اذا ما كان لابليس فم لنطق من اعلى درجات الجحيم أن ثمة من قام بالمهمة عنه في لبنان ،وإذا كان له من رسالة لكانت لمن يحكم هذا الكيان الذي ومهما كثرت فيه أصوات ملاعق الذهب في قصور العربدة واختلاس جنى عمر الناس،فإنها لن تضاهي أصوات صراخ اللاهثين وراء لقمة خبز عتيقة،أو وراء ليترات من البنزين للوصول إلى أعمالهم،قبل أن يصلوا إلى جهنم بصيغتها الكاملة. 

مفهوم الوحدة الوطنية في لبنان هو مفهوم استثنائي وذلك ربطاً بالصيغة اللبنانية،وبلاعبي قمار السياسة على طاولات التسويات الصغرى والكبرى،فهذا المفهوم الذي يعتبر عظيما من حيث المصطلح،إلا أنه في لبنان لا يعني سوى تحاصص المال والصفقات والدماء وحتى الأوكسجين،لشعب بات بجله تحت تاسع خط للفقر المدقع،حيث يتوقع أن يبلغ العاشر مع تدخل صندوق "النهب" الدولي كما اسماه مصدر سياسي مخضرم. 

هذه الخديعة ما زالت تنفذ في لبنان ،تحت عنوان السلم الأهلي او العيش المشترك،وسواه من الأكاذيب الكبرى التي لم تعد تمر على المعد الخاوية والقلوب المتعبة والجيب الفارغة،لذلك لا بد من عمل جبار لمن يدعون انهم نواب الشعب ،وهم نوائب  عليه بمعظمهم حتى لا نقع في فخ التعميم .

الأيام المقبلة ستكشف كل شيء ،بحيث أن أملا قد يظهر ،أو قد يختفي بتاتا،فهل يرعوي ساسة الكيان قبل فوات الأوان ام أن حناجر وقبضات الجياع ستجبرهم على ذلك .حينها تكون الوحدة الوطنية الحقيقية ، لا أكاذيب لتقاسم كعكة السلطة،هذا ان ظل في السلطة شيء،لم يسرقوه ويذبحوه على مذبح الوحدة الوطنية" بمفهومها اللبناني .