بأقلامهم >بأقلامهم
الأمهات الفلسطينيات رمز كرامتنا
الأمهات الفلسطينيات رمز كرامتنا ‎الأربعاء 6 09 2023 12:01 غازي العريضي
الأمهات الفلسطينيات رمز كرامتنا

جنوبيات

كشفت صحيفة "هآرتس" فضيحة جديدة تمارسها قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد النساء الفلسطينيات. اقتحم خمسون جندياً إرهابياً منزلاً لعائلة في الحي الجنوبي من الخليل عند الواحدة فجراً ترافقهم مجموعة من الكلاب البوليسية وتحت تهديد استخدام الكلاب بنهش أجساد الأمهات الفلسطينيات أجبرن بوجود أطفالهن على التعرّي أمام الجنود الإرهابيين الذين سرقوا مصاغاً ذهبياً وأموالاً من المنزل. الشرطة في مستوطنة كريات أربع نفت حصول ما جرى وخصوصاً السرقة. ثم في اليوم التالي سلمت المصاغ زاعمة إن الجنود اعتقدوا أنه ذخيرة من الرصاص ولم يتم إرجاع الأموال!! أما مسألة إجبار النساء على التعرّي امام أطفالهن فهذه في نظر الشرطة "واجب وطني وقومي دفاعاً عن الدولة اليهودية، وتأكيداً لديموقراطيتها واحترامها حقوق الانسان، وبالتالي لم يأت أحد على ذكرها ولم تتم محاسبة أحد، بل الذين ارتكبوا هذه الجريمة ضد الأخلاق والكرامة والإنسانية تنتظرهم مكافأة"!!
هآرتس صحيفة اسرائيلية والحقوقية منال الجعبري العضو في منظمة بتسليم الاسرائيلية المتابعة لشؤون حقوق الانسان أكدت أنها "وثّقت 20 حالة من هذا القبيل. وهناك تزايد واضح في إجبار السيدات الفلسطينيات تحت تهديد السلاح واستخدام الكلاب البوليسية على التعرّي. أما جيش الإرهاب فقد زعم مسؤولوه أن العملية هدفها "البحث عن السلاح الذي عثر عليه داخل المنزل – وهذا كذب – وكان من الضروري إجراء عملية التفتيش التي جرت في غرفة منفصلة بدون استخدام كاميرات"!!
إنه هروب من الحقيقة واعتراف بخطأ "بسيط"!! وبالتأكيد لن يحاسب أحد!! وفي الوقت ذاته أظهرت وسائل إعلام  مرئية اسرائيلية وعالمية صورة جندي إرهابي اسرائيلي يضرب امرأة فلسطينية، يرميها أرضاً، يركلها بقدميه، يهينها، يشتمها ثم يعتقلها على مرأى من أهلها وأقاربها وأمام المارة في شارع عام..
هل يرى العرب في ذلك اعتداء على كرامة نسائهم وبناتهم وأطفالهم؟؟ هل يرى المطبّعون مع اسرائيل وشركاؤها، تحت عنوان التنمية والازدهار والانفتاح على الآخر والسلام والأمن في المنطقة، في إجبار نساء فلسطين على التعرّي أمام جنود الإرهاب الاسرائيلي وعلى مرأى من أطفالهن تأكيداً للعناوين المزعومة للعلاقة مع دولة الاغتصاب والإرهاب؟؟ هل يرى هؤلاء اعتداء على أعراض المسلمين وكرامات نسائهم؟؟ لا ليست غريبة وقد أحرق القرآن الكريم ودنّست مساجد وكنائس ولم يقولوا كلمة لها قيمة!!
وهل يرى الغرب القيّم على الحرية والديمقراطية وحق المرأة في الحرية والتعبير عن رأيها وضرورة حماية خصوصياتها، ممارسات اسرائيل هذه؟؟ تقوم قيامة الغرب وعلى رأسه أميركا إذا ما اعتدي على امرأة هنا أو هناك أو إذا منعت امرأة من التعبير عن رأيها ولا يقول كلمة أمام اسرائيل التي يفرض إرهابيوها على النساء الفلسطينيات التعرّي أمامهم وأمام أطفالهن. ماذا ينتظر هذا الغرب، وهؤلاء العرب، وكل ساكت عن هذه الممارسات؟؟
إن سياسة اسرائيل لا أخلاقية ولا إنسانية ولا علاقة بها بالكرامة والقانون والعدالة والشرف. هي دولة اغتصاب وإرهاب واعتداء مفتوح على هذه القيم، ولذلك يثبت الفلسطينيون على قيمهم وإيمانهم وإرادتهم وحقهم في الحرية والكرامة لاسيما الأطفال منهم الذين نسأل كل جمعيات ومؤسسات العالم وحكوماته التي تتحدث عن حقوق الطفل وضرورة حمايته من الصدمات النفسية التي تنعكس عليه سلباً : هل فكروا بأطفال فلسطين وأوضاعهم وهم الذين يرون أمهاتهم عاريات أمام العسكر الاسرائيلي ومصاغهن وأموالهن تسرق "والدولة الديمقراطية الوحيدة" في الشرق كما تسميها أميركا، اسرائيل، تحمي بالقانون والإرهاب هذه الممارسات؟؟
الأمهات الفلسطينيات صابرات، قويات، كريمات، شامخات، مؤمنات، مربّيات، قائدات، صاحبات إرادات لا تكسر، طاهرات، شريفات، تحية إليهن: وهنّ مثال عزّتنا وكرامتنا وقوتنا في وجه إرهابيي اسرائيل "وزعران" عسكرها، وإنهن لمنتصرات... وعيب على كل من يدير ظهره لنضالهن وما يتعرّضن له وخصوصاً  العرب؟؟

المصدر : جنوبيات