؤال عن الصحة والعائلة والأصدقاء، قبل أنْ تبادرها أنت بطرح الأسئلة ذاتها.
نهلا، الناشطة في الحقل الاجتماعي منذ شبابها، ساهمت في إنشاء "مكتبة أطفال صيدا"، التي اتخذت من منطقة تعمير عين الحلوة مكاناً لنشاطها، قبل أنْ تؤدي الظروف الأمنية التي تشهدها للانتقال إلى منطقة الوسطاني، حيث كانت تكثّف نشاطها خلال الشهر الفضيل، وهي التي كانت في مثل هذه الأيام تنشط مع أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية في إقامة سحور رمضاني، دأبت عليه في كل عام، يعود ريعه إلى مساعدة الأرامل والمحتاجين والأطفال من أجل تعليمهم والمساعدة بلسمة اهانهم والترفيه عنهم.
"أم خليل" كانت تحرص على المشاركة في جميع النشاطات الاجتماعية والثقافية، والتي تساهم في إنماء صيدا والجنوب، فهي في حركة دؤوبة تُثقل كاهلها مع متابعة متطلّبات الحياة اليومية العائلية، فربّت ولديها خليل وأدهم وابنتها نادرة، تربية صالحة، وكانت عضواً بمساعدة زوجها إبراهيم في عمله "الميني ماركت" التي يمتلكها في شارع جزّين، وسط مدينة صيدا، ومتمّمة واجباتها الدينية بأداء الصلوات وتلاوة القرآن الكريم حتى في الأيام الأخيرة من مرضها.
على الرغم من الألم ومقاومة المرض، لم تُشعِر الآخرين بما تعانيه، بل كانت تطمئن عليهم باستمرار.
يوم وداعها من المنزل إلى "مسجد ميسر الرواس" في مجدليون وصولاً إلى "مقبرة صيدا الجديدة" في سيروب، كانت مشاركة حاشدة من مختلف الأطياف الصيداوية، وكأنّها "عروس" تُزف في يوم رحيلها.
هكذا هم العاملون من أجل مرضاة الله، يرحلون بقلوب مؤمنة راضية مرضية، على الرغم من خسارة الفراق للأهل والأحبة الذين شاركوا في تقديم واجب العزاء إلى زوجها "أبو خليل" والأولاد، وهم يترحمون على الفقيدة الغالية، مستعرضين شريط حياتها الخيّرة.

 

المصدر : اللواء