فلسطينيات >داخل فلسطين
هل يشكل خطاب مشعل نقطة تحول داخل حماس؟
هل يشكل خطاب مشعل نقطة تحول داخل حماس؟ ‎الاثنين 26 09 2016 10:00
هل يشكل خطاب مشعل نقطة تحول داخل حماس؟


 رأى مراقبون فلسطينيون أن خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخير اعتراف نادر ومهم بأن هناك مراجعات داخل حركة حماس بعد فشلها في بناء شراكة لإدارة قطاع غزة.

وقال مراقبون أن التطورات والتحولات التي جرت والمرتقبة في المنطقة تفرض على كل حزب أو جماعة سياسية مراجعة حساباتها.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن خطاب مشعل شامل وتحدث بمنتهى الصراحة في كل القضايا سواء الفلسطينية أو العربية أو الدولية .

وقال الصواف :"مشعل تحدث بعين ثاقبة ومعرفة كاملة فيما جرى وكان كلامه فيه كثير من الوضوح والصراحة.. ربما شملت حصاد سنوات طويلة عمل فيها بمركز القيادة بحركة حماس".

وشغل مشعل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ عام 1996 وتم اختياره قائدا لها بعد أن اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين.

وأضاف "منهج حماس الأساسي يدعو إلى الشراكة وعندما بدأت تشكيل الحكومة العاشرة تواصلت مع الكل الفلسطيني ورفضوا التعامل معها".

وتابع :"المسألة ليست سهولة حكم بدليل الواقع الذي نحياه وأنا أعتقد أن حماس لم تستسهل الحكم واختلف مع أبو الوليد فيما تحدث وأن حماس أدركت منذ البداية أن هناك صعوبة بان تكون لوحدها في حكم الشعب الفلسطيني".

واضاف الصواف أن حركة حماس دائما في مراجعات وتجري تعديلات وتغيرات وتكتيكات في التعامل مع كافة القضايا وهذه المسألة لا تقوم إلا من قبل مؤسسات واعية لطبيعة المرحلة .

وقال :"المراجعات مسألة مهمة جدا وحيوية وأنا أعتقد أن حماس تقوم بذلك وربما الأمر غير معلن أمام الجمهور لكن في الواقع هذا يجري بدليل أن هناك بعض التغيرات تحدث في المواقف والنظرة إلى بعض القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني وحماس".

وتابع :" حماس مستمرة في الانفتاح على العالم وأن السياسات مرتبطة بالمواقف والتغيرات وعلينا أن نفرق بين الاستراتيجيات والمبادئ والتكتيكات ..حماس براغماتية وتجري دائما قراءة وتغيرات وتكتيكات بما يتناسب مع الواقع".

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل :" إن خطاب مشعل نادر واعتراف مهم بأن هناك مراجعة داخل حماس وربما لم تستكملها ولا تريد أن تفصح عنها لكن هذا الاعتراف متأخر وينتقص الحاجة للحديث في تداعيات هذا الخطأ".

وأضاف "حماس فشلت خلال السنوات الماضية أن تبني شراكة في إدارة غزة"، متسائلا هل خطاب مشعل سيمهد لمرونة أكثر من قبل حماس في ملف المصالحة ؟

وتوقع الكاتب عوكل أن تحدث مرونة أكثر من قبل حماس في بعض خطوات ملف المصالحة خلال المرحلة المقبلة.

وقال :"الحديث عن الانتخابات العام القادم في ظل هذا التصريح ربما يشكل مقدمة تسهيل ومؤشر على سياسية مقبلة للخلل الذي ساد طوال الفترة الماضية.. لكن الأهم من ذلك يأتي في ظل الحديث عن احتمال عقد لقاءات في قطر بين فتح وحماس وهذا بطبيعية الحال هذا له علاقة بالحسابات الأوسع بموضع الرباعية الدولية وخارطة الطريق التي طرحتها والحاجة لإنجاح لقاء مصالحة في قطر هذا هو الأقرب للمنطق".

وقال :" نحن أمام وثيقة سياسية جديدة لحركة حماس في المرحلة المقبلة وكل المؤشرات والوقائع والتحولات المرتقبة في المنطقة تفرض على كل حزب أو جماعة سياسية كبيرة مراجعة حساباتها من جديد وخصوصا أن تحولات جرت على حركة الإخوان المسلمين في تونس والأردن والتجربة التركية وخصوصا الموضوع الفلسطيني في مركز كل تحرك بالمنطقة".

وتابع :"المنطق يقول يجب أن يكون لدى حماس مراجعة وتعديلات خاصة بعد التطورات التي جرت بالمنطقة"، مستبعدا أن يكون لتصريحاته علاقة بترشحه للرئاسة.

من ناحيته رأى الكاتب المحلل السياسي حسام الدجني أن خطاب مشعل عميق وشامل ومهم ويشكل نقطة تحول مهمة لدى حركة حماس عبر الانتقال من السرية إلى العلنية في تقييم التجربة السياسية وهذا يدلل على حالة نضج فكري بدأت تزداد داخل أروقة الحركة الإسلامية باتت ملامحها واضحة في الآونة الأخيرة من خلال حالة الجدل بين أقطاب من داخل حماس نفسها وهذا شيء جديد لم يكن بهذا الوضوح في السابق لنا كمراقبين ومتخصصين في شؤون حركة حماس.

وقال :" سيكون لذلك انعكاسات وتداعيات مباشرة على إعادة بلورة للرؤية السياسية مستفيدة من تجربة منظمة التحرير، وهذا ما يدلل بأننا أمام إرهاصات ولادة وثيقة سياسية جديدة قد يتم إنضاجها مع قدوم المكتب السياسي الجديد المقرر انتخابه في الربع الأول من العام 2017م".

وأضاف" كما سيخلق حالة تحدي للحركة الوطنية وخاصة لحركة فتح للقيام بمراجعات وتقييم لتجربتها وصولا للخروج من عنق الزجاجة".

وتابع الدجني: " لكن رغم عمق وشمولية الخطاب الذي ألقاه مشعل إلا أن هناك بعض الملاحظات عليه وتحديدا ما يتعلق بتوصيف أبو الوليد لمسار الثورات وتصنيف ما حصل في 30 يونيو دون الإشارة بالاسم بأنه ثورة مضادة هو تدخل في شأن دولة عربية كبرى يضر بالمصلحة الوطنية وكان مقبولا لو كان مشعل رئيس مكتب سياسي سابق أو كان يتحدث بصفته مفكر فلسطيني أما أنه ما زال على رأس حركة حماس فهذا الحديث غير دبلوماسي ويؤزم العلاقة مع مصر المتأزمة أصلا".

وكان مشعل قال في مداخلته خلال ندوة بعنوان "التحولات في الحركات الإسلامية" التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات مساء السبت : "لقد استسهلنا أن نحكم وحدنا، ظننا أن ذلك أمر ميسور واكتشفنا أن ذلك ليس سهلا، نظرية البديل نظرية خاطئة، المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق".

وأضاف: "ندير علاقتنا السياسية بدقة وحذر بما يمزج بين المصالح وقيمنا ومبادئنا والتأكيد على أن قضية فلسطين قضية الأمة المركزية".

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن العام القادم ستجرى فيه انتخابات داخلية للحركة وسينتخب خلالها رئيسا للمكتب السياسي وسيكون خالد مشعل رئيسا سابقا للمكتب السياسي.

وأضاف مشعل: "كما أن إسماعيل هنية رئيس وزراء سابق، وهذا نموذج فلسطيني نفخر به، لا بأس أن يكون خالد مشعل رئيس مكتب سياسي سابق لحركة حماس".