يُروى أنّ الأمير بشير الشّهابيّ طلب من خادمه (أكلة) قائلًا له: "نفسي تشتهي الباذنجان".
فقال الخادم: الباذنجان (مندهشًا)؟ ثمّ أردف قائلًا: "بارك الله في الباذنجان، هو أشهى المأكولات وسيّدها، هو لحم بلا دهن. يؤكل مقليًّا، ويؤكل مشويًّا، ويؤكل محشيًّا، ويؤكل مخلّلًا".
فقال الأمير: "لكنّني أكلته من مدّة، فنالني منه ألم في معدتي".
فردّ الخادم: "لعنة الله على الباذنجان، إنّه ثقيل على المعدة، غليظ، ينفخ البطن، أسود الوجه، تصدر عنه رائحة كريهة".
فقال له الأمير: "ويحك.. تمدح الشيء وتذمّه في آن"؟!
عندها قال الخادم (مبتسمًا): "يا مولاي.. أنا خادمك أنت ولستُ خادمًا للباذنجان"!
فإذا قال الأمير نعم، قلت نعم، واذا قال لا، قلت لا.
هؤلاء الباذنجانيّون، هم ملوك التضليل، يغشّون الحاكم بآرائهم الخنفشاريّة، قبل أن يغشّوا الشّعب. وهم على أنواع:
الباذنجانيّ الاقتصاديّ.
الباذنجانيّ السّياسيّ.
الباذنجانيّ الإداريّ.
الباذنجانيّ الأمنيّ.
الباذنجانيّ القانونيّ.
الباذنجانيّ الإعلاميّ.
والباذنجانيّ الذي يفتي بغير علم. فيغيّر مسار الحقائق، ليخبر المسؤول أنّ قراره عين الّصواب، لخير البلاد والعباد. ويحجب لبّ الحقيقة إفساحًا للفساد.
ويجعل بين الرّاعي والرّعيّة سدًّا منيعًا في مقلب الواد.
وبخلاصة الكلام:
"ما أكثرَ الباذنجانيّين في بلدي، وما أقلَّ الصّالحين".