عام >عام
فضل الله خلال إفطار للمبرّات في بنت جبيل: "سنتابعُ معاً مبادراتِ الخيرِ وسنبذل كل ما نستطيع لخدمة هذه المنطقة"
فضل الله خلال إفطار للمبرّات في بنت جبيل: "سنتابعُ معاً مبادراتِ الخيرِ وسنبذل كل ما نستطيع لخدمة هذه المنطقة" ‎الثلاثاء 5 06 2018 12:17
فضل الله خلال إفطار للمبرّات في بنت جبيل: "سنتابعُ معاً مبادراتِ الخيرِ وسنبذل كل ما نستطيع لخدمة هذه المنطقة"

جنوبيات

نظمت جمعية المبرّات الخيرية حفل إفطارها السنوي في ثانوية الإشراق في بنت جبيل - عيناتا بمشاركة فاعلة لشخصيات اجتماعية ودينية وفعاليات.
تخلّل الحفل كلمة لرئيس جمعية المبرّات سماحة العلّامة السيد علي فضل الله جاء في بدايتها: "مشكلتَنا هي أننا حوّلنا طوائفَنا ومذاهبَنا ومواقفَنا السياسيةَ إلى قبائلَ متنازعةٍ متصارعةٍ، كلُّ قبيلةٍ تفكّرُ في حساباتِها، لها أجندتُها الداخليةُ والخارجيةُ، ولها سياستُها وأمنُها، وهيَ تسعى إلى غزوِ القبيلةِ الأخرى عندما تسنحُ لها فرصةُ الانقضاضِ عليها، لتحصلَ منها على الأسلابِ والمغانمِ، أو للثأرِ لنزاعاتٍ حصلَت في التاريخِ ولا يرادُ لها أن تنسى".
وقال: "عندما جاءَ الآخرونَ الّذين ينتظرونَ أيَّ فرصةٍ سانحةٍ لهم ليؤمّنوا لهم موقعاً في بلادِنا، ليمسكوا بزمامِ أمورِنا، قالوا لهذا الطّرفِ أو ذاك: كونوا معنا ونحن نعينُكم، نقوّيكم، نؤمّنُ لكم الغطاءَ الدّوليَ والإقليميَ والمحلّيَ، ويأتي آخرونَ إلى المواقعِ الأخرى يحملونَ المنطقَ نفسَه، ودخَلنا في لعبةِ المحاورِ الدوليةِ والإقليميةِ، وحوّلنا هذا البلدَ إلى رئةٍ تتنفسُ سمومَ المنطقةِ، وساحةَ تجاذبٍ للصراعاتِ الدوليةِ والإقليميةِ، حتى تحولَت المواقعُ الرسميةُ التي من مهمتِها أنْ تخططَ للبلدِ أو تشرعَ إلى مجالسِ أممٍ لا متحدةٍ".
 وأضاف: "سنبقى نعيشُ القلقَ والخوفَ، وتبقى أيدينا دائماً على قلوبِنا عندَ كلِّ استحقاقٍ، كما شهدنا مؤخراً في الاستحقاقِ النيابيِ حينَ استنفرَت الغرائزُ الطائفيةُ والمذهبيةُ وأحقادُ التاريخِ ومخاوفُ الآخرِ عندَ كلِّ صراعٍ يجري في المنطقةِ. وبدلاً منْ أنْ يتحركَ الواعونَ والإطفائيونَ والحريصونَ، تتركُ الساحةُ للموتورينَ والانفعاليينَ والمتعصبينَ وفتاوى الحقدِ والبغضِ والكراهيةِ".
وتابع: "لقد قلناها أكثرَ منْ مرَّةً: لا مشكلة في أنْ يكونَ لكلٍّ رأيُه السياسيُّ أو موقفُه من الصراعِ الدَّوليِّ والإقليميِّ، في أنْ يكونَ مع هذا المحورِ أو ذاك، فنحنُ لسنا معزولينَ، ولا يمكنُ أن نعزلَ أنفسَنا عن هذا العالمِ، ولكنْ يجبُ ألا يكونَ على حسابِ أمنِ هذا البلدِ واستقرارِه ومستقبلِه ومستقبلِ الّذينَ يعيشونَ فيه. قد تكونُ هذهِ المعادلةُ صعبةً ومعقّدةً، ولكنْ لا بدَّ من أنْ نعملَ لها بكلِّ ما يمكنُ، لأنَّ البديلَ دمارٌ سوفُ يطيحُ بالجميعِ".
وقال: "إنّنا مدعوّونَ في هذهِ المرحلةِ إلى أنْ نكونَ أكثرَ تماسكاً ووعياً، فالعدوُّ الّذي انتصرنا عليه لنْ يقبلَ بهزيمتِه، وسيعيدُ الكرّةَ للثّأرِ منْ هذهِ المنطقةِ، ومنْ هذا البلدِ، الّذي عرّضَه لهزيمةٍ لأوّلِ مرّةٍ في تاريخِه. فلتبقَ عيونُنا شاخصةً على هذا العدوِّ.. ولنتنبه إلى خططِه ومكرِه وخدعِه واستعداداتِه".
ودعا إلى "أنْ نقفَ صفاً واحداً لمواجهةِ الإهمالِ والحرمانِ الَّذي تعاني منه كلُ مناطقِنا الحدودية، والتي لم تنلْ حتى الآنَ كلَّ حقوقِها، وهي لها دينٌ كبيرٌ على الوطنِ، لما عانَت وبذلَت وقدمَت منْ تضحياتٍ وأثمانٍ قبلَ الاحتلالِ وخلالَه".
وأكد على "أنْ نخرجَ إنسانَ هذه المنطقةِ من هذا النزفِ، وهو الذي يضطرُ حتى يحصلَ على عيشٍ كريمٍ إلى أنْ يهيمَ في بلادِ اللهِ الواسعةِ.. إننا نريدُ لإنسانِنا أنْ يعتبرَ وطنَه مصدرَ أمانِه وعزتِه وكرامتِه، وهذا لم يتحققْ حتى الآن. ومع اعتزازِنا بما يقومُ بهِ أبناءُ هذه المنطقةِ، وبحرصِهم على إبقاءِ ارتباطِهم بالوطنِ.. فإننا من جهتِنا، سنبذلُ كلَ ما نستطيعُ لخدمةِ هذه المنطقةِ، مع كلِّ باذلي الخير، كما قدَمنا في السابقِ، سنقدمُ الآن، وإنْ شاءَ اللهِ في المستقبلِ".
وختم قائلاً: "سنتابعُ معاً مبادراتِ الخيرِ، لنؤديَ واجبَنا ومسؤوليتَنا تجاهَ اللهِ وتجاهَ عيالِه، كلِّ عيالِه، وناسِه، كلِّ ناسِه".