عام >عام
قيادات فلسطينية مركزية تلتقي للمرّة الأولى منذ 35 عاماً
بيروت تشرّع أبوابها لاجتراح حلول عُقَدْ المجلس الوطني الفلسطيني
قيادات فلسطينية مركزية تلتقي للمرّة الأولى منذ 35 عاماً ‎الأربعاء 11 01 2017 09:18
قيادات فلسطينية مركزية تلتقي للمرّة الأولى منذ 35 عاماً

هيثم زعيتر

فتح لبنان قلبه في العاصمة بيروت، مشرّعاً المجال أمام قيادات مركزية فلسطينية تلتقي للمرّة الأولى منذ 35 عاماً - أي بعد خروج الثورة الفلسطينية منه إثر الغزو الصهيوني في العام 1982 - من أجل اجتراح الحلول من قِبل اللجنة التحضيرية لعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني، لبلورة رؤى سياسية تواكب متطلّبات المرحلة، وفي طليعتها المؤسّسات التشريعية، وفي مقدّمها المجلس الوطني الفلسطيني.
اجتماعات اللجنة التحضيرية التي انطلقت صباح أمس في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وتستمر حتى مساء اليوم (الأربعاء) ترأس جلساتها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، بمشاركة السفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور و14 عضواً أصيلاً من اللجنة التنفيذية للمنظّمة من أصل 18، فضلاً عن الأعضاء المراقبين - وبعضهم يُشارك للمرّة الأولى في اجتماعات اللجنة التحضيرية، علماً بأنه سبق هذا الاجتماع عقد 4 اجتماعات في رام الله.
وكذلك مشاركة أمناء عامين للفصائل الفلسطينية أو ممثلين عنهم، وفي الطليعة وفود من حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"المبادرة الوطنية"، وهم من خارج إطار "منظّمة التحرير الفلسطينية".
وأيضاً مشاركة ممثّلي منظمة "الصاعقة" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" المجمّدتين لعضويتيهما في المنظّمة.
هذا فضلاً عن مشاركة عدد من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في لبنان.
وعلمت "اللـواء" من مصادر مطلعة، بأنّ أجواءً إيجابية طغت على جلسة الأمس الافتتاحية العلنية، والجلستين المغلقتين الصباحية والمسائية، اللتين تُستكملان اليوم، بهدف الخروج بقواسم مشتركة وتذليل العقبات ووضع خارطة طريق مستقبلية في ما يتعلّق بالطروحات، التي تمحورت حول:
- مكان انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني، بين طرح لعقدها في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وآخر خارجها، لإتاحة المجال أمام مَنْ لا يتمكّن من المشاركة في الضفة الغربية، القيام بذلك.
- إنّ أحد الطروحات كان ضرورة عقد جلسة للمجلس الوطني في رام الله، نظراً إلى أهميتها، خاصة بعد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وأنْ يتم عقد تجمّع لمَنْ لا يتمكّن من المشاركة في مكان آخر - أي اجتماع عبر الأقمار الصناعية.
- أي صيغة للمجلس الوطني، بعد الاعتراف الدولي في ظل وجود: المجلس الوطني، المجلس التشريعي، والمجلس المركزي، مع الحاجة إلى أن يكون هناك برلمان الدولة الفلسطينية.
- بحث البرنامج السياسي لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" بما يؤدي إلى مشاركة حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" فيها.
وهذه الطروحات سيتم رفعها إلى اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحريرالفلسطينية" التي لها سلطة تقرير ما تراه مناسباً، ومنه مكان وتاريخ انعقاد المجلس الوطني وصيغته، والذي سيكون بعد إجراء انتخابات حيث أمكن ذلك.
الزعنون
* بداية، افتتحت اللجنة التحضيرية لعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني أعمالها، بكلمة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، حيث قال: "الاجتماع أتى في بيروت، عاصمة الجمهورية اللبنانية الشقيقة عاصمة الصمود، التي احتضنت الثورة الفلسطينية سنوات طوال، قدّم شعبها خلالها تضحيات كبيرة، وتحمّل الكثير من أجل القضية الفلسطينية، ولا تزال أرض لبنان الغالية تحتضن اللاجئين الفلسطينيين كضيوف ينتظرون العودة الى وطنهم فلسطين".
وتقدّم بالشكر والتقدير إلى "الأخوة في لبنان، رئيساً وحكومة وشعباً، على استضافتهم الكريمة لنا على أرضهم العزيزة، وأخص بالشكر والتقدير الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، الذي كان من المفترض ان يشارك في جلسة الافتتاح التي كانت مقرّرة، لكن لظروف طارئة تعذّر حضوره".
وأكد الزعنون "التصميم على إنجاز ما دعوناكم من اجله، وما يريده ابناء شعبنا من الوصول الى توافق وطني، واستكمال مشاوراتنا الوطنية حول كل القضايا المتعلقة بانعقاد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني، تشكل رافعة حقيقية لتوحيد الصف الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني وتفتح الطريق امام انتخابات عامة لمؤسساتنا الوطنية".
وأشار إلى أن "المجلس الوطني الفلسطيني بموجب النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، يمثل السلطة العليا للشعب الفلسطيني في اماكن تواجده كافة، وهو الذي يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها، من أجل احقاق الحقوق الوطنية المشروعة، والمتمثلة في العودة والاستقلال والسيادة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".
وتابع: "لذلك فمن الأهمية بمكان، بل وبات من الضروري انعقاد المجلس الوطني لتجديد البنى التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها، وانتخاب لجنتها التنفيذية ومجلسها المركزي، واقرار البرنامج السياسي للمرحلة المقبلة لمواجهة التحديات التي تواجهنا، وتجسيد اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وبناء مؤسساتها كمؤسسات دولة".
وأضاف: "إن اجتماعنا هذا ليس الأول الذي تعقده اللجنة التحضيرية المكلفة بالاعداد لعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني، لكنه الاجتماع الأول الذي تشارك فيه كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني بما فيها حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وإخوتنا في "الصاعقة" و"القيادة العامة" التي نحييها جميعا على استجابتها لدعوتنا هذه، ونذكركم فقط أن اللجنة التحضيرية قد عقدت أربعة اجتماعات خلال العام الفائت في مدينة رام الله، ناقشت خلالها كل الملفات المتعلقة بعقد هذه الدورة، وتوصلت الى نتائج وتوصيات تم رفعها لرئيس محمود عباس".
وذكّر "بما يواجهنا من تحديات جسام، وبما يتعرّض له شعبنا داخل الوطن من عدوان وارهاب اسرائيلي متصاعد، وما تتعرّض له ارضنا من استيطان ومصادرة وما تتعرّض له غزّة من اعتداء متكرّر، وما تتعرّض له قدسنا عاصمة دولتنا العتيدة من حصار وتهويد واستعمار بهدف تفريغها من أهلها، وتهديدات اميركية لنقل سفارتها اليها، إلى جانب ما تتعرّض المقدّسات المسيحية والاسلامية فيها من اعتداءات، خصوصاً ما يتعرّض له مسجدها الاقصى المبارك من اقتحامات يومية من قِبل وزراء ونوّاب اسرائيليين ومستوطنين ومتطرّفين، في الوقت الذي يمنع فيه ابناء شعبنا من الوصول الى مسجدهم للصلاة فيه".
ورأى أن "شعبنا الفلسطيني وقيادتنا حققوا مؤخرا العديد من الانجازات على الصعيد الدولي ومن ابرزها الاجماع الدولي الذي حصل في مجلس الامن الدولي برفض الاستيطان الاسرائيلي واعتباره غير شرعي، ومطالبته حكومة الاحتلال بوقفه فوراً على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، يضاف الى ذلك قرار اليونسكو حول مدينة القدس عاصمة دولتنا بما فيها المسجد الأقصى المبارك الذي نفى اية صلة لليهود بها، وأكد فلسطينيتها بكل مقدساتها المسيحية والاسلامية".
وختم الزعنون: "كل ذلك، الى جانب مواجهة التحديات وانهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا المستقلة على أرضنا، يتطلب منا جميعاً تعزيز وحدتنا الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل اماكن تواجده، والعمل على ادماج باقي القوى فيها، بما يضمن وحدة نظامنا السياسي ويوحد طاقاتنا، ويحافظ على استقلالية قرارنا الوطني المستقل، لنكون قلب رجل واحد في مواجهة الاحتلال ومشاريعه التي ترمي إلى مصادرة حقنا في عودتنا إلى أرضنا واقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس".
بعدها طلب الزعنون من المشاركين الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء مع تلاوة الفاتحة.
بري
* وأشار الزعنون الى لقاء جرى بين وفد من المجلس والسفير دبور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتذر عن المشاركة في الاجتماع، وأرسل وفداً سلّمه كلمة بإسمه.
وتلا الزعنون كلمة الرئيس بري وجاء فيها: "صباح الخير يا فلسطين، صباح الخير للقدس، لبيت لحم، لغزّة والجليل ونابلس والخليل، وكل امكنة فلسطين.
صباح الخير من بيروت، عاصمة لبنان الذي كان وما زال وسيبقى قاعدة الارتكاز لتحرير فلسطين.
صباح التين والزيتون وطور سنين، صباح الاقصى والقيامة، لعل اجتماعكم يكون بشارة للقيامة الفلسطينية.
صباح الخير للشهداء الذين ترفل ارواحهم من فوقكم في سفارة دولة فلسطين حيث ينعقد اجتماعكم.
صباح الخير للمعتقلين والاسرى الذين يقاومون ويتصدّون للجلادين الصهاينة بأمعائهم الخاوية.
صباح هذا اليوم الخالد الذي نجتمع فيه، كل الفصائل كحزمة واحدة دون شروط مسبقة وتنتصر لمشروع فلسطين والدولة الفلسطينية. وتقدّم التنازلات لفلسطين باجتراح حلول للمشكلات السياسية وتؤسِّس للقاءات وتفاهمات والتنسيق لمواجهة الممارسات الإسرائيلية الاحتلالية والتهويدية والاستيطانية.
وأضاف: "يسرّني ويشرّفني بإسم الاتحاد البرلماني العربي ان افتتح اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، وهو اجتماع نتمنى أن يؤسِّس لغد فلسطيني مشرق.
ويسرّني بإسم مجلس النواب اللبناني كذلك أن أرحّب بانعقاد اجتماعكم هنا في بيروت لؤلؤة المتوسّط ومرضع القوانين وأول مدرسة للقانون والديموقراطية.
وتابع: "أتمنى أن يؤسس اجتماعكم هذا الذي اعتبر أن مجرّد انعقاده في هذه اللحظة السياسية هو نجاح بحد ذاته في زمن التفكك والتباعد وتقسيم المقسم، وأتمنى أن ينجح اجتماعكم الذي ينعقد في أعقاب الانتصار الدبلوماسي الذي تحقّق في مجلس الامن الدولي عبر اصدار القرار 2334 وقبيل اجتماع باريس في 15 الحالي، وأن يوفّق إلى رسم خارطة طريق لاستعادة الوحدة الفلسطينية عبر:
- أولاً: انعقاد دورة توحيدية للمجلس الوطني الفلسطيني في اقرب وقت ممكن، وإنّي ادعوكم لعقد هذه الدورة تحت اسم المطران هيلاريون كبوجي.
- ثانياً: التفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على اجراء الانتخابات التشريعية على أساس إجراء انتخابات للمجلس الوطني وفق نظام "النسبية" إنفاذا لما يتم الاتفاق عليه في جولات الحوار الوطني.
- ثالثاً: اعتماد وثيقة الوفاق الوطني للعام 2006 وقرارات المجلس المركزي للعام 2015 وهو أمر سبق وتم الاتفاق عليه.
- رابعاً: الدفع لانعقاد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة إنتاج المنظمة بما يعيد الاعتبار الى حضورها الفلسطيني والعربي والدولي.
وختم الرئيس يري: "إنّ إنجازكم لهذه الأسس ضروري ومهم في مواجهة مشاريع يهودية الكيان وتهويد القدس ومشاريع جدار الفصل العنصري ونشر الاستيطان في اطار تنفيذ مخطّط (حلم يعقوب) وتحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب لاجىء".
* ثم تم توزيع مشروع جدول اعمال الاجتماع الخامس على الحضور.
المشاركون بالاجتماع
شارك في حضور الاجتماع التحضيري:
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، أمين السر محمّد صبيح.
أعضاء اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية": أمين السر صائب عريقات، فاروق القدومي، حنان عشراوي، أحمد مجدلاني، حنا عميرة، صالح رأفت، عبد الرحيم ملوح، علي إسحق، رياض الخضري، زكريا الآغا، غسّان الشكعة، محمود إسماعيل، أسعد عبد الرحمن، ياسر عبد ربه، والعضوان المراقبان جميل شحادة وواصل أبو يوسف.
وعن الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى ممثليهم في اللجنة التنفيذية:
- "فتح": عزام الأحمد.
- "حماس": موسى أبو مرزوق وعزت الرشق.
- "الجهاد الإسلامي": محمّد الهندي وأبو عماد الرفاعي.
- "المبادرة الوطنية": مصطفى البرغوتي ومحمّد عبوشي.
- "الجبهة الشعبية - القيادة العامة": طلال ناجي وعمر الشهابي.
- "الصاعقة": فرحان أبو الهيجا وسامي قنديل.
- "الجبهة الديمقراطية": قيس أبو ليلى وعلي فيصل.
- "الجبهة الشعبية": أبو أحمد فؤاد
- "جبهة التحرير العربية": ركاد سالم.
- "الجبهة العربية الفلسطينية": محيي الدين كعوش.
- "جبهة التحرير الفلسطينية": ناظم اليوسف.
- "جبهة النضال": جمال خليل.
- "فدا": زهيرة كمال.
- "حزب الشعب": بسّام الصالحي.
- مدير "الصندوق القومي الفلسطيني" رمزي خوري.
- منيب المصري.
- السفير أشرف دبور.

فاروق القدومي في بيروت

رئيس وفد "فتح"عزام الأحمد

 

رئيس وفد "حماس" موسى أبو مرزوق

 

رئيس وفد "الجهاد الإسلامي" د. محمد الهندي

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : اللواء