السبت 27 شباط 2016 12:12 م

كرة القدم العالمية تدخل مرحلة جديدة ومنعطفاً تاريخياً


دخلت كرة القدم العالمية مرحلة جديدة ومنعطفا تاريخيا سيكون له تداعياته الخاصة والايجابية.. فاز السويسري جياني انفانتينو برئاسة الـ»فيفا» ونعم العالم بـ «الصهر العزيز» الذي ارتقى الى القمة وهو يمتطي صهوة الفرس ليصبح قائدا لأكبر مؤسسة عالمية على الصعيد الرياضي، بعد الفضائح الكبيرة التي هزت كيانها وعصفت بالـ «فيفا» وشوهت سمعته قبل ان يستقيل رئيسه السابق جوزيف بلاتر ويتم بعدها الكشف عن المزيد من المتورطين بالفساد حيث تمت الاطاحة برؤوس كثيرة منها رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني وغيره ممن كانوا ضالعين بصورة اساسية في هذه الفضائح.
صعد إنفانتينو الى المنصة بـ115 صوتا في الدورة الثانية وهو بذلك تخطى نسبة الـ50 بالمئة (104) ليحسم الأمور ويوقف اللجوء الى دورة ثالثة حاسمة فانفجرت القاعة في زيوريخ بالتصفيق فور اعلانه فائزا بعد ان تقدم على اقرب منافسيه البحريني سلمان بن ابراهيم بـ27 صوتا حيث نال الاخير 88 ، فيما اكتفى علي بن الحسين بـ4 اصوات، بينما لم ينل شامباني أي صوت.
قرع «صهر لبنان» اجراس الفوز قبل ان تبدأ الدورة الاولى وتلتئم الجمعية العمومية لانه كان على يقين ان كل الامور في متناوله قبل ان يصعد الى سدة الرئاسة وكان يشعر في قرارة نفسه انه سيكون الرئيس العتيد وان ولايته ستشهد الكثير من المتغيرات وستكون ميزتها الشفافية والعدالة والابتعاد عن العنصرية واعتبار كرة القدم لعبة لكل الشعوب يجب ان لا تشوب مسيرتها أي شائبة، أو تعكر صفوها وتضرب بنيتها.

منافسة من البحريني بن ابراهيم
وكان الفوز بطعم العسل لأن السويسري الذي كان ضامنا الكثير من الأصوات شعر بداية بحراجة الموقف على اعتبار انه عانى في الدورتين من المنافسة الحامية والقوية من البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم الى درجة ان الاخير ظن لوهلة انه قادر على تخطي خصمه بعد ان كانت النسبة بين الرجلين قريبة جدا في اعقاب الدورة الأولى اذ حصل الرئيس الجديد على 88 صوتا مقابل 85 للبحريني أي ان الفارق كان ثلاثة اصوات في الوقت الذي نال فيه الامير علي بن الحسين 27 والفرنسي جيروم شامباني 7.
لكن حسابات البيدر لم تكن على قدر حسابات الحقل عند بن ابراهيم الذي حاول ان يجمع المزيد الا ان الاصوات التي كانت في حوزة الامير علي والفرنسي شامباني يمكن ان تكون قد ذهبت باغلبيتها الى انفانتينو وكانت سببا في فوز السويسري بالتاكيد.

صاحب برنامج اصلاحات
لم يكن إنفانتينو يفكر للحظة انه سيكون رئيسا للاتحاد الدولي والاسباب كثيرة جدا أولها ان ولاء الرجل الى الفرنسي ميشال بلاتيني كان يمنعه عن ذلك لانه كان ينظر اليه على انه أقوى المرشحين لخلافة السويسري الاخر جوزيف بلاتر بعد ان اضطر الاخير الى وضع استقالته بتصرف الجمــعية العمومية وذلك بعد 4 ايام فقط على فوزه بولاية خامسة على التوالي، اثر الضغوط الهائلة عليه نتيــجة فضــائح الفساد التي ضـربت الاتحاد الدولي.
لكن بلاتيني اوقف مع بلاتر من قبل لجنة الاخلاق في «فيفا» لمدة ثماني سنوات (قلصت الى 6 سنوات).
ولجأ الاتحاد الاوروبي في اليوم الاخير لاقفال باب الترشيحات في 26 تشرين الاول الماضي الى ترشيح امينه انفانتينو في خطوة احتياطية للابقاء على مرشح اوروبي للرئاسة.
وأكد الاتحاد الاوروبي لدى ترشيح إنفانتينو «نعتقد ان جياني انفانتينو يملك المؤهلات المطلــوبة للتصدي للتحديات الكبيرة وقيادة الـ «فــيفا» على طريق الاصلاح لاســتعادة نزاهته ومصداقيته. هو يعلم ان له دعمنا الكامل في حملته ليكون رئيسا للـ «فيفا».
وركز السويسري في برنامجه على الاصلاح كما سائر المرشحين بقوله لـ «فرانس برس»: «الاصلاحات ... ليست بحاجة الى ان يتم الاتفاق عليها، بل الى تطبيقها ايضا».
وتابع «وبالتالي فانه من اليوم الاول، اي في 27 شباط، علينا ان نبدأ تطبيق الاصلاحات، ومن خلال القيام بذلك بشكل يومي في الاتحاد الاوروبي اعرف ماذا يعني ذلك .. الادارة الجيدة، الشفافية المالية، وهيكلية التغييرات التي يتم اقتراحها».
واوضح ايضا «ستكون هناك اصلاحات وسيحصل تغيير في القيادة، ولكنه الوقت المناسب، لانــني اعتقد فعلا بأنه من المهم عندما تتحدث عن الـ «فيفا» ان تتكلم مجددا عن كرة القدم، وليس فقط عن كل الامور التي للاسف تصدرت العناوين في الفترة الاخيرة».
كما اطلق وعودا بمنح الاتحادات الوطنية الاعضاء مبالغ تصل الى 5 ملايين يورو في فترة ولايته لاربع سنوات في حال انتخابه.
وكشف المحامي السويسري عن رغبته بتعيين مزيج من النساء وغير الاوروبيين في المنظمة الغارقة في الفساد، وايضا عن تعيين امين عام لفيفا من خارج القارة الاوروبية.

أريد أن أكون لـ209 اتحادات
قال إنفانتينو بعد لحظات على انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم انه سيعمل مع لـ 209 اتحادات وطنية لاعادة بناء مرحلة جديدة للفيفا.
وقال إنفانتينو «اريد ان اكون رئيسا لـ209 اتحادات وطنية، سافرت عبر الكرة الارضية وسأواصل ذلك، وسأعمل معكم جميعا لاعادة بناء مرحلة جديدة للفيفا حيث يمكننا ان نضع الكرة مجددا في وسط الملعب».
وتابع «لا يمكنني التعبير عن شعوري في هذه اللحظة، قلت لكم انني قمت برحلة استثنائية جعلتني التقي العديد من الاشخاص الرائعين الذين يعشقون كرة القدم ويستحقون ان يكون الفيفا محترما جدا».
واضاف «العالم سيحيينا على ما سنفعله لـ«لفيفا» في المستقبل، ويجب ان نكون فخورين به».

بن إبراهيم يتطلع للعمل مع الرئيس
اوضح البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم الذي خسر الانتخابات انه يتطلع الى العمل مع الرئيس الجديد السويسري جياني إنفانتينو.
وقال الشيخ سلمان رئيس الاتحاد الاسيوي «أتطلع للعمل مع الـ «فيفا» الجديد والرئيس الجديد جياني إنفانتينو من أجل إصلاح الـ «فيفا» وإعادة المصداقية لكرة القدم على الصعيد العالمي». وتابع «آسيا هي القارة الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم حيث يتواصل تطور كرة القدم بوتيرة مثيرة للإعجاب». وأضاف «في هذه الأوقات غير المسبوقة فان عالم كرة القدم يحتاج الى الوحدة، ومع حزمة الإصلاحات التي تم التصويت عليها اليوم فان هناك زخما حقيقيا الان لكرة القدم لاستعادة مصداقيتها». واشار الى ان «الفيفا الجديد يحتاج ليصبح أكثر شمولا وان يعكس تنوع عالم كرة القدم. وأنا على ثقة ان إنفانتينو سيؤمن القيادة لتحقيق ذلك، فضلا عن بقية الإصلاحات التي هناك حاجة ماسة لها الآن».(ا ف ب)

إنفانتينو في سطور
ـ الاسم والشهرة: جياني إنفانتينو.
ـ الجنسية: مزدوجة سويسرية وإيطالية.
ـ تاريخ الولادة: 23 آذار 1970.
ـ الوضع العائلي: متزوج وله اربعة اولاد.
ـ الوظيفة الحالية: رئيساً للفيفا بدءاً من أمس الجمعة 26 شباط 2016.
ـ مشواره المهني:
كان امين عام للمركز الدولي للدراسات الرياضية، وعمل مستشاراً لهيئات رياضية عدة في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا قبل بدء العمل مع الاتحاد الأوروبي في آب 2000 في قسم الشؤون القانونية والتجارية.
وعمل من 2004 إلى 2007 رئيساً لقسم الشوؤن القانونية، ثم اميناً عاماً موقتاً مع الاشراف على قسم الشؤون القانونية (2007 ـ 2009)، وأخيراً أميناً عاماً منذ تشرين الأول 2009.
درس القانون في سويسرا، ويتقن خمس لغات بطلاقة هي الإيطالية والفرنسية والألمانية والإنكليزية والإسبانية.

المصدر : جنوبيات