يا ربّ، يا من بنوره تشرق الظلمات، وبأمره يكون المستحيل ممكنًا، افتح لنا ما أُقفل، ويسّر لنا ما تعسّر، وأعطنا سؤلنا كما أعطيت خلّص أحبابك سؤلهم. 

يا ربّ، ليس لنا من الأمر إلّا ما قضيت، ولا من الخير إلّا ما أعطيت، فرّج أمورًا ضاقت بها صدورنا، وعجزت عنها حيلتنا، وقلّ فيها صبرنا، وأسعد قلوبنا بما أنت أعلم به منّا.

بالرّضا تحلو الحياة، وبالاستغفار تنقضي الحاجات، وبالدّعاء تتحقّق المستحيلات إذا ما قورنت بالإرادة والعزيمة وحسن التّصرّف. 

لا تأسَفْ على المُتساقطين من شجرة حياتك، فإنّهم أوراق هشّة، اختبرَتهم الرّياح عندما هبّت فأخذَتْهم بعيدًا عنك، فاشڪُر الرّياح الّتي أزاحتهم عنك. وحافظ على الذين إذا عصفت بك الأيّامُ وجَدْتَهم بقُربك وبجانبك صامدين، لا يتغيّرون، وثابتين على عهد الصداقة والمحبّة والوفاء.

الأشخاصُ كالقوارب، إذا اخترتَ القارب الجيّد سيُنجيك، وإذا أسأتَ الاختيارَ ستغرق بالتّأكيد. فتمهَّل وأحسِن الاختيار.
هذا، ومن الأخطاء التي نرتكبها في حقّ أنفسنا هي التّأجيلات التي لا تنتهي. 
نؤجّل الشّكر، ونؤجّل الاعتذار، ونؤجّل الاعتراف، كما نؤجّل المبادرة، وكأنّنا نضمن العيش طويلًا. 
لذا، عش حياتك لحظة بلحظة، واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدًا. 
اللهمّ كما جبرتَ الأرض بماءِ الحياة، ورويتَ ظمأ الزّرعِ بغيثٍ طاهرٍ مُبارك، اجبر خاطرنا وكلّ خاطر يأمل فَرَجَك، واروِ ظمأَ قلوبنا بنورك الذي أضاءت به السّماوات والأرض، واجعلنا بقربك فلا نخشى ولا نخاف شيئًا يا أكرم الأكرمين.
آمين يا ربّ العالمين.