عام >عام
كلودين عون روكز في حفل إطلاق مشروع "تشجيع السلوكيات الحياتية الصحية" في صيدا: هذا المشروع يؤكد على أهمية دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
كلودين عون روكز في حفل إطلاق مشروع "تشجيع السلوكيات الحياتية الصحية" في صيدا: هذا المشروع يؤكد على أهمية دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ‎الخميس 19 09 2019 13:31
كلودين عون روكز في حفل إطلاق مشروع "تشجيع السلوكيات الحياتية الصحية" في صيدا: هذا المشروع يؤكد على أهمية دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

ثريا حسن زعيتر

برعاية وحضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، أطلقت بلدية صيدا مشروع "تشجيع السلوكيات الحياتية الصحية" الذي قامت بموجبه السيدات في بلدية صيدا بتجهيز "مدينة الرئيس رفيق الحريري الرياضية" بالآلات الرياضية، وذلك بحضور رئيسة "كتلة المستقبل النيابية" النائب بهية الحريري، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، المنسق العام لـ"تيار "المستقبل" في الجنوب ناصر حمود، رئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف، مديرة حافظة البرامج في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ صوفيا بالمس وأعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة وفعاليات وأهالي المنطقة.
ويأتي هذا المشروع ضمن إطار برنامج: "تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني في لبنان"، المنفذ من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والمموّل من الحكومة الألمانية، ضمن البرنامج الإقليمي: تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط LEAD.
ويختتم هذا الحفل، التدريبات حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين التي ترعى العمل البلدي وأساليب القيادة والتغيير ومفهوم النوع الاجتماعي، التي قامت بها السيدات والرجال في صيدا، واختاروا تخصيص الدعم المقدم من هذا المشروع لتلبية الاحتياجات المحلية، وليعمموا ثقافة الرياضة في الأماكن العامة.
استهل برنامج الحفل بجولة قام بها المشاركون على المعدات الرياضية التي تم وضعها قرب شاطئ البحر في مدينة رفيق الحريري الرياضية، بعدها ألقى المهندس السعودي كلمةً قال فيها: "لقد سارت كل دول العالم، ومنها دول منطقتنا، على مدى قرون مضت في منهجية قوامها أن تسيير الأمور العامة هو بحكم الأفضلية للرجل، فتولى الرجال العمل السياسي والانتاجي والاجتماعي، وفرضت هذه العقلية على المرأة أن تبقى في ظل الرجل، دون إنكار لدورها الذي بلغ أقصاه يوما مع مقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة".
وتابع:"لكن الحقيقة أثبتت هذه المنهجية في التفكير قصورا عن الإحاطة بكافة جوانب التنمية والتكامل الاجتماعي، لأنها همشت شريحة تشكل نصف المجتمع، لا بل وحتى أكثر في معظم البلدان، مما أدى الى خسارة الكثير من الطاقة الإنتاجية على كافة الأصعدة. لذا، بدا واضحاً مؤخراً أن سياسة تمكين المرأة، الذي يبدأ من تغيير ثقافة الدور التي تورثه المجتمعات للبنات من الصغر، قد آتى ثماره الإيجابية كلما وصل جيل جديد من النساء إلى مرحلة المشاركة في الحياة العامة."
وأضاف: "إن تعزيز مشاركة المرأة في المجالات الحياتية في لبنان، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو غيرها، لا شك أنه يشكل قيمة مضافة لا توصف فقط بالكبيرة، بل حقيقة بالمحورية، لما لدى هذه الشريحة النسائية المغيبة في كثير من المواقع من طاقة على العطاء خاصة بالأفكار الإبداعية الجديدة.
لذا نقول اليوم، أنه كلا الرجل والمرأة، لديهما نفس المقومات على العطاء والمساهمة في تطوير كافة مجالات الحياة، ولا حاجة لأن يقف أحد منهما في ظل الأخر، بل يسيران جنباً إلى جنب في إطار خطة عمل متكاملة تلغي أي تمييز على أساس الجنس بينهما، من أجل الوصول إلى التوظيف الأمثل للطاقات."
وختم: "إن اجتماعنا اليوم بمناسبة تجهيز مدينة الرئيس رفيق الحريري بالات رياضية من قبل سيدات في بلدية صيدا، هو مثال صغير جدا عن مبادرات كثيرة يمكن القيام بها، عن طريق تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة. ولا شك أن المرحلة المقبلة ستحمل معها الكثير من التطورات الإيجابية على هذا الصعيد خاصة بوجود شخصيات نسائية قيادية على مستوى لبنان، لا سيما رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز التي نرحب بها في مدينة صيدا، وطبعا سيدة صيدا الأولى النائب بهية الحريري التي لا توفر جهداً في مجال تمكين المرأة، ولا يسع المجال لذكر الكثيرات من السيدات على مستول لبنان وصيدا، التي نثق بصدق جهودهن للارتقاء بمستوى أداء الحركات النسائية."
ثم تحدثت النائب الحريري قائلةً: "أودّ بداية أن أرحّب بالصديقة العزيزة السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وأشكرها على مبادرتها وحضورها في صيدا، مدينة الشراكة الوطنية العميقة، التي تميّزت منذ أن كان لبنان الكبير بمشاركة المرأة في صنع القرار السياسي، عبر الصيداويات المميزات، اللواتي أسّسن أول جمعية للمرأة "جمعية نهضة السيدات"في العام 1933 منهنّ السيدة زاهية عسيران وغيرها من الرائدات. وكانت سلمى أبو ظهر مرجان وسعاد الصلح أول سيدتين صيداويتين تدخلان المجلس البلدي برئاسة الأستاذ أحمد الكلش في العام 1978، واللتين أسّستا لزميلاتهما في المجالس البلدية المتعاقبة" .
وتابعت: "يشرّفني أيضاً أن أرحّب بالسفارة الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، على النّجاح في هذه التّجربة المميّزة مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، والتي تحاكي طموح الصيداويات والصيداويين، في تعزيز مسيرة الشراكة الوطنية، والانفتاح على الخبرات والتّجارب الإنسانية العالمية.
وإنّني أتطلّع إلى الزمن الذي تصبح فيه القضايا اللبنانية في أيدي أهل الخبرة والاختصاص في كلّ مجال، وهذا يستدعي العمل المستدام على تطوير قدرات ومهارات الأجيال الصاعدة، وهذا ما بدأناه في الشبكة المدرسية لصيدا والجوار، من خلال عملية الكشف المبكر عن المهارات والقدرات لدى الأجيال الصاعدة، لتعزيز هذه القدرات وتوجيهها نحو التّخصصات التي تحاكي قدراتها وميولها ومهاراتها، من أجل نجاحهم وتفوّقهم في عملهم، ومشاركتهم في عملية النّهوض الوطني".
وختمت: "أودّ أن نتوجّه بتحية خاصة لرئيس وأعضاء المجلس البلدي لمدينة صيدا، على حسن متابعتهم لقضايا المدينة، واستشرافهم للتّحديات المستقبلية على أسس صلبة تقوم على وضع إستراتيجيات وبمشاركة أهل الخبرة والاختصاص في كلّ مجال، ليقدّموا نموذجاً وطنياً في الإدارة المحلية وتحمّل المسؤولية، ليبقى لبنان وطن التّفوق والنّجاح والشّراكة الوطنية الصلبة في مواجهة التّحديات."
وبعد كلمة بالمس من GIZ، ألقت السيدة عون روكز كلمة، قالت فيها: "المرأة في السياسة"، "المرأة في الشأن العام" "المرأة في صنع القرار"، عناوين متداولة منذ عشرات السنين، وكثر استخدامها مؤخراً من مختلف مكونات المجتمع، إنطلاقاً من قناعة بدأت تترسخ لدى الأكثرية، أنهلا يمكن بناء مجتمع سليم، ولا يمكن للمجتمع أنو يحقق التنمية الشاملة، إذا لم يكن للمرأة دور في صياغة القرارات المتعلقة بحياتها الخاصة كما بالحياة العامة، وإذا لم تشارك بشكل متساوي مع الرجل في الأعمال المهنية والإدارية والاقتصادية، وفي اتخاذ القرارات السياسية المحلية والوطنية.
 ولكن عوائق كثيرة تقف أمام تحقيق هذا الهدف، منّها ما يرتبط بالثقافة  التقليديةالتيلا زالت تحدّ المرأة بالصورة النمطية بعيداً عن العمل بالشأن العام، ومنها القوانين المجحفة بحق النساء التي ما زالت تميّز ضدّهن، ومنها أيضاً عدم احترام حقوق الانسان والمفهوم الصحيح للمواطنة، وتصنيف المرأة وكأنها مواطنة درجة ثانية، لاتستحق أن تكون قائدة وصانعة قرار صائب وسليم، إلى جانب أيضاً  استسلام النساء أحياناً، بسب التحديات والضغوطات، وعدم مثابرتهن للخوض في المجال الاقتصادي والسياسي".
وتابعت: "من هنا نسعى في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة لتغيير الصورة النمطية للمرأة في أذهان الطلاب في المدارس والجامعات من خلال عملنا مع وزارة التربية والتعليم العالي، وتصحيح صورة المرأة في الإعلام من خلال عملنا مع الإعلاميين، إضافة لقيامنا بحملات توعوية تكرس المساواة بين الجنسين في كافة المجالات.
ونسعى أيضاً، لتعديل القوانين التي ما زالت تميّز ضدّ المرأة، ولرفع مكانتها في المنظومة التشريعية كما في مختلف مسارات الحياة، ومنها مطالبتنا بتضمين القانون الإنتخابي، النيابي والبلدي، كوتا نسائية، تضمن مشاركة أكبر عدد ممكن للنساء في صنع القرار السياسي والإنمائي والإقتصادي".
وأضافت: "أما في موضوع المواطنة، فقد أثبتت المرأة في لبنان، المرأة الأم والمرأة العاملة و والمرأة  المشاركة بالعمل السياسي والاقتصادي، أنّ انتماءها للوطن وحبها وتضحياتها لهلا تقلّ أهمية عن انتماء الرجل وحبه وتضحياته له".
كما نعدّ وننظم دورات تدريبية للنساء تمكّنهن وتطور مهاراتهن، وتشجعهن ليخضن المجال السياسي والانمائي بدون تردد، ومنّ ثمار هذه الدورات، مشروعنا في صيدا الذي نفتتحه اليوم، في هذه المدينة التي تعتبر من  أكبر المدن اللبنانية وأحدى أقدم مدن العالم. فالسيدات في صيدا، شاركن في تدريبات مكثفة ضمن إطار برنامج "تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني" الذي تتعاون الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بتنفيذه مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
واختتمت التدريبات بتخصيص الدعم المقدم من المشروع لتشجيع السلوكيات الحياتية الصحية في صيدا، من خلال تجهيز مدينة الرئيس رفيق الحريري الرياضية بالآلات الرياضية، هذه المدينة التي تستقطب أبناء صيدا والجوار لتعدد النشاطات فيها، والتي تشكل نقطة تلاقي إنساني ورياضي واجتماعي لهم."
وأشارت إلى أن "سيدات صيدا الـ16 (هيفا ناكوزي، ميرفت بلطجي، نهى سعودي، فريال زهار، خديجة إبريك، رسمية مصطفى، هبا قبرصلي، حسناء فرج، لارا أبو زهر، أسماء قادري، لطفية بلطجي، ميرنا صباغ، نسرين عواضة، زهرا درزي، خديجة سكافي وملاك البابا)، شاركن إلى جانب الرجال الـ11، في التدريبات حول مواضيع إدارة المشاريع والقوانين التي ترعى العمل البلدي وأساليب القيادة والتغيير ومفهوم النوع الاجتماعي، واختاروا هذا المشروع وفق الاحتياجات المحلية، ليعمموا ثقافة الرياضة في الأماكن العامة، ومن خلال هذه الخطوة شكلوا فرقاً كبيراً في حياة الكثيرين.
ويؤكّد هذا المشروع على دور المرأة الأساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها هدف تأمين الصحة الجيدة ورفع مستوى الرفاه في المجتمع.
ومن خلالهن، أدعو كلّ النساء الرائدات والناجحات، ترشحن للمناصب الأولى في أحزابكن، إذا كنتن تنتمين لأحزاب، وترشحن للانتخابات البلدية والنيابية المقبلة وشاركن الرجال باتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، السليمة والعادلة للجميع."
وختمت: "أحيي النائب بهية الحريري على دورها الجبار الذي تقوم به على مستوى صيدا وعلى مستوى الوطن، هي خير دليل على نجاح المرأة بمراكز صنع القرار السياسي وعلى ضرورة وجودها لبناء وطن آمن ومزدهر، أشكر رئيس البلدية الأستاذ محمد السعودي ورواد ورائدات العمل البلدي في صيدا على جهودهم   لتحقيق التنمية المستدامة في بلدتهم على كلّ الأصعدة، وأشكر الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والحكومة الألمانية اللذين أتاحا لنا الفرصة لكي نتشارك مع سيدات البلدية في المساهمة بتأمين السلامة المرورية.
واختتم الحفل بلمحة عامة حول الفعاليات الرياضية في مدينة صيدا، بعدها جال المشاركون في حديقة المهندس محمد السعودي التي شكل إنشاؤها تحدياً كبيراً، إذ تحوّل الحلم من خلالها إلى حقيقة، بإزالة جبل النفايات في مدينة صيدا وتحويله إلى حديقة عامة.
تقع الحديقة جنوب المطمر الصحي الذي تم إنشاؤه وتبلغ مساحتها ٣٥  ألف متر مربع من المساحات الخضراء التي تتميز بمناظر طبيعية رائعة تزيّن الشاطئ الصيداوي وواجهة سياحية جديدة تستقبل الزوار وتستضيف المناسبات المتعددة.