ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
التطرف المناخي يجتاح أجزاء واسعة من العالم.. “إل نينو” يلهب لبنان لأسبوع!
الخميس 20 07 2023 20:32جنوبيات
حذرت الأمم المتحدة من إن موجة الحرارة التي يشهدها نصف الكرة الأرضية الشمالي ستتصاعد هذا الأسبوع، وعلى العالم أن “يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة”، حيث تخطت درجات الحرارة أرقاما قياسية مع اشتداد موجة الحر التي تجتاح أوروبا والولايات المتحدة والصين واليابان ودول عديدة في الشرق الأوسط.
وبدأت ظاهرة مناخية طبيعية تعرف باسم “ال نينو” في المحيط الهادئ. وهذه الظاهرة الطبيعية هي أقوى تقلب في نظام المناخ في أي مكان على وجه الأرض. وكانت وكالة الفضاء الاميركية ناسا قد أعلنت ان ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة ستحول الكوكب بالكامل لفرن كوني عملاق بدرجات حرارة تتخطى الـ60. وسيدخل الارض في مرحلة حرارية تحصل لأول مرة تسمى علمياً بـ” القبة الحرارية”.
وتنجم ظاهرة “القبة الحرارية”، عن تمركز المرتفع العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية، الذي يسبب بدوره هبوط الهواء أسفله، لذلك لا يمكن للحرارة الناجمة عن التسخين النهاري الصعود إلى الأعلى، ويمنع من ارتداد الحرارة في الغلاف الجوي، ما يجعلها حبيسة الطبقات السفلية ضمن إطار هذه القبة الحرارية.
وفقاً لتحديث مناخي جديد أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة العالمية في السنوات الخمس المقبلة، بفعل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وظاهرة ال نينيو الطبيعية، لتصل إلى مستويات قياسية. ومن المحتمل، بنسبة 98 في المائة، أن تكون سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة وفترة السنوات الخمس هذه بالإجمال، الأكثر حرّاً في التاريخ.
ويتوقع الباحثون أن تشمل هذه الظروف المناخية الأكثر جفافاً في أستراليا وأجزاء من آسيا، مع احتمال إضعاف الرياح الموسمية في الهند. ومن المرجح أن تكون الولايات الأمريكية الجنوبية أكثر رطوبة في الشتاء القادم. وعادة ما تؤدي ظاهرة ال نينو إلى تقوية ظروف الجفاف في إفريقيا.
ففي الصين، أفادت وسائل إعلام محلية بأن درجات الحرارة تجاوزت 52 درجة مئوية في شمال غرب البلاد. فيما أصدرت السلطات اليابانية تنبيهات باحتمال حدوث ضربات شمس مع الدعوة للحماية من درجات الحرارة الحارقة.
أما في الولايات المتحدة، فبات أكثر من 80 مليون شخص تحت تأثير الحرارة الشديدة، فيما توفي عامل نظافة في إسبانيا إثر تعرضه لضربة شمس خلال عمله في الشوارع.
وكانت موجات الحر القاسية قد أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا وحدها الصيف الماضي.
من المتوقع أن تتعرض 7 دول عربية خلال أيام لارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، تصل في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية، تزامنا مع تحذيرات الأمم المتحدة من أن العالم ككل بدأ في تسجيل أعلى درجات حرارة مرصودة في تاريخه.
وتشير الخرائط الجوية تشير إلى أن الكتلة الحارة ستؤثر على سبع دول عربية، وهي: مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، بدءًا من نهاية هذا الأسبوع، وتصبح الأجواء حارة في تلك الدول، بل وشديدة الحرارة في العراق، حيث تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد.
وتشهد تونس موجة حر قياسية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث وصلت درجات الحرارة في العاصمة تونس المحاذية للبحر 49 درجة. كذلك، شهد الأردن ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ يوم الأربعاء الماضي، إذ وصلت درجة الحرارة في العاصمة عمان إلى 39 درجة مئوية، في حين سجلت أعلى درجة حرارة في المملكة في منطقة غور الصافي وبلغت أكثر من 46 درجة مئوية. وفي الجزائر، توالت التحذيرات من عدد من الوزارات والهيئات الرسمية التي رفعت درجة التأهب للقصوى، في ظل ارتفاع الحرارة لدرجات قياسية لم تشهدها البلاد سابقا.
ويقع لبنان تحت تأثير موجة الحر الشديدة التي تجتاح العالم، ومنذ نحو 5 أيام، يسجل ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، يتجاوز المعدلات الطبيعية، حيث وصلت لنحو 35 درجة مع انخفاض في الرطوبة. وبحسب بيان وزارة البيئة اللبنانية قبل يومين، “يتعرض لبنان كسائر البلدان في المنطقة إلى موجة طقس حارة وجافة، مما يفاقم أكثر خطر اندلاع الحرائق في الغابات والأراضي العشبية والزراعية”.
كذلك حذرت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة اللبنانية، قبل أيام، من موجة الحر الشديدة، ومما قاله رئيسها ميشال أفرام “هناك تخوف من الوصول لحالة من الجفاف سينعكس سلبا على القطاع الزراعي وعلى المواشي”.
وبحسب تقديرات تقديرات مصلحة الارصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني يستمر تأثير الكتل الهوائية الحارة المتمركزة حاليا فوق شبه الجزيرة العربية على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بدرجات حرارة مرتفعة نسبيا بخاصة في المناطق الداخلية والجبلية، بينما تزيد نسبة الرطوبة المرتفعة من حدة الشعور بالحرارة على الساحل. ويتأثر لبنان بها مطلع الاسبوع المقبل، مع ارتفاع بدرجات الحرارة بحدود ٤ درجات فوق المعدلات وقد ترتفع أكثر اواخر الشهر.
وحذرت من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية ومن التعرض لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الذروة وننصح بالإكثار من شرب السوائل.