![]() |
الخميس 17 تموز 2025 07:19 ص |
كلفة الحرب أقلّ من كلفة الاستسلام.. سوريا الجريحة نموذج حيّ! |
* جنوبيات
ما كان وهماً صار واقعاً، وما كان تهويلاً صار حقيقة مرّة يصعب تصديقها، لكنّها ماثلة أمامنا، وأعمّه من لا يريد أن يصدّق، أو هو متواطئ مع مشاريع العدو بخلفيّة عصبيّة تعمي القلوب قبل الأبصار.
وقد تمّ تحديد سوريا، ولكن كيف؟! نفوس مشحونة بالخوف والغضب والحقد والكراهية، أمان مفقود واقتصاد منهار وجيش مفكّك وجماعات منعزلة في قراها ومدنها، وحاكم على الرقاب محكوم بلعنة السلطة، ولو على حدود قصر الشعب، يطلّ منه على أطلال بلد مفتّت، ويحاضر في الثورة والتعايش والسلام، بينما تعيث مجموعات إرهابيّة متحالف معها ومتحالفة مع أفكارها التفكيريّة ومعه وضدّه وضدّ كلّ من يخالفها الرّأي، ولو كان الخلاف على فتوى شرعيّة من إمام أفتاها قبل قرون.
يغضّ الشّرع النّظر عن كلّ ذلك، يخلع بذّته العسكريّة ويرتدي ربطة عنق تناسب الدّور الجديد الّذي درّبه عليه «روبرت فورد» السفير الأميركي السابق في سوريا، كما أعلن هو صراحة قبل أشهر. أعلن رغبته بالسّلام مع «إسرائيل» الّتي يجمعه معها أعداء مشتركين، والمقصود إيران وحلفاؤها، ولم يستنكر توغّل دبّاباتها حتّى أعتاب دمشق، ولا استيلائها على جبل حرمون، بل أبدى مرونة حيال تسوية تمنحها الجولان المحتل، وأقفل خطوط إمداد المقاومة إلى لبنان وفلسطين، وأغلق مكاتب حركات المقاومة الفلسطينية، وتعهّد بأن لا تكون سوريا منطلقاً لأي أعمال «عدائيّة» ضدّها.
- وماذا بعد؟ ماذا تريدون منّي لأفعل؟!
هكذا، صارت «إسرائيل» ملاذ الأقليّات وحامي الكرامات، وصار «نتنياهو» رسول حبّ وسلام ووئام.
ويقول «تشرشل» في مكان آخر: «إذا اخترت العار لتتجنّب الحرب، فستحصل على العار والحرب معاً». أمّا نحن، فلنا قادة قدوة رسموا لنا الطّريق قبل أن نتعلّم المشي، لنسير على بصيرة من أمرنا ولا تلتبس علينا المنعطفات ولا نضيع في مستنقع الشّبهات، وهذا الإمام موسى الصّدر، مؤسّس فكرة المقاومة وزارع فكرتها يقول لنا: «لا نريد الحرب، لكنّنا لا نقبل أن نُذلّ، كرامتنا لا تُشترى، ولا تُؤخذ بالتّمنّي». المصدر :جريدة اللواء |