الخميس 3 تموز 2025 18:22 م

الوزير البساط في حفل تخرّج "ثانوية حسام الدين الحريري" - صيدا: أنتم رأس المال البشري… ولبنان الغد يُكتب على أيديكم


* جنوبيات

أكد وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط، على أن "التربية ليست قطاعاً خدماتياً فحسب، بل هي الركيزة الأساسية لنهضة المُجتمعات، وأنّ لبنان يُراهن على طاقاته البشرية، التي تمثّل ميزته التنافسية الأولى في وجه كل الأزمات"، مخاطباً الطلاب: "لا تفقدوا الإيمان بأنفسكم… لبنان الغد يُكتب على أيديكم".



جاء ذلك خلال رعايته حفل التخرّج السابع عشر لطلاب "ثانوية حسام الدين الحريري" التابعة لـ"جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا، باحتفال حاشد أقيم في باحة الثانوية في منطقة شرحبيل بن حسنة - صيدا، بحضور فاعليات رسمية وسياسية وتربوية وبلدية واجتماعية.


تقدّم الحضور: رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بهية الحريري، أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد ممثلاً بالدكتور خالد الكردي، النائب الدكتور عبد الرحمن البزري ممثلاً بالدكتور محمد حسيب البزري، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي والرئيس السابق الدكتور حازم بديع، شفيق الحريري، أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلاً بمنسق التيار في الجنوب مازن حشيشو،  نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان الدكتور بسام حمود ممثلاً بـ أدهم حكواتي، الرئيسان السابقان لـ"جمعية المقاصد" في صيدا: المهندس محمد راجي البساط والمهندس يوسف النقيب، عضو المجلس الإداري السابق لـ"جمعية المقاصد" الصيدلي عاطف البساط، رئيس وأعضاء لجنة الأهل، وذوي الطلاب الخريجين.

وكان في استقبالهم: رئيس "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا محمد فايز البزري، وأعضاء المجلس الإداري في الجمعية: بلال كيلو، محمود صباغ، مازن قطب، حذيفة الملاح، هشام جرادي، عماد بعاصيري، سندس زيدان، ومدير "ثانوية حسام الدين الحريري" دينا جرادي، ومدراء مدارس "جمعية المقاصد" وأعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية.



بعد تلاوة من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد المقاصد، تحدثت مديرة "ثانوية حسام الدين الحريري" في صيدا دينا جرادي، فقالت: "في حياة الإنسان لحظات لا تُقاس بالساعات ولا تُختزل في التواريخ، بل تُسجَّل في القلب وتُخلَّد في الوجدان. ولعل هذا المساء هو أحد تلك اللحظات - لحظة نتأمل فيها الطريق الذي سلكناه، ونتنفس الصبر الذي حملناه، ونحتفي بكل ما بلغناه. فقد تمكّنّا - على الرغم من الحرب - من الوقوف بثبات، واجتزنا العاصفة بأمل لا ينكسر".
وأضافت: "لقد قيل: "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك"، ولكننا اليوم نثبت أنكم لم تتركوا الوقت يمر عبثاً؛ بل صغتم منه حكايةً، نسجتم فيها الإصرار خيطاً بخيط، حتى أصبح الزمن نفسه شاهداً على نضجكم ورحلتكم وحلمكم. فالزمن ليس مجرد عقارب تدور، بل هو حياة تُبنى. ومع ذلك، اخترنا أن نجعل من أيامكم دروباً نحو الأمل، لا مجرد صفحات تُقلب. وفي "ثانوية حسام الدين الحريري"، لم نكن نعدّ متعلّمينا للاختبارات فحسب، بل للحياة ذاتها. علّمناهم أن التعليم لا يقتصر على الكتب، بل يمتد إلى القيم والإحساس والبذل والعطاء. فمتعلّمونا لا يحملون شهادةً فقط، بل يحملون رسالةً. هم أصحاب فكر وروح وقيم. هم الجيل الذي لا ينتظر المستقبل، بل يصنعه".
وأشارت إلى أنه "ومن صميم رؤيتنا المقاصدية التربوية، كان النظام التعليمي المتّبع في ثانويتنا هو الأساس في بناء المسار. نظام يجمع بين الرصانة الأكاديمية والانفتاح العالمي، تدعمه برامج رائدة كبرنامج البكالوريا الدولية، الذي لم يكن فيه متعلّمونا مجرد متلقين لمعايير التعلم، بل كانوا يجسّدونها - أصحاب مبدأ وعقل منفتح ونفس متوازنة تسعى لصلاح العالم وخير الإنسان، لا لمصلحة فردية عابرة".
وتابعت: "في برنامج اللغة الفرنسية، لم تكن اللغة أداةً، بل جسراً تربوياً يصل التعلم بالحياة، ويجعل من التواصل نافذةً لفهم الآخر والانفتاح على ثقافته. وقد تُوّج هذا المسار مؤخراً بإنجاز نفتخر به جميعاً، وهو حصول ثانويتنا على اعتماد "CELFA"، لنكون أول مدرسة في الجنوب تنال هذا الشرف، وهذا ما يعزز جودة تعليمنا للغة الفرنسية ويمنح طلابنا فرصاً أوسع في التعليم العالي والمؤسسات العالمية. أما معايير "Cognia" العالمية، فقد كانت بوصلةً لهم نحو التميّز، ترشدهم في عالم متغير، وتزرع فيهم بذور الابتكار والمرونة".
وشددت على أن "ولأننا نؤمن أن التعلم الحقيقي لا يحدث بين الجدران فقط، انطلق متعلّمونا في رحلات تعليمية حقيقية عبر التعلم القائم على المشاريع - وصدق من قال: "العلم ما نفع، وليس العلم ما حفظ". لقد جعلوا من أفكارهم أفعالاً، ومن أسئلتهم بداية لاكتشافات مدهشة. كانوا علماء حين تطلعوا نحو المجهول في معرض العلوم والتكنولوجيا، ورواة حين عبّروا عن أحلامهم في معرض السنوات الابتدائية "PYP". وحين وقفوا في معارض الجامعات والوظائف، لم يكونوا فقط باحثين عن مستقبل، بل كانوا راسمين له. وفي نموذج الأمم المتحدة والمنتديات ومبادرات القيادة، أثبتوا أن صوت الشباب قادر أن يغيّر، وأن الرؤية إذا اقترنت بالفعل أصبحت واقعاً".
وأضافت: "لقد زرعوا الخير عبر مبادرات خدمة المجتمع ("CAS")، وامتد عطاؤهم إلى البيئة والدمج وقبول الآخر. قدّموا صوراً من الإنسانية تعبّر عن قلوب نقيّة وعقول ناضجة. وفي ساحات الرياضة، تعلّموا أن الفوز ليس دائماً بالنقاط، بل بالروح الرياضية والعزم والتنافس الشريف - لأن الانتصار الحقيقي هو أن تكون أفضل من نفسك بالأمس".
وقالت: "من هذا الصرح التربوي، أتوجّه بخالص الشكر والتقدير إلى الهيئتين التعليمية والإدارية على جهودهم المخلصة، وإلى أولياء الأمور على دعمهم المستمر. كما لا يفوتني أن أعبر عن امتناني العميق لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية التي كانت وما زالت الحاضن والداعم لكل نجاح".
وتوجهت جرادي إلى الخريجين بالقول: "رحلتكم في ثانويتنا لم تكن مسيراً نحو نهاية، بل انطلاقة لحياة جديدة تنبض بالضوء. فالحياة ليست قصيرة، بل نحن من نهدُر الكثير منها. لذا، أوصيكم أن تحموا وقتكم كما تحمون قلوبكم. املأوه بالمعنى، واشحنوه بالقيم، وانثروه حباً وعلماً وعملاً. دعوا وقتكم يكون شمعة في ظلام، ونبضاً في سكون، وغرساً لا ينضب. اجعلوه هديّة لا تنتهي - لأهاليكم، لأوطانكم، للإنسانية جمعاء. واذكروا دائماً: "العبرة ليست بطول العمر، بل بحسن الأثر". وقد أحسنتم الأثر، فافخروا بأنفسكم، وكونوا كما أنتم - نوراً يمشي على الأرض. مبارك لكم هذا التخرّج، لقد جعلتم لزمنكم معنًى، فامضوا واجعلوا كل لحظة قادمة...مجداً".



ثم تحدث رئيس "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا محمد فايز البزري، فقال، مخاطباً راعي الاحتفال والحضور: "يسرّني ويشرّفني أن أرحّب بكم في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا وقلوب أهالي طلابنا الأحبّاء، لنحتفل سويّاً بتخرّج الدفعة السابعة عشرة من طلاب ثانوية حسام الدين الحريري - هذا الصرح التربوي العريق من صروح جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا. اليوم، تنضم هذه الكوكبة الجديدة من الخريجين إلى عائلة خريجي جمعية المقاصد، مزوّدةً بالقيم والمبادئ التي أرستها الجمعية الأم، ومحصّنةً بعلوم رصينة تلقّوها في هذا الصرح المتميّز، الذي استطاع في فترة وجيزة أن يصنع له هوية واضحة متفرّدة. هوية تجمع بين الحداثة والانفتاح على العالم، وبين الأصالة والتمسّك بثقافتنا العربية الإسلامية، دون تناقض أو تنازل".
وأضاف: "نعم، هذه الثانوية ليست مجرّد مدرسة، بل رؤية تربوية تجسّد إيمان بانيها، الشهيد الرئيس رفيق الحريري، الذي آمن بأن العلم والثقافة هما السبيل الحقيقي لتقدّم المجتمعات، والسلاح الأقوى لمحاربة الجهل والفقر والتطرّف. وقد أثبتت هذه الثانوية تميّزها بخدماتها التربوية المتنوّعة، حيث تقدّم لطلابها مناهج لبنانية وفرنسية وإنكليزية ودولية، بالإضافة إلى برامج تربوية خاصّة لذوي الاحتياجات، لتكون بذلك نموذجاً للاحتضان التعليمي الشامل".
وأشار البزري إلى أنه "حين نتحدث عن هذه الإنجازات، فإننا لا نُعدّد صفاتٍ فقط، بل نرصد واقعاً ملموساً، ومكانةً متقدّمةً حقّقتها هذه المدرسة على الساحة التربوية اللبنانية، في وقتٍ وجيزٍ مقارنةً بمؤسساتٍ مضى على تأسيسها عقود طويلة. ونحن في هذه الثانوية فخورون بما حققه أبناؤنا من نجاحات لافتة، سواء في دراساتهم الجامعية العليا أو في مواقعهم المهنية داخل لبنان وخارجه".
وأضاف: "ولا بد لي في هذه المناسبة أن أُشيد بالجهود المباركة التي يبذلها مجلسنا الإداري، الذي لا يألو جهداً في مواصلة تطوير أنظمة المدرسة على الصعد التربوية والرقمية والإدارية وحتى المالية والتدريبية، رغم التحديات القاسية التي تمرّ بها البلاد، وتأثيرها العميق على المؤسسات التربوية".
وتابع: "اليوم، نعود إلى جوهر هذا اللقاء.. نحتفل مع أهالي طلابنا بفرحتهم المنتظرة، التي تعبّر عن سنوات من الصبر والتعب والتضحية. فإلى كل أمّ وأب، نقول: هذا يوم فخر واعتزاز لكم قبل أي أحد آخر".
وتوجه البزري إلى الطلاب الخريجين بالقول: "ألف مبروك! لقد حقّقتم هذا الإنجاز بجهدكم وعزيمتكم وإصراركم. لكن هذه ليست سوى البداية...تابعوا رحلتكم في طلب العلم، طوّروا أنفسكم باستمرار، وكونوا على يقين بأن قيمة الإنسان تكمن في علمه وعمله. اليوم هو لحظة فخر بكم - من أهاليكم، من أساتذتكم، من مدينتكم، ومن وطنكم. في هذا اليوم الأغر، يوم الحصاد والفرح والفخر، نحتفل بثمرة سنوات من الجد والاجتهاد، وبعزيمةٍ تحدت الصعاب وسعت نحو التمييز بقوة لا تلين. لقد كتبتم اليوم أول سطرٍ في فصول مستقبلكم المشرق، وها أنتم تقفون على أعتاب مرحلة جديدة، تحمل من الطموحات بقدر ما تحمل من التحديات، فكونوا كما عهدناكم سفراء للعلم ورسلاً للقيم وصناعاً للغد. وصيتي لكم أن تحفظوا حبَّ المقاصد في قلوبكم وعقولكم دائماً. وفقكم الله وسدد خطاكم في كل درب تسلكونه وكل خطوة تخطونها مستقبلاً".



ثم تحدث راعي الاحتفال الوزير الدكتور عامر البساط، فقال: "يسرّني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم في هذا الاحتفال العزيز، احتفال تخرج دفعة جديدة من طلاب ثانوية حسام الدين الحريري. هذه المدرسة العريقة التي كانت وما زالت منارة علم وتربية، وركناً أساسياً في تاريخ المدينة. فأقف بينكم اليوم، لا فقط بصفتي وزيراً، بل بصفتي ابن هذه البيئة، ابن صيدا. صيدا، التي كانت ولا تزال نقطة تفاعل بين المشرق والمغرب، بين التجارة والفكر، بين الدين والمدنية. المدينة التي لعبت الدور المميز عبر التاريخ في الثقافة والتجارة والعمران: صيدا جارة البحر والنافذة على تجارة المتوسط. صيدا بمقامات الأولياء والزهور وزوايا الصوفية. صيدا النوابغ في الفن والأدب. صيدا مدينة النهضة، التي أنجبت رجالاً ونساءً تركوا بصماتهم في مسيرة التنوير العربي. صيدا، العيش المشترك".
وأضاف: "وأقف بينكم، وإن لم أكن مقاصدياً بالتعليم، فإنني قد نشأت في كنف هذا الجو المقاصدي المتميّز وتأثرت بأجوائه وقيمه التي تجمع بين الأصالة والانفتاح، بين الإيمان بالقيم الدينية، والرغبة الدائمة بالتطور والتحديث. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوقف باعتزاز عند الدور الكبير الذي أداه والدي، الأستاذ محمد راجي البساط، ابن صيدا، خلال توليه منصب رئيس مجلس أمناء هذه المؤسسة العريقة. فقد كان، وما يزال، مثالاً في الالتزام والحرص على دعم رسالة المقاصد، والمساهمة في تطويرها، إيماناً منه بأن التربية ليست مجرد قطاع خدمي، بل ركيزة أساسية في نهضة المجتمعات. والدي مثل صيداوي من الآلاف الذين تعاقبوا على هذه الجمعية، كلهم بذلوا من وقتهم وجهدهم، والكثير منهم لعب دوراً مفصلياً في تاريخ المدينة والوطن. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أذكر الشهيد الرئيس رفيق الحريري، ابن صيدا البار، أحد أعمدة لبنان الجديد ومؤسس هذا الصرح. مسيرة رفيق الحريري مع التربية والتعليم حافلة بالعطاء، فكان رجل بناء المؤسسات وصاحب حلم الازدهار. عشرين عاماً بعد استشهاده، لا زلنا نتذكره كل يوم".
وتابع: "وأمام هذه المناسبة، لا بد أن أثني على الجهود الحثيثة التي يبذلها المجلس الإداري الحالي برئاسة الأستاذ فايز البزري، لما يقدمه من جهود في سبيل الحفاظ على تميّز المقاصد. وأشكره شخصياً على إتاحة الفرصة لي لأكون اليوم بينكم. لكل هؤلاء أرفع التحية والتقدير".
وأشار الوزير البساط إلى أنه "جاء في النظام الأساسي للجمعية: هدف المقاصد "إعداد النشء مؤمناً بدينه، معتزاً بقوميته". هذا التوازن ما بين الإيمان والانتماء العربي لم يكن يوماً نتيجة صدفة بل خيار واع اتخذه من سبقونا. فالفكر التحديثي الذي تمثله المقاصد كان دائماً مرتبطاً عضويا بحركات النهضة العربية وأفكار مصلحيها. فمنذ تأسيسها قبل 146 عاماً، لم تكن المقاصد مجرد نموذج تربوي، بل هي تجسيد حي لنهج الاعتدال والانفتاح. هي التي تجمع بين الإيمان بالقيم الدينية والانفتاح على التطور، بين التعليم الشرقي الأصيل والتعليم الغربي الحديث، بين العروبة وروح التحديث، بين لبنان والعالم. هذا النهج التحديثي والمتمسك بالهوية الإسلامية والعربية قد أصبح اليوم خياراً واضحاً لكثير من الدول العربية وخاصة للمملكة العربية السعودية. هذا النهج قريب كل القرب من رسالة المقاصد منذ أيامها الأولى. وهو نهج وخيار يعكسه أبناء الطائفة السنية في لبنان كل يوم: أن يكونوا جسراً للتلاقي لا للانقسام، صلة وصل بين الشرق والغرب، لا حاجزاً بينهما".
ورأى أن "لبنان يمر بمرحلة دقيقة. الصدمات التي تعرض لها اقتصادنا على مدى السنوات الست الماضية مدمرة: انهيار مالي غير مسبوق وشلل سياسي وحرب شرسة. هذه الصدمات دفعت اقتصادنا إلى مستوى إنتاجي مأساوي بعيد كل البعد عن إمكاناته. وفي هذا السياق تعمل حكومة الرئيس نواف سلام جاهدة لتنفيذ إصلاحات مالية ومؤسساتية وقطاعية تهدف أولاً وأخيراً إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات السبع القادمة. قد يسأل البعض: هل فعلا بقدرتنا أن نحقق هذا النمو السريع؟ جوابي: نعم. لدى لبنان ميزات تفاضلية مهمة: موقعه الجغرافي، قدرات قطاعه الخاص واغترابه الغني. ولكن ما يعطي لبنان ميزته الأهم، وما نراهن عليه فعلاً، هو رأس المال البشري. هو أنتم. لأن الكفاءة، والقدرة، والمهارات، هي أهم ما نملك اليوم كبلد. إنها ميزتنا التنافسية في هذا العالم المتحول. ومن هذا المنطلق، فالتعليم ليس هدفاً فقط قيمة إنسانية نكرمها، بل حاجة وطنية، اقتصادية وجودية".


وتوجه الوزير البساط إلى الخريجين بالقول: "أما أنتم، المتخرجات والمتخرجون، فأقول لكم هذا من موقع التجربة والصدق، فمنذ أكثر من أربعين عاماً، وفي زمن كان الوطن يرزح تحت وطأة أزمة قاسية تشبه اليوم، كنت أجلس في مكانكم، أتهيأ للانطلاق من مقاعد المدرسة إلى عالم أوسع، أحمل أسئلتي، ومخاوفي، وطموحاتي. دعوني أن أقول لكم: أنا أفهم تماماً ما يدور في قلوبكم اليوم. أؤمن، كما آمنت حينها، أن ما نعيشه ليس نهاية الطريق بل بدايتها. الأزمات مهما طالت، لا تصمد أمام العزم والإرادة. أنتم اليوم، بما تحملونه من معرفة، وبما تمتلكونه من شغف وذكاء وأخلاق، أنتم أمل هذا البلد الحقيقي. لا تفقدوا الإيمان بأنفسكم، لبنان الغد يُكتب على أيديكم".

وتحدث رئيس لجنة الأهل للثانوية القاضي الشيخ إسماعيل دلي، فقال: "دور "ثانوية حسام الدين الحريري" و"جمعية المقاصد" في تعليم أبناء الطلاب، وعن دور الأهل وتضحياتهم من أجل توفير أفضل تعليم لأبنائهم رغم الظروف الصعبة"، مؤكداً على "أهمية التعليم في مسيرة الحياة، خاصة أن الخريجين ينتقلون إلى مرحلة جديدة وهي الجامعة التي تفتح لهم آفاق المستقبل".
ثم جرى توزيع الشهادات على الخريجين وسط أجواء من الفخر والفرح، وتصفيق الأهل ودموع الفخر، في ختام مسيرة تربوية توّجها النجاح والتميّز.

المصدر :جريدة اللواء