لبنانيات >صيداويات
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ‎السبت 21 10 2017 09:05
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود
فضيلة الشيخ ماهر حمود


بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي

بتاريخ 29 محرم 1438هـ الموافق له  20 تشرين الاول 2017م

الاحباط ليس حالة لبنانية

الحديث عن الاحباط يصيب فئة من اللبنانيين بعد فئة وكأنه مادة للتداول تنتقل من فئة الى اخرى... فكرة تستحق ان نقف عندها بعيدا عن الحوار السياسي الحار الذي عادة ما يسخر الحقائق لأهداف آنية سريعة لا تلبث ان تتبدل.

نقول نعم.. الاحباط موجود في الامة ككل وليس فقط في لبنان، وليس السبب حرمان من الوظائف او الشح في الميزانيات المخصصة للأعمار وما الى ذلك.. الامة بشكل عام اضاعت الطريق واستعاضت عن الاهداف الكبرى بالمكاسب الصغرى... الامة عاشت الآمال العريضة في بعض الخمسينات والستينات مع صعود الفكرة القومية التي كانت تدعو الى الوحدة العربية وتحرير فلسطين ومواجهة الاستعمار التي اصطدمت بهزيمة 1967، وحاولت التعويض عنها بالانخراط في المقاومة الفلسطينية التي بدورها لم تستطع ان تصل الى الاهداف الكبرى، فانكفأ الجيل كله تقريبا الى الاهداف الصغرى، فأصبح المطلوب تأمين: المستقبل الشخصي للإنسان بعيدا عن مستقبل الامة والأهداف الكبرى.

جاء مشروع الرئيس الحريري رحمه الله بهذا السياق، في سياق تأمين الحياة الشخصية للمنخرطين في هذا المشروع دون الانخراط في الاهداف الكبرى التي تعني الأمة، كالوحدة العربية وتحرير فلسطين وتحقيق النهضة العلمية الصناعية للأمة ومواجهة المؤامرات الكبرى على الأمة... الخ.

وباستشهاد الرئيس الحريري ذهب حتى هذا النوع من الامل، وخلال هذه الفترة لم يبرز في هذه الامة إلا مشروع المقاومة في لبنان وفلسطين الذي يمكن ان ينهض بالأمة الى الاهداف الكبرى، ولكن المؤامرة كبيرة: وضعت الحواجز المذهبية والعرقية لتحول دون تعميم مشروع المقاومة الذي اثبت قدرته على تحريك المياه الراكدة باتجاه الافضل .

الامة تنتظر مشروعا يفتح الآفاق الكبرى في فلسطين وفي اي مكان تستعاد فيه الكرامة المسلوبة بالهزائم العربية والإخفاقات المتتالية.. 45 ثانية في بطرسبرغ وهدف متواضع جدا.. ذكّر الجميع بأن الامة تنتظر شيئا على هذا الصعيد، ولن تكتفي بأهداف شخصية وترتيب الامور الخاصة لكل فرد من الامة.

الامة على طريق النهوض ولو كانت ظواهر الامور تنبئ عكس ذلك.. ولننتظر النتائج، فان تم حل مجلس الامة الكويتي مثلا عقوبة لموقف الرئيس مرزوق الغانم، فمعنى ذلك ان المؤامرة كبيرة جدا وان الامة اضعف من ان تستعيد وعيها، وان تحول الى زعيم حقيقي واستطاع ان يؤثر في الموقف الخليجي المسارع للتطبيع، فستكون تلك علامة طيبة على طريق نهضة الامة بشكل عام ان شاء الله تعالى.

اما في السيرة النبوية فلقد كان الاحباط يأتي بعد خطأ ارتكبه المسلمون أنفسهم، كما في احد او حنين وقبل ان نتهم الآخرين علينا ان نتهم انفسنا  {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (سورة آل عمران 165).

عندما يمسك المسلمون اسلامهم بشكل سليم لن يصيبهم الاحباط حتى لو كانوا على المستوى الحضاري المدني في مؤخرة الامم كما كانوا في صدر الإسلام، لكنهم تحولوا الى اساتذة للعالم كله... ونحن اليوم رغم ما نعانيه من تخلف فإننا قادرون على تعليم العالم الطريق الصحيح ان امسكنا الاسلام بشكل سليم... فليس التطور الصناعي والعلمي وحده هو الذي يرفع الامم، بل المشروع المرتبط برؤية ترتبط بحقائق الغيب وقوة الخالق من خلال القرآن الكريم {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (سورة مريم 12)، ام سنكون كما وصف تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (سورة الفرقان 30) صدق الله العظيم.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...

 

المصدر : جنوبيات