لبنانيات >أخبار لبنانية
ملف المخدرات في الشمال امام مراجع عليا.. والاجهزة تلاحق المروجين والمتعاطين للوصول الى «رأس المافيا»
ملف المخدرات في الشمال امام مراجع عليا.. والاجهزة تلاحق المروجين والمتعاطين للوصول الى «رأس المافيا» ‎الخميس 16 08 2018 13:00
ملف المخدرات في الشمال امام مراجع عليا.. والاجهزة تلاحق المروجين والمتعاطين للوصول الى «رأس المافيا»


الشاب الجامعي عبد الرحمن توفيق حمود (19 سنة) ابن بلدة حلبا في عكار قتل مرتين، المرة الاولى غدرا بالسكاكين اثناء توجهه من محلة القبة في طرابلس الى عكار لحضور مهرجان منيارة وقتل في المرة الثانية عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي ادت دورا في محاولة طمس الجريمة بافتراءات استهدفت الشاب متهمة اياه بتعاطي المخدرات وبأنه طعن نفسه.

 انه زمن فلتان مواقع التواصل الاجتماعي هذه المواقع التي تستبيح بعضها، حرمات الناس وتعتدي على الكرامات دون رقيب او حسيب واذا جاء من يحاسب تقوم الدنيا ولا تقعد بحجة حرية الرأي التي باتت منفلتة من عقالها. 
قضية عبد الرحمن حمود هي اليوم حديث الساعة في عكار نظرا لحجم الجريمة ولحجم السكاكين التي طعن بها، ومن ثم القاء السكاكين قرب جثته بعد نزوله من السيارة التي أقلته من القبة حتى محلة الملولة. هو وحيد لاهله وشاب جامعي متفوق ويحب الحياة وقع فريسة شبان مخدرين مدمنين والقضية قيد التحقيق لكشف الفاعلين. وظهرت في عكار موجة كبيرة من الاستنكارات التي طالبت بكشف الجريمة والقاء القبض على المجرمين وفي نفس الوقت طالبت السلطات الرسمية مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت اخبار ملفقة بتشويه سمعة الشاب الجامعي المتفوق، ومن سخرية القدر ان بعض هذه المواقع ذكرت انه هو الذي طعن نفسه وهو الذي غرز السكين في قلبه 12 غرزة اثناء توجهه لحضور احتفال الفرح في منيارة. وتقول الروايات وحسب فيديو انتشر ان الشهيد عبد الرحمن توفيق حمود شوهد وهو يترجل من سيارة عند محلة الملولة وسار مترنحا بضة خطوات ثم سقط أرضا وشوهد شخص يتوجه نحوه يلقي شيئا تبين انه سكينتان بقرب الجثة وفر واختفى.


هذه القضية تفتح ملف المخدرات في الشمال حيث تتفشى في اوساط الشبان العاطلين من العمل ظاهرة تعاطي حبوب الهلوسة الخطرة وبات أعدادهم لا يستهان به نظرا لانتشارها الكثيف ولثمنها الزهيد بحيث باتت بمتناول اليد ومن مفاعيل هذه الحبوب ان يقدم الشباب على ارتكاب جريمة على غرار ما حصل مع الشاب حمود الذي عرف عنه في أوساطه من رفاقه في الجامعة ومن أقربائه بدماثة الخلق وتجنبه كل انواع الموبقات وان الذين ارتكبوا الجريمة هم من المدمنين على المخدرات. 
هذا الملف وضع امام مراجع عليا في متابعة قضية المخدرات وحبوب الهلوسة وكيفية تأمينها ومروحيات في وقت ضاعفت فيه كل الاجهزة الامنية جهودها لملاحقة المروجين والمتعاطين، فتمكنت في الايام الاخيرة من توقيف العشرات منهم، وتتابع هذه الاجهزة جهودها للوصول الى الرأس المدبر الدي يقف خلف هذه الظاهرة باعتبار انها بدأت تدمر العائلات والمجتمع. 
واذا كان اليوم الشاب حمود هو ضحية هؤلاء المدمنين، فالخطر داهم بأن تتوالى الجرائم المماثلة في ظل بدء غياب الامان لحظة غروب الشمس وانتشار الشبان المدمنين في الشوارع حيث الفلتان الاجتماعي والاخلاقي والامني بدأ يتسلل الى طرابلس واحيائها من جديد. 
ليست الفاجعة فاجعة اهل فقط، وليست فاجعة عكار، انما فاجعة انسانية اجتماعية وعلى مستوى الوطن كله، فالعائلة خسرت وحيدها الجامعي المتميز الذي كان محط آمال عائلته ويرون فيه المستقبل الواعد وهو فاجعة وطنية تؤشر الى أخطار تحدق بالمجتمع جراء تفشي المخدرات. 
لو عدنا الى قراءة في بروتوكولات صهيون لوجدنا في احد بنودها فقرة تتحدث عن خطة اليهود في تدمير مجتمعاتنا وهو العمل على نشر المخدرات بين الشباب عماد الوطن وانه اذا ما تمكنوا من نشر هذه المخدرات وتوسيع رقعة المدمين بين الشباب فهو الطريق الى تدمير المجتمع وتفتيته وضياعه كي تسهل بعدها السيطرة الامنية والعسكرية على المجتمعات التي يعتبرونها عدوة لهم خاصة عندما يصبح الشباب، مدمر النفسية ومدمر في الجسد. لذلك فإن القضية وطنية بامتياز وملاحقة المجرمين شأن يطالب به اهل الشاب واهل الشمال وكل الفاعليات وفي الوقت عينه، فإن الاهل يتجهون لإقامة دعاوى ضد مواقع التواصل الاجتماعي التي شوهت وتحاول تضليل التحقيق. 

المصدر : الديار - جهاد نافع