بعد الموجة الحارة التي ضربت لبنان في الأيام الماضية، وتركّزت بشكل خاص في المناطق الداخلية، يعود الطقس الصيفي المعتاد ليسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط، مع درجات حرارة تقارب معدلاتها الموسمية ورياح ناشطة أحيانًا. إلا أن المؤشرات الجوية تفيد بأن موجة حر جديدة تلوح في الأفق، من المتوقع أن تبدأ اعتبارًا من يوم الأربعاء المقبل. فماذا ينتظر اللبنانيين؟
في هذا السياق، أكّد الباحث والخبير في الأحوال الجوية وعلم المناخ، المهندس علي جابر، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "لبنان يتأثر حاليًا بطقس صيفي طبيعي، حيث تبقى درجات الحرارة ضمن معدلاتها الموسمية. غير أن المعطيات تشير إلى بدء موجة حر جديدة اعتبارًا من يوم الأربعاء، حيث يُتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ وتتخطى المعدلات الموسمية المعهودة".
وأوضح جابر أن "هذه الموجة ستستمر حتى يوم السبت، على أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا بعد ظهر ذلك اليوم"، لافتًا إلى أن "المؤشرات الأولية بعد تاريخ 20 تموز توحي بإمكانية تعرض لبنان لموجات حارة إضافية، غير أن هذا الاحتمال لا يزال غير محسوم بسبب اضطراب أنظمة الطقس، والتقلّب السريع في قيم الضغط الجوي بين ارتفاع وانخفاض".
وأشار إلى أن "اللافت هذا العام هو النشاط غير المعتاد للرياح في فصل الصيف، حيث تسجّل سرعة أعلى من المعتاد، في ظاهرة لم تكن مألوفة في السنوات السابقة"، موضحًا أن "ذلك يأتي نتيجة مباشرة للتغيّرات المناخية التي يشهدها لبنان، والتي باتت تؤدي إلى طقس غير مستقر حتى في الفصول المفترض أن تكون أكثر هدوءًا، إضافة إلى تأثيرها في حركة ومسارات الكتل الهوائية والجبهات الحارة والباردة على حد سواء".
أما بشأن توزيع تأثير الموجة الحارة على المناطق اللبنانية، فقد أكّد جابر أن "الموجة ستطال مختلف المناطق من دون استثناء، ولن تقتصر على المناطق الداخلية كما حصل سابقًا، ما يعني أن الحرارة ستُسجّل معدلات مرتفعة في الجبال والساحل أيضًا".
وختم بالتحذير من خطورة التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، داعيًا المواطنين إلى توخي الحذر، والإكثار من شرب المياه، وتجنّب النشاطات الخارجية المجهدة في ساعات النهار الحارة، وخصوصًا الفئات الأكثر عرضة للتأثر من ارتفاع درجات الحرارة.