ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
معين شريف مثقف وحضاري
معين شريف مثقف وحضاري ‎الثلاثاء 22 01 2019 19:06
معين شريف مثقف وحضاري

جنوبيات

قلّة من الناس تعلم أن معين شريف فنان مثّقف. فمن يجلس معه في اللقاءات، تلفته ثقافته الواسعة في الجوانب الدينية والاجتماعية التي كسبها بقراءاته والمحيط الاجتماعي الذي عاش فيه طفولته. صاحب «حبيبي يا أمل بكرا» معتدل في آرائه الدينية، وهذا الأمر ليس قولاً بل أيضاً فعلاً. خلال حلوله أمس ضيفاً على برنامج «منّا وجرّ» الذي تعرضه (كل إثنين 21:45ـ تقديم بيار رباط) قناة mtv، بدا الضيف متفوّقاً على محاوريه الذي جلسوا حوله. كان إبن مدينة اليمونة (شمال البقاع) هادئاً، وهي من المرّات القليلة التي يطلّ فيها بهذا المزاج. هو معروف بمزاجه المتقلّب، وتسرّع آرائه بين الموافقة على الأمر ورفضه. تنقل المحاورون في الحلقة بين نقاط أساسية عدة كشفت العمق الثقافي بين الضيف ومحاوريه. بدل أن يكون المحاور مثقفاً ومتنوّراً، كان شريف سيّد الحلقة بامتياز وبدا المحيطون به كأنهم مستمعون له فقط. البداية كانت عند سؤال دوللي غانم حول استمرارية النجم في تقديم الأغنية الوطنية ووصفتها بأنها «تصيب المستمع بالتخمة بسبب كثرة عددها». عندها أجاب شريف بثقة «شو بدو الوطن!». وأكمل «الإجماع على حبّ الوطن هو النقطة الأهمّ، وإلا لعادت الحرب الأهلية». اكتفى شريف بهذا القدر من السياسة، لتبدّل حينها دوللي موقفها شاكرة إياه على المثابرة في هذه الأعمال. لاحقاً، حملت الحلقة طابعاً سياسياً دينياً، عندما استعرض فريق البرنامج فيديو لإيلي محفوض (عضو الامانة العامة» لـ14 آذار) يهاجم فيه المغنين غير المسيحيين الذين يقدمون تراتيل دينية في عيد الميلاد، وآخرهم ترتيلة لشريف طرحها في الميلاد الماضي. هنا، خيّم الصمت على الحضور، فخرج شريف ليصف محفوض بأنه «يبحث عن التقوقع وحده». وتابع «درست في مدرسة مسيحية، وعملت سنوات مع العملاق وديع الصافي ولم يطلب مني يوماً عدم الغناء للسيد عيسى المسيح. كنت أذهب إلى الكنيسة منذ صغري لأن فيها آلة «الكويبورد» وأحب الأجواء الكنسية». هنا، استسخف رباط كلام ضيفه فيسأله عما إذا كان «يعتذر من الله لأنه دخل الكنيسة»؟ في اشارة إلى النائبة رولا الطبش (كتلة «المستقبل») التي أحدثت ضجة أخيراً بسبب قولها بأنها توجهت إلى «دار الافتاء» ونطقت بالشهادتين كتأكيد على إسلامها. تابع نجم أغنية «بلا قلب» كلامه «لو كنت أريد أن أعتذر من الله، لإعتذر السيد موسى الصدر قبلي عن زيارة الكنائس»! اللقاء كان ثقيلاً ودسماً، وتحدّث فيه شريف وغنّى «لايف» بصوته الذي يمجّد الغناء. شريف كان المسيطر بحضوره وأظهر أنه ليس فناناً فقط، بل مثقف من الدرجة الأولى.