عام >عام
ممثل المفتي دريان في الليلة الثامنة من محرم في مقر المجلس الشيعي: واقعة كربلاء مدرسة نتعلم منها التفاني والبعد عن حب الذات
ممثل المفتي دريان في الليلة الثامنة من محرم في مقر المجلس الشيعي: واقعة كربلاء مدرسة نتعلم منها التفاني والبعد عن حب الذات ‎الأحد 8 09 2019 09:57
ممثل المفتي دريان في الليلة الثامنة من محرم في مقر المجلس الشيعي: واقعة كربلاء مدرسة نتعلم منها التفاني والبعد عن حب الذات

جنوبيات

 

تم إحياء الليلة الثامنة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برعاية رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان، في حضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين. وعرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.

وألقى ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المفتش العام للأوقاف الاسلامية في دار الفتوى الشيخ الدكتور أسامة الحداد كلمة قال فيها: "شرفني صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بتمثيله في هذا المجلس المبارك وهذه الليلة المباركة من شهر الله الحرام لنتشارك الأجر والثواب في محبة اهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإن لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكانة رفيعة، وفضائل كثيرة ثبتت بالكتاب والسنة، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم فقال: أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين:أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به. ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. يعني: اذكروا خوفه وانتقامه إن أضعتم حق آل البيت، واذكروا رحمته وثوابه إن قمتم في حقهم، فنحن نحبهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولإيمانهم بالله وجهادهم في سبيل الله... وهم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس."وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، فقال له رجل: يا رسول الله، إنك تحبهما، فقال: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني؛ رواه أحمد واردف...قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل سبب ونسب وصهر منقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي وصهري، فهم علي، وفاطمة، والحسن والحسين، وجعفر الطيار، وجميع أولاد علي، وجميع أولاد فاطمة، وجميع أولاد الحسن والحسين، وأولاد أولادهم، وذريتهم الطيبة المباركة الى يومنا هذا، رضوان الله عليهم أجمعين، ولا تكون صلاتنا كاملة إلا بالصلاة على آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء لهم بالبركة، من هنا كانت الصلاة الابراهيمية نكررها في صلواتنا، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. قال الامام الشافعي:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
روى البخاري عن ابن عمر عن ابي بكر رضي الله عنهم انه قال: ارقبوا محمدا في أهل بيته". أي احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم".
وتابع...عندما نذكر آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم نستذكر مآثرهم وفضلهم وحبهم ومودتهم التي أمرنا الله بحفظها في قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى) الشورى 23، ولا بد عند ذكر آل البيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نذكر سيد الشهداء، شهيد كربلاء، وسيد شباب اهل الجنة سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما وارضاهما" الامام الشريف الكامل سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحاتنه من الدنيا ومحبوبه".

واعتبر "إن واقعة استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه واقعة تقشعر لها الابدان، وتذرف عند ذكرها الدموع، وتنفطر لها القلوب وتكاد الأقلام يجف مدادها عند كتابة واقعتها، وتكاد الألسن ترتبط عند سرد أحداثها، إن ما حصل في كربلاء من قتل في حق آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو جريمة من أشد الجرائم التي يندى لها الجبين عبر التاريخ، إنها جريمة نكراء، قام بها أبالسة حاقدون، قلوبهم جوفاء، وعقولهم صماء، انها جريمة من أفظع الجرائم التي سمعت بها البشرية، وقعت بحق آل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، لا يزال ألمها موجودا فينا، ولكن نرجو من الله تعالى أن يتحول هذا الألم الى أمل بالنصر على الظلم والفساد والاستبداد في زماننا. وعندما نستذكر مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه لا أكاد أتصور أنه ثمة إنسان يمكن أن يشهر سيفه في وجه سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يكاد عقلي يصدق أن هذا المجرم يحمل بين جنبيه قلباً فيه ذرة من ايمان، بل الذي قتل سيدنا الحسين هو انسان لا يحمل في قلبه الا النفاق والحقد، فكيف طوعت له نفسه ان يشهر سيفه في وجه سيدنا الحسين، فسيدنا الحسين لا ترفع في وجهه السيوف إنما تنحني له الرؤوس ـ وتقبل الشفاه وجنتيه التي تنورت برؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتقبل الشفاه يديه التي لامست جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل وتقبل الشفاه قدميه التي سعت بالإصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا ما تعلمناه من مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعلمنا حب آل بيته، وتقديرهم وتعظيمهم، والمودة لهم في القربى".

وقال: "إن سيدنا الحسين لم يخرج ابتغاء جاه أو مال أو منصب أو كرسي ولم يخرج للتفرقة بين المسلمين، بل خرج لتوحيد الأمة، وبث الألفة والمحبة، ورأب الصدع، ووأد الفتنة، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، طالباً العدل والمساواة، حاملاً شعار هيهات منا الذلة، فيجب علينا أن نسير على منهج الحسين، ونقتبس من نور طريقه، فقد اراد منا أن نكون رجالاً عند الشدائد، شامخين كالجبال تعلو فوق قممها رايات النصر.في هذه المناسبة الجليلة، يوم استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه ينبغي علينا ان نستذكر معاني التضحية، والوفاء والاقدام، ونصرة المظلوم، ومحاربة الظلم والشد على يد الظالم".

واكد "إن واقعة كربلاء في حد ذاتها مدرسة نتعلم منها التفاني والبعد عن حب الذات، نتعلم منها ألا نخاف في الله لومة لائم، نتعلم منها الاقدام على الأمر الذي عزمنا عليه لله، فلا نتراجع عنه ولو كلفنا ذلك حياتنا وحياة من نحب، تعلمنا من واقعة كربلاء ان تكون ثقتنا بالله تعالى، عليه نتوكل ولا نثق بالمتخاذلين الخائنين.يا أحباب الحسين، نحن لا نبكي على سيدنا الحسين، فالشهيد لا يبكى، لأنه نال مرتبة عظيمة تصبو اليها النفوس، فالحسين شهيد الإسلام وهو حي عند ربه يرزق، وهو سيد شباب اهل الجنة، بل اننا نبكي على نهجه الذي يضيعه بعض الناس اليوم بسوء اخلاقهم وانحراف سلوكهم. إن منهج سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه منهج الوسطية والاعتدال، منهج الرحمة والمحبة، منهج الصبر على الشدائد، منهج الحق والعدالة...هكذا ارادنا الحسين ان نكون فلنكن كما اراد".

وختم: "سيبقى سيدنا الحسين خالدا فينا وفي ذاكرة التاريخ، سيبقى حيا في قلوبنا مهما طالت الأيام، سيبقى الحسين رمزا للبطولة والفداء، ومعنى من معاني التضحية والوفاء، ونبراسا في تاريخ الأمة يقتدى بمنهجه على مر الزمان. اللهم إنا أحببنا الحسن والحسين وأمهما وأباهما وعترتهما الصالحة؛ لحبنا لنبيك صلى الله عليه وآله وسلم، فاجعلنا يوم القيامة مع من أحببنا. وصل اللهم وسلم على نبيك محمد، وعلى آله أجمعين وصحابته والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين".

وفي الختام، تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.