ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصور تُظهر حلوى مغلّفة بعبارات عبرية، قيل إنّها وُزّعت ضمن أكياس صغيرة خلال بعض المجالس العاشورائية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أثار موجة غضب واستياء عارم في صفوف الأهالي وروّاد المجالس.
الصور المتداولة تُظهر غلافًا يحمل اسم منتج غذائي عبري عائد لإحدى الشركات الإسرائيلية المعروفة في مجال صناعة الحلويات، ما أثار تساؤلات حول كيفية وصول هذه المنتجات إلى لبنان، ومن يقف وراء إدخالها وتوزيعها، لا سيّما في مناسبة دينية تحمل رمزية عالية لدى الطائفة الشيعية.
شهادات من الميدان...
في هذا السياق، أفاد عدد من المشاركين في أحد المجالس العاشورائية لـ"ليبانون ديبايت"، أن الحلوى وُزّعت ضمن أكياس صغيرة دون لفت الانتباه إلى مصدرها. وقال أحدهم: "في البداية اعتقدنا أنها حلوى مستوردة عادية، لكن بعد التدقيق بالغلاف لاحظنا العبارات العبرية، فاستغربنا كيف تم السماح بوصولها".
ثغرات في الرقابة؟
وللوقوف على كيفية تسلل هذه المنتجات، تواصل "ليبانون ديبايت" مع موظف سابق في الجمارك، أوضح أن "دخول أي سلعة تحمل علامات تجارية إسرائيلية من الأراضي المحتلة مباشرة غير ممكن قانونًا، وفق قانون مقاطعة إسرائيل". لكنه لفت إلى إمكانية دخول هذه البضائع عبر دولة ثالثة تقيم علاقات مع إسرائيل، حيث يُعاد تصديرها بعد إزالة أي مؤشرات واضحة على بلد المنشأ.
دعوات إلى فتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين
الحادثة أعادت إلى الواجهة التساؤلات حول فعالية الرقابة على السلع المستوردة، في ظل غياب التفتيش الصارم على البضائع القادمة من بعض الدول الخليجية أو الأوروبية، والتي قد تكون ممرًا غير مباشر للمنتجات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، تصاعدت الدعوات من أهالي وناشطي الضاحية الجنوبية لفتح تحقيق فوري، ومحاسبة كل من تورّط – عن قصد أو غير قصد – في إدخال أو توزيع منتج يحمل بصمة العدو الإسرائيلي، في مناسبة تعكس جوهر المقاومة والوعي.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ما حصل مجرّد خطأ تجاري عابر؟ أم أنّه مؤشر خطير على وجود ثغرات خطيرة في منظومة الاستيراد والمراقبة في لبنان؟.