لبنانيات >أخبار لبنانية
حكومة الإنتخابات مطروحة بقوة... الرئيس الحريري خارج المشهد
حكومة الإنتخابات مطروحة بقوة... الرئيس الحريري خارج المشهد ‎الثلاثاء 29 06 2021 09:31
حكومة الإنتخابات مطروحة بقوة... الرئيس الحريري خارج المشهد

وليد خوري

تكشف أوساط قصر بعبدا، أن طرح تأليف حكومة انتخابات في لبنان، بات موجوداً على طاولة البحث ما بين واشنطن وباريس، وقد تناوله كل من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ومن الممكن أن يكون قد تطرّق إليه الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكن من دون الدخول في تفاصيل الملف الحكومي، فيما يبدو واضحاً أن ماكرون يدعم تأليف حكومة انتخابات، فيما بايدن يؤيّده من حيث المبدأ، لأنه يهتم بالإستقرار الأمني في لبنان أولاً.

وتوضح هذه الأوساط، أن الطرفين الفرنسي والأميركي متفقان على عنوانين في لبنان، الأول هو الدعم المطلق للجيش، حتى ولو اضطرّ الأمر إلى دعمه بالأموال مباشرة، وليس فقط تقديم المعدات والمساعدات الصحية واللوجستية، وحتى الغذائية، لافتة إلى أن ما يجري طرحه اليوم، يتعلق بكيفية تطبيق هذا الدعم، لجهة ارتباطه باعتبارات معينة، وهي ليست سياسية بالطبع، بل تتّصل بطبيعة الهبات والإجراءات المفترضة لتأمينها، خصوصاً أنها ستتناول مجال الصحة عبر دعم المستشفى العسكري، والمساعدات الغذائية من خلال تعاونيات الجيش، إضافة إلى تأمين المحروقات.

اما العنوان الثاني، فهو الملف الحكومي، إذ أن توافقاً تحقّق على إجراء الإنتخابات النيابية بموعدها الدستوري، وبالتالي، فإن هذا الأمر قد يدفع إلى تشكيل حكومة انتخابات، ومن الطبيعي أن تقوم هذه الحكومة بمعالجة الملفات المعيشية الضاغطة التي أصبحت تشدّ على خناق المواطن بشكل مباشر، وبالتالي، تهدّد الإستقرار الأمني بدليل ما حصل في عاصمة الشمال، والتي هي بمثابة الميزان الذي يلتفت إليه الغرب لاعتبارات متعلّقة بدخول أكثر من طرف إقليمي على الخط في الشمال.

وبحسب أوساط قصر بعبدا نفسها، فإن حكومة الإنتخابات مسألة تتم مناقشتها حالياً، وبالطبع كلما تقدّم طرح تأليف حكومة انتخابات، تبتعد عملية التأليف عن الرئيس المكلّف سعد الحريري، لأن لبنان لم يعد يحتمل الإنتظار، ويجب عزله عن كل التطوّرات الخارجية، وذلك، بعدما انتظر لفترة طويلة الإستحقاقات الأميركية والفرنسية والسورية والإيرانية، واليوم ينتظر أيضاً مفاوضات فيينا، مع العلم أنه من المفترض أن تبدأ مرحلة الحلول التي تأخذ في الإعتبار الوضع السوري المستجدّ بعد إعادة انتخاب الرئيس بشّار الأسد، والأوضاع في سوريا، خصوصاً في الشمال، إضافة إلى التطورات على الساحة الفلسطينية، كما على الساحتين العراقية والأردنية.

وانطلاقاً مما تقدم، تقول أوساط بعبدا، أنه من الممكن القول أن الإستقرار في لبنان يمكن أن يمرّ بتأليف حكومة انتخابات، وهي لن تكون برئاسة الحريري، إذ في مكان ما قد يتم الإختيار ما بين الحريري والإستقرار، في ضوء تردّد وعجز الحريري عن التأليف، وبالتالي، يصبح الخيار السهل الإستغناء عن الرئيس المكلّف. وفي هذا السياق، تستبعد الأوساط ذاتها، أن يكون رئيس الجمهورية محاصراً نظراً لتداعيات هذا الأمر، علماً أن هناك من يراهن على الإجتماع في الفاتيكان، الذي يعني المسيحيين، ولكنه يعني أيضاً كل اللبنانيين، مشيرة إلى أن "عظة البطريرك الراعي بالأمس، تدلّ على أن المسار في مكان، والفاتيكان في مكان آخر".

وإذ تؤيد أوساط بعبدا، تأليف حكومة انتخابات تزامناً مع معالجة الأوضاع المعيشية الصعبة، ومباشرة التفاوض الجدي مع صندوق النقد الدولي، لأن مثل هذه الحكومة ستؤدي إلى حلحلة الشروط، خصوصاً وأن حكومة الإنتخابات تفترض أن يكون رئيسها، كما الوزراء، غير مرشحين، مما يسهّل الدخول إلى تأليف حكومة اختصاصيين أو تكنوقراط. ولذلك، فهي تعتبر أن هذا الأمر يكون أسهل من دون الرئيس الحريري، ذلك أن شروط التأليف ستكون أقلّ وطأة، حيث أنه من الصعب التعايش مع رئيس يهاجم العهد بشكل مركّز ومباشر، وخصوصاً بعد تبنّيه من الرئيس نبيه بري، الذي خرج بخطاب عالي السقف ليجري اليوم العمل على استيعابه بعد الخضّات التي حصلت، كتبادل الإتهامات القاسية بين فريق بري وتكتل "لبنان القوي". وتشدّد هذه الأوساط، على أن المرحلة تتطلّب الوعي، معتبرة أن الطائفة الدرزية قد تنبّهت وحيّدت الجبل وحَمَته، فارتاح الظهير الأساسي المتمثّل بالجبل، ويبقى اليوم الظهير الشمالي.

وبالتالي، تقول الأوساط، أن الوضع صعب، والجيش يتعرّض للإعتداء، وهناك دعوات لحمل السلاح، وهذا الوضع يتطلّب الإسراع في تأليف الحكومة، وتمنّت أن تشهد الأيام المقبلة انفراجاً على هذا الصعيد.

المصدر : ليبانون ديبايت