عام >عام
لبنان لن يتأثر بالـ Brexit ويستفيد من خفض فاتورة الإستيراد من «اليورو»
لبنان لن يتأثر بالـ Brexit ويستفيد من خفض فاتورة الإستيراد من «اليورو» ‎الخميس 23 06 2016 13:37
لبنان لن يتأثر بالـ Brexit ويستفيد من خفض فاتورة الإستيراد من «اليورو»
خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي أو عدمه لن يؤثر سلباً بالأعمال اللبنانية في لندن


يترقب العالم الإستفتاء الذي يجريه البريطانيون اليوم، لقول كلمتهم فيما خص انفصال بلادهم عن الإتحاد الأوروبي أو بقائها فيه، وسط قلق يسود دول العالم عموماً والأسواق المالية خصوصاً من تداعيات الإنفصال وحصول الـ Brexit (وهي دمج كلمتي Britain  و exit).  الإستفتاء المرتقب إجراؤه اليوم وإن كان سيحسم مصير بريطانيا حول خروجها من الإتحاد الأوروبي أو عدمه، إلا أنه في كلتا الحالتين من المحتمل أن يُحدث هزة في أسواق المال في أوروبا والعالم بأسره قد تصل تردداتها الى لبنان، لاسيما أن البعض يذهب الى احتمال حدوث هزة اقتصادية شبيهة بأزمة «ليمان براذرز» التي فجّرت الأزمة العالمية عام 2008.
لبنان وعلى الرغم من أن العلاقات التي تربطه ببريطانيا «خجولة» نوعاً ما، إلا أن القلق وجد له مكاناً لدى العديد من أصحاب الأعمال والمؤسسات التي تعتمد بنجاحها على أسواق لندن، لاسيما بعد توسّع العلاقات اللبنانية البريطانية في السنوات القليلة الماضية، فما هو شكل وحجم العلاقة التي تربط لبنان ببريطانيا اقتصادياً؟ وما مدى احتمال أن تمتد تداعيات انفصال بريطانيا عن الإتحاد الأوروبي الى لبنان؟
وزني 
شرح الخبير المالي الدكتور غازي وزني في حديث له تأثير الإنفصال في حال تم، على الإقتصاد، وقال: التأثير الأكبر سيكون على منطقة اليورو، لكون خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي يؤدي إلى إضعاف تلك المنطقة وعملتها وموقعها العالمي، اقتصادياً وسياسياً، لكن في الوقت ذاته، سيرتدّ انسحاب بريطانيا من الإتحاد ضرراً عليها اقتصادياً ومالياً في المدى المتوسط بحسب الدراسات التي قدّمها صندوق النقد الدولي الذي يتوقع انكماشاً إقتصادياً وتراجعاً في سعر العملة البريطانية «باوند».
أما عن تأثير الـBrexit على لبنان، فاعتبر وزني أن «خروج بريطانيا من منطقة اليورو سيفضي إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في مقابل اليورو، وهو عامل يؤدي إلى تراجع عمليات الإستيراد من منطقة اليورو، أي أن لبنان سيستفيد من هذا الوضع عبر التخفيف من الفاتورة الإستيرادية من منطقة اليورو، والبالغة 6 مليارات دولار تقريباً، لكون هذا القرار يضع مستقبل منطقة اليورو في حال من عدم اليقين، مع التخوّف من أن يكون بمثابة الخطوة الأولى التي ستمهّد لخروج دول أخرى تباعاً من منطقة اليورو».
شماس وعبود
بريطانيا ليست من اهم الشركاء التجاريين للبنان، وبالتالي لن يكون لخروجها من الإتحاد الأوروبي أثر مباشر على لبنان، بهذه العبارة اختصر رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس العلاقة التجارية المشتركة بين لبنان وبريطانيا، وقال في حديث نشره موقع «المدن» الإلكتروني: «لكن في حال تراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني، وهو الامر المتوقع في حال الـ Brexit، فإن لبنان سيستفيد من عملية الاستيراد لأنه يتعامل بالدولار واليورو، إلا ان هذا الامر لن يكون ذات أهمية كبرى».
غير أن ما يرسم شكل العلاقة بين لبنان وبريطانيا راهنا، وفق شماس، الإستثمارات الخاصة وازدهار العديد من القطاعات التجارية والإنتاجية اللبنانية التي انتقلت أخيراً من بيروت الى لندن أو توسّعت في المملكة المتحدة، للإستفادة من سوق السواح العرب، الذين غيّروا وجهتهم السياحية من بيروت الى لندن.
وعن الأعمال اللبنانية المستحدثة في لندن والتي انتقلت مع «الخليجيين» الى المملكة، أكد فادي عبود الرئيس السابق لجمعية الصناعيين في حديث له أن المؤسسات وقطاعات الأعمال اللبنانية في أمان في حال خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، «لأن العلاقات التي تربطها اليوم ببريطانيا بناء على اتفاقيات مع أوروبا يمكن أن تتحول الى اتفاقيات ثنائية بين البلدين، وبالتالي لا قلق على الأعمال اللبنانية في لندن».
وأشار عبود، وهو أحد المستثمرين اللبنانيين في بريطانيا، الى عشرات المؤسسات اللبنانية التي انتقلت من بيروت الى لندن وتوسعت فيها ومنها مطاعم «مروش» و«نورا» و«الدار» و«فخر الدين»... ويصل عدد المطاعم اللبنانية في لندن الى نحو 35 مطعماً، إضافة الى العديد من الشركات ومصانع المجوهرات والألبسة وشركات تأجير السيارات وغيرها من الأعمال.
وإذ أكد عبود أن علاقة لبنان مع بريطانيا تعد الأفضل في الإتحاد الأوروبي باعتبارها من الأسواق المفتوحة والخالية من العراقيل، رأى أن حصول الـ Brexit لن يغيّر في واقع العلاقات شيئاً.
حجم التبادل
ورغم أن التجارة بين لبنان وبريطانيا شهدت ارتفاعاً تجاوز الضعف خلال السنوات الأخيرة الماضية.. إلا أن لبنان استورد من المملكة المتحدة عام 2015 بقيمة 517 مليون دولار فقط أي نحو 779.4 مليون ليرة وصدّر إليها بقيمة 45 مليون دولار أي نحو 67.7 مليون ليرة فقط، أما خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي (حتى 30-4-2016) فقد استورد لبنان من بريطانيا بقيمة 130 مليون دولار اي نحو 195.8 مليون ليرة، وصدّر إليها 13 مليون دولار اي نحو 19.1 مليون ليرة، لذلك فإن التداعيات في حال انفصال بريطانيا لن يكون لها أي أثر على القطاعات الإقتصادية اللبنانية ولا على حركة التبادل.
باسيل
وعن المصارف اللبنانية في بريطانيا وهي ثلاثة مصارف (بنك لبنان والمهجر وبنك بيبلوس وبنك بيروت)، ومدى تأثرها بالهزة المرتقب وقوعها في أسواق المال في حال انفصال بريطانيا، طمأن رئيس مجموعة بنك بيبلوس فرانسوا باسيل في حديث له أن لا خوف على الإطلاق على المصارف اللبنانية في لندن بخلاف المصارف الأوروبية «لأن مصارفنا تعمل في خدمة زبائنها فقط ولا تشارك في أي أعمال داخل بريطانيا أو الإتحاد الأوروبي عموماً».
وفي حال صحّت توقعات محللي بنك غولدمان ساكس بأن الجنيه الإسترليني قد يفقد 11 في المئة من قيمته أمام سلة من العملات الرئيسة إذا اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد، أكد باسيل عدم تأثر لبنان بما فيه أصحاب الأعمال لأنهم يتعاملون بالدولار واليورو ما يعني أن انخفاض الإسترليني لن يؤثر سلباً، لا بل ربما يترك أثراً ايجابياً في بعض الحالات.
في الأسباب
وعن أسباب انسحاب بريطانيا من منطقة اليورو، فهي تختصر بالآتي: - ارتفاع كلفة انضمامها إلى منطقة اليورو على ماليتها العامة، بما يوازي 18 مليار باوند إضافياً سنوياً.
- اعتبار بريطانيا أن عدداً كبيراً من القوانين والتشريعات الصادرة عن الإتحاد الأوروبي، يضرّ باقتصادها الوطني والوضع الإجتماعي فيها.
- تداعيات قضية اللاجئين وهو السبب الأبرز، إذ تعتبر بريطانيا أن خروجها من منطقة اليورو سيحدّ من عدد اللاجئين المفترض بدول الإتحاد الأوروبي إدخاله إلى أراضيها، وبالتالي التخفيف من معدل البطالة.
- الخروج من الإتحاد الأوروبي، يساعد بريطانيا على مكافحة الإرهاب بشكل أفعل، إذ لا تعود أجواء بريطانيا مفتوحة تطبيقاً لـ«شينغن».
عزة الحاج حسن شيباني