عام >عام
الراعي: السوريون والفلسطينيون باتوا خطراً على لبنان
الراعي: السوريون والفلسطينيون باتوا خطراً على لبنان ‎الجمعة 20 10 2017 12:54
الراعي: السوريون والفلسطينيون باتوا خطراً على لبنان


كد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي يزور الولايات المتحدة الاميركية، أن اللاجئين السوريون والفلسطينيون باتوا عبئاً على لبنان بل خطراً ديموغرافياً وإقتصادياً وسياسياً وثقافياً وأمنياً.

وكان الراعي إستهل زيارته الراعوية الى ابرشيتي مار مارون - بروكلين وسيدة لبنان - لوس انجلس المارونيتين في الولايات المتحدة الاميركية بزيارة ديترويت في ولاية ميشيغين، يرافقه المطران بولس صياح ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض.

وترأس الراعي الذبيحة الالهية في كنيسة مار مارون، عاونه فيها راعي الابرشية المطران الياس عبدالله زيدان والمطران بولس صياح وكاهن الرعية المونسنيور لويس باز وكاهن رعية مار شربل المونسنيور الفرد بدوي ولفيف من الكهنة، في حضور حشد من ابناء الرعية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة تحت عنوان "لا يضاء سراج ويوضع تحت مكيال بل على منارة"، متأملا في معاني انجيل اليوم "الذي يدعونا الى ان ان نكون شهودا لحقيقة الرب. فمسيحيتنا هي منارة ليكتشف الآخرون من خلالها نور حب الله. لا يمكننا ان نعيش حياتنا كيفما كان، نحن مدعوون لنصنع الفرق، ونجعل حياتنا اقوى من الصوت والكلمات ونشهد فعليا في هذا العالم ونهب النور لمجتمعاتنا بدل الركون في الظلمة".

وتطرق الى الاوضاع في لبنان، فقال: "في ضوء كلام الانجيل، نشعر في لبنان بمسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا. فبفضل الثقافة المسيحية تميز لبنان عن جميع بلدان الشرق الاوسط، بالتعددية الدينية والمذهبية والثقافية، وبفصل الدين عن الدولة، مع احترام الهوية الدينية لكل جماعة وباعتماد النظام الديمقراطي، وقبول الآخر المختلف، والعيش معا، والمشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والادارة بين المسيحيين والمسلمين. من واجبنا كلبنانيين المحافظة على لبنان في ميزاته وخصوصياته هذه من اجل خيرهم جميعا، ومن اجل ان يؤدي لبنان رسالته في محيطه العربي".

أضاف: "وفيما تعاني بلدان الشرق الاوسط من ويلات الحروب المذهبية والقتل والخراب والتهجير على ايدي منظمات ارهابية، مدعومة بالمال والسلاح والتغطية السياسية، نشعر بالحاجة الى بقاء المسيحيين في ارضهم واوطانهم، للشهادة على القيم الانجيلية: قيم الاخوة والسلام وقدسية الحياة البشرية، وكرامة الشخص البشري. وهذا مطلوب من المواطنين المسلمين المعتدلين وذوي الارادات الحسنة والمتمسكين بالقيم الاسلامية. لذا، يجب ان يعود جميع النازحين واللاجئين والمهجرين الى ارضهم واوطانهم، بحكم المواطنة. اما بالنسبة الى الذين لجأوا الى لبنان من سوريا، وهم اكثر من مليون ونصف، ومع الفلسطينيين اصبحوا نصف الشعب اللبناني، فقد باتوا عبئا كبيرا على لبنان بل خطرا ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وامنيا. واصبحت عودتهم واجبة الى الاماكن الآمنة في سوريا، من دون ان نتخلى نحن عن تضامننا الانساني معهم، والاجتماعي مع قضيتهم".

وكان الراعي قد زار قبل ظهر اليوم رعية مار شربل في كليتنون تاونشيب حيث بارك اعمال بناء كنيسة مار شربل الجديدة والمجمع الراعوي، في حضور معاون رئيس اساقفة الابرشية المطران فيشر، وراعي الابرشية المارونية المطران الياس عبدالله زيدان وكاهن الرعية المونسنيور الفرد بدوي وحشد من ابناء الرعية.

وبعد كلمة ترحيب للمونسنيور بدوي رد الراعي بكلمة جاء فيها: "ان القديس شربل امام سخائكم يعرف على طريقته ان يعيد اليكم أكثر بكثير مما اعطيتم. من المؤكد ان اجمل ما حققتموه في حياتكم هو بيت الله هذا، بيت مار شربل وهو ما سيفتخر به ابناؤكم. لقد بنيتموه جميعكم. وعندما يأتي ابناؤكم من بعدكم سيدركون السعادة لأن اهلهم هم من بنوا هذا البيت الرائع الذي سيبقى للتاريخ ذات قيمة عالية ومهمة جدا".

وتابع: "هذا على الصعيد الإنساني، اما على الصعيد الروحي فنحن لا يمكننا تصور الخير الذي سيوزعه عليكم مار شربل كذلك النعم سواء في ديترويت او غيرها. عملكم وجهدكم وتعبكم سيقابلها قديسنا العظيم بتوزيع نعمه السماوية وهذا اكبر فخر لكم ولأبنائكم. فكل ما سخيتم به يصغر امام ما يقوم به القديس شربل".

أضاف: "أشكر جميع من ساهم وعمل لإتمام هذا العمل الرائع والغني بكل ابعاده. وهذا المكان يغني كنيسة ديترويت والمطرانية، وهنا اود ان ارحب بسيادة المطران فيشر وأقول له ان لحضوره بيننا اليوم معاني كثيرة. والجماعة والابرشية والرعية المارونية موجودة معنا اليوم لتساهم بدورها بإغناء كنيسة المسيح لأن التراث اللاهوتي والليتورجي الذي يحمله الموارنة يغني الكنيسة الجامعة. وهذا هو معنى وجود الكنائس المتنوعة وهي كلها تغني هذه الكنيسة المحلية. لذلك، نحن سعداء ونفاخر مع جماعتنا المارونية بأننا نساهم بإغناء الكنيسة المحلية وهذا غنى متبادل ونأمل ان نكون معكم في ايلول المقبل للمشاركة في تدشين هذا المجمع".

وزار الراعي كذلك، رعية القديسة رفقا حيث كان في استقباله كاهنها الخوري طوني مسعد وعدد من ابناء الرعية.

ومن هناك توجه البطريرك الراعي الى مركز سيدة النياح للرهبانية المريمية المارونية حيث استقبله رئيس المركز الاب حنا الطيار والاب نبيل حبشي، بعد ان عرج على كنيسة السيدة العذراء للروم الاورثوذكس وكان في استقباله كاهن الرعية الاب جورج شلهوب وعدد من ابناء الرعية. وكانت له جولة على مدرسة الاطفال في المجمع الراعوي.

 

المصدر : (الوطنية للاعلام)