الأربعاء 2 آذار 2016 07:23 ص

التحضيرات للانتخابات البلدية بين تراخي الماكينات وعمل المخاتير


* سامر زعيتر

تتسابق آلية الإعداد لها لوجستياً، فيما تغيب الفعالية عن ماكيناتها الانتخابية التي لم تدعُ مناصريها إلى مراجعة السجلات والاستعداد لمعركة قد تعزّز الثقة بالأمن والديمقراطية...

إنها الانتخابات البلدية والاختيارية، التي انجزت دوائر النفوس في محافظة لبنان الجنوبي لوائح الشطب المخصصة لها، وقامت بإرسالها إلى وزارة الداخلية للتدقيق فيها، ومن ثم إعادتها إلى المحافظة وعرضتها على المخاتير...

مهمات أنجزت، فيما مرحلة التنقيح وتصحيح الأخطاء - إذا وجدت - تقع على عاتق المخاتير والناخبين، لاستكمال انجاز التحضيرات الإدارية واللوجستية للانتخابات التي أقرّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حتمية إجرائها قانونياً بتثبيت مواعيد إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب والنبطية والانتخابات النيابية الفرعية في جزين في 22 أيار المقبل، ما لم يحدث أي طارئ يستدعي تأجيلها...

فكيف يمكن إجراء أي تعديل على بطاقات الهوية، وماذا عن التحضيرات للانتخابات واستحداث مراكز جديدة للحصول على الهوية؟ وكيف يبدو المشهد عشية قرب انتهاء موعد تصحيح الأخطاء  في العاشر من آذار الجاري؟...

كل هذه الأسئلة وأكثر تحتاج إلى الوقوف على عمل المخاتير في مدينة صيدا، ومعها طرح مدى جدّية الماكينات الانتخابية في التحضير لانتخابات قد تحدث في موعدها أو تشهد تأجيلاً وتمديداً لعمل المجالس...

"لـواء صيدا والجنوب" يسلّط الضوء على الاستعدادات لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في صيدا، حيث عاد بهذه الانطباعات...

تنقيح لوائح الشطب

مشهد انتخابي في مدينة صيدا يسير في خطين متلازمين:

- الأول: من خلال استمزاج التحالفات التي ستُبنى عليها الانتخابات البلدية بين القوى السياسية، في الوقت الذي يصرُّ فيه رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي على عدم الترشّح لولاية جديدة، تتساءل الأوساط الصيداوية عن الأسماء المرشحة للمجلس العتيد للمدينة ومعه سائر المناطق.

- الثاني: يعكف عليه المخاتير من خلال دعوة الناخبين للتأكّد من ورود أسمائهم على لوائح الشطب.

وهو ما أشار إليه رئيس "رابطة مخاتير صيدا" إبراهيم عنتر بالقول: "أوعزت وزارة الداخلية إلى جميع المخاتير من أجل القيام بتنقيح لوائح الشطب، ونحن في طور التحضير والإعداد للعمل الانتخابي وتأمين الحركة اللوجستية التي تسير على قدم وساق، حيث نقوم بالتنسيق مع دائرة نفوس صيدا بإنجاز لوائح الناخبين، لأن مهلة تنقيح لوائح الناخبين تنتهي في 10 آذار الجاري، ونأمل من جميع المواطنين مراجعة مخاتير الأحياء للتأكّد من ادراج أسمائهم بالشكل الصحيح ضمن لوائح الناخبين لمعالجة أي خطأ مادي أو استدراك سقوط أسماء الناخبين، وكي نتمكّن من الاعتراض وتقديم طلب لإعادة ادراج الأسماء التي سقطت سهواً، علماً أن محافظة الجنوب والمخافر قامت بتزويد المخاتير باللوائح المطلوبة، كما تتوافر هذه اللوائح لدى البلديات وفي محافظة الجنوب، وبالتالي يمكن لأي مواطن مراجعة المخاتير أو المحافظة ودائرة النفوس أو البلديات للتأكّد من ادراج اسمه ضمن قوائم الناخبين".

وعن كيفية الانتخاب قال: "عملية الانتخاب لهذا العام هي على غرار الانتخابات السابقة تجري على أساس الهوية اللبنانية، وإن لم تتوافر لدى المواطنين نتيجة أخطاء في الهوية أو عدم الحصول عليها، يمكن الانتخاب على أساس جواز سفر صالح، والخطأ المادي يمكن اصلاحه بالحصول على بطاقة جديدة".

هدوء الماكينات الانتخابية!

وأضاف: "عدد الناخبين في جميع أحياء مدينة صيدا هو 66330 ناخباً، وفق إحصاء وزارة الداخلية، فيما تعداد الناخبين في الانتخابات السابقة كان ما يقارب من 54800 ناخب، ومعروف أن تعداد نفوس صيدا ما يقارب 110 آلاف صيداوي، حيث يحق لمن بلغ 21 عاماً المشاركة في الانتخابات، ولكن إلى الآن نرى أن غالبية الناس لم تأخذ إجراء الانتخابات على محمل الجد، لذلك نرى مراجعاتها قليلة في هذا الإطار، كما أن القوى السياسية لم تحرّك الماكينات الانتخابية لحث الناس على التأكّد من ورود أسمائهم ضمن لوائح الشطب، لذلك نؤكد على المواطنين بأن الانتخاب هو حق لهم، وواجبنا تأدية عملنا بتنقيح لوائح الشطب، كما أن الانتخابات تأتي لتجديد الثقة بعمل البلديات والمخاتير، فمن الضروري إستعادة هذا المشهد الانتخابي لإعادة الثقة بالديمقراطية اللبنانية، كما أن الانتخابات البلدية والاختيارية تأتي هذا العام متزامنة مع الانتخابات النيابية الفرعية في منطقة جزين لملء مقعد النائب الراحل ميشال الحلو، حيث سيتوافر قلم نيابي إلى جانب البلدي والاختياري في جزين".

فتح مراكز للهوية

وحول تسهيل الحصول على بطاقة الهوية أوضح أن "الدولة افتتحت مراكز جديدة للحصول على بطاقة الهوية، التي أضيفت إليها فئة الدم ويمكن قراءتها بطريقة إلكترونية وهي مزوّدة بالأحرف اللاتينية، ويمكن لأي لبناني الحصول على الهوية من مكان إقامته، فعلى سبيل المثال يمكن لابن زحلة الذي يقطن في مدينة صيدا الحصول على اخراج قيد من زحلة وتقديم طلب للحصول على الهوية في صيدا، واستلامها من نفس المكان، وذلك في غضون شهر من موعد تقديمها، ولكن ما نراه أن الناس معتادة في عالمنا العربي الاعتماد على ربع الساعة الأخيرة للحصول على بطاقاتهم، لذلك نناشد المواطنين عدم التأجيل كي نتمكن من إصلاح الأخطاء الواردة خوفاً من فوات الأوان، وكي نقوم بالعمل الصحيح تجاه بيئتنا ومجتمعنا، ونحن ضمن الرابطة نوجّه نداءات مستمرة لأبناء مدينة صيدا لسرعة الحصول على بطاقاتهم والتأكّد من ورود أسمائهم في لوائح الناخبين، لأن التأخير قد لا يُمكّن البعض من القيام بحقهم في ممارسة الانتخابات، وهنا البعض يلقي بالملامة على المخاتير في حال عدم المقدرة على الحصول على بطاقة إن قدّمت متأخّرة، ولكن الوقت لا يزال في صالح المواطنين، فعلى الجميع الاهتمام بهذا الأمر لأنه عمل وطني، ونحن نفتخر بالانتخابات الديمقراطية التي تمكّن الناس من التعبير عن رأيها وصنع التغيير والتجديد، وبالتالي مكافأة من يقوم بمهامه من خلال إعادة انتخابه واستبدال من أخفق في عمله بمن يستحق أن يكون في هذا المكان".

وختم المختار عنتر: "العمل الجماعي من خلال رابطة المخاتير، يُعد دائماً منتجاً، لأن الإنسان تغيب عنه أمور ويستحضر أخرى، فالجلوس مع الزملاء لتبادل الأفكار والتشاور ينضج هذه الأفكار، التي يتم عبر المخاتير تقديم النصح للمواطنين وتبادل الخبرات فيما بين أعضاء الرابطة، من هنا نرى الدور الذي تضطلع به الرابطة وعملها التكاملي لمصلحة المواطن وخدمته".

تصحيح الأخطاء

المشاكل في بطاقة الهوية نأتي بسبب أخطاء بسيطة قد تحرم صاحبها من حقه في تأدية الواجب الانتخابي وفق ما أوضح المواطن عبد الهادي شحادة الحسن بالقول: "قدّمنا اخراج قيد للحصول على هوية لدى المختار إبراهيم عنتر، كوني من منطقة الدكرمان، ولكن جاءت البطاقة من بيروت تحمل خطأ في تاريخ الولادة، فأنا من مواليد 15 أيلول 1965، لكن سجّل في الهوية خطأ بفارق 5 أيام - أي سجلت الولادة في 10 أيلول 1965 - وبالتالي لا تصبح صالحة للقيام بواجبنا خلال الانتخابات المقبلة، لذلك قدّمت طلباً إلى المختار لإصلاح الخطأ، وذلك من خلال الحصول على اخراج القيد والتقدّم بطلب لتعبئة تاريخ الولادة الصحيحة للحصول على هوية جديدة والقيام بواجبنا والمشاركة في العملية الانتخابية، وتجديد الثقة بالمختار عنتر الذي نكنّ له كل احترام وتقدير".

انتخابات تعيد الثقة أو تبدّل المشهد، لكن إمكانية اجراؤها من عدمه يطرح العديد من التساؤلات عن جدّية الدولة في تجديد الحياة السياسية في البلاد.

المختار إبراهيم عنتر

الانتخابات البلدية أوصلت المهندس محمد السعودي لرئاسة بلدية صيدا

الخطأ في بطاقات الهوية يحتاج إلى تعديل للتمكّن من أداء واجب الانتخاب

 

أقلام الاقتراع تنتظر الناخبين

المشهد الانتخابي يعيد الثقة بالبلاد

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات