بأقلامهم >بأقلامهم
أطفال لبنان: "كبش محرقة"
أطفال لبنان: "كبش محرقة" ‎الجمعة 4 02 2022 09:27 ماغي الحاصباني
أطفال لبنان: "كبش محرقة"

جنوبيات


وكأن قدر أطفال لبنان ألا يعيشوا براحة وهناء وسط كل التخبطات السياسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان. فكُتب على هؤلاء الأطفال أن يعيشوا بحرمان أو نقص على الصعيد المالي والطفولي والتربوي فباتوا أمام هموم أكبر من أعمارهم.
بعيداً عن جائحة كورونا التي تؤثر بالعالم ولبنان ضمناً مما فرض التباعد الاجتماعي الذي حرم الأطفال من الاقتراب من بعضهم البعض واللعب إضافة الى التعليم عن بعد الذي لا يعتبر سهلاً في ظل انقطاع الكهرباء نتيجة تقنين المولدات الخاصة وانقطاع الانترنت بشكل متكرر أو عدم سرعته.

وبخصوص التعليم, أصبح طلاب القطاع الرسمي بما فيه المدارس والثانويات والتعليم المهني والتقني عالقون بين إضراب وآخر بسبب عدم حصول الأساتذة على حقوقهم ومستحقاتهم. فبات الطلاب يتأرجحون بين إضراب من جهة ودعوة لتكثيف الدروس من جهة أخرى  مما يعود بالضغط النفسي عليهم واضاعة مستقبلهم الدراسي .

وبالنسبة للصعيد الاقتصادي الذي أثر على الأطفال وأهلهم  على كافة الأصعدة وغلاء الأسعار الذي بات أكبر هموم الأهل خصوصاً ذوي الأطفال الصغار جدا والتي باتت احتياجاتهم الأساسية صعبة التأمين بسبب الرواتب المتدنية نسبة للأسعار التي تغير سعرها بشكل ملحوظ. 

وهنا نعرض لكم عينة من أسعار المواد الأساسية التي يحتاجها الأطفال الرضّع وكيف كان سعرها قبل الأزمة وبعدها.
نبدأ من السلعة الأهم وهي الحليب, كان سعر علبة الحليب الصغيرة 12 ألف ليرة لبنانية والعلبة الكبيرة 25 ألف ليرة لبنانية  فيما تخطى سعرها عتبة 300 ألف ليرة بعد الأزمة. فأصبح عدد من  الأهل يعمدون لشراء أكياس الحليب المجفف الذي لا يعتبر رخيصاً أيضاً انما سعره أقل من سعر الحليب الخاص بالأطفال بحوالي النصف بالغا 130 الى 150 ألف ليرة لبنانية.

أما بالنسبة لل"حفاضات" فكان سعره 12 ألف ليرة لبنانية ليحلق لحدود 130 ألف ليرة لبنانية.
وبخصوص حاجات النظافة الشخصية كالشامبو وال"شاور جل" الخاص للأطفال فسعره أيضا حطم رقماً قياسياً بحيث كان حوالى 12 ألف ليرة لبنانية فيما سجل 80 ألف ليرة لبنانية خلال الأزمة.

وفي سياق متصل, الأدوية والتي تعد من أهم ما يجب أن يتأمن للأطفال الصغار فسعرها أيضاً أصبح ثقيلاً على جيوب الأهل, فلكم جزء من اختلاف أسعارها:

لنبدأ من بخاخ الأنف الذي يعتبر أساسي التواجد في كل منزل يتضمن طفل فكان سعره 18 ألف ليرة لبنانية ليسجل سعراً جنونيا يتراوح بين ال100 وال 180 ألف ليرة لبنانية للعبوة الواحدة.
أما "البنادول", والذي يعد أساسي للأطفال خصوصا في حالات الحرارة, الرشح والتسنين فكان سعره 5 الاف ليرة لبنانية كحد أقصى فصار اليوم يتأرجح بين ال 58 ألف ليرة لبنانية و70 ألف ليرة لبنانية بحسب سعر صرف دولار السوق السوداء.
أما بخصوص أدوية الالتهابات الخاصة بالأطفال فكان سعرها بحدود العشرين ألف ليرة لبنانية ولكن اختلف اليوم وسعره يتراوح بين ال50  وال300 ألف ليرة لبنانية بحسب الصنف.
وعن أدوية السعال فسعرها تحول من 2500 ليرة لبنانية لحدود ال 17 ألف ليرة لبنانية.
وعن الفيتامينات الأساسية للأطفال فسعرها أصبح ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي قبل الأزمة.

وفي سياق اخر, معروف أن الألبسة تعد من الأساسيات في هذا العمر بسبب نمو الطفل واختلاف وزنه وطوله فيكون بحاجة الى تغيير مستمر في الألبسة, ففي كل فصل يحتاج الى تغيير الثياب فعلى سبيل المثال لا الحصر الملابس الداخلية الخاصة بالأطفال كان سعر القطعة بحوالي 5 الاف ليرة لبنانية تقريبا للقطعة الواحدة فيما أصبح يتراوح بين 30 الى 50 ألف ليرة لبنانية.
ناهيك عن الألبسة العادية التي لا يمكن حصرها بسعر معين بسبب اختلاف أنواعها وصناعتها وبيعها من متجر الى آخر إلا أن أسعارها أيضاً تجاوزت ضعف السعر قبل الأزمة.
هذه عينة من الحاجات الأساسية دون التطرق الى الألعاب التي ارتفع سعرها بشكل خيالي والحلوى التي كان يعمد الأطفال الى شرائها يوميا.
كانوا يقولون "بس يجي الولد بتجي الرزقة معه" أما اليوم فأصبحوا يقولون "فكر مرتين قبل الإنجاب" بحيث أصبحت الأزمات اللبنانية المتتالية تضع الأطفال "ككبش محرقة" وكأنهم تحولوا الى عبء على كاهل أهلهم حتى ولو لم يعلنوا ذلك...أليس ظلما أن تكون حاجات الأطفال الأساسية صعبة المنال؟ أمن العدل أن يعاني الأطفال من حرمان أو نقص بسبب أزمة فرضت نفسها على كافة الأصعدة؟
 

المصدر : جنوبيات