الاثنين 12 شباط 2018 07:35 ص

الرئيس بري يرفض المفاضلة بين سعد وعازار في دائرة صيدا - جزين


* هيثم زعيتر

اشتعلت المنافسة في دائرة صيدا - جزّين لانتخاب 5 نوّاب (سنيان ومارونيان وكاثوليكي واحد)، والمقرّر إجراؤها يوم الأحد 6 أيار المقبل.
وقبل تظهير الصورة بصيغتها النهائية، بات واضحاً أنّه لن تكون هناك أقل من 4 لوائح، بعضها غير مكتمل، ودون مرشّحين منفردين، لأنّ القانون حتّم انضمام المرشّحين إلى لوائح بما لا يقل عن 40% من عدد نوّاب الدائرة، وألا يقل عن 3 نوّاب - والمعني بها دائرة صيدا - جزّين.
وحتى الآن ما زال الحديث عن تحالفات حُسِمَتْ نواتها الرئيسية، وأخرى لم تتم بلورة صيغتها النهائية بعد، لكن من الواضح أنّ هناك جهوداً من أجل رفع عدد المقترعين من بين الناخبين البالغ عددهم (120898) يتوزّعون: صيدا (61667) وجزين (59222)، ويتوقّع أنْ يقترع منهم ما لا يقل عن (66 ألفاً) - ما يعني أنّ الحاصل الانتخابي للنائب من النوّاب الـ5، هو (13200 صوت) قبل حذف الأصوات التي تجمعها لوائح لا تتمكّن من الوصول إلى عتبة الحاصل الانتخابي المطلوب.
وإذا كانت صيغة التحالف بين حركة "أمل" و"حزب الله" حُسِمَتْ مُبكِراً، فإنّه من المتوقّع أنْ تتبلور صيغة تشكيل اللوائح على صعيد لبنان، ومنها في هذه الدائرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل رسم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تحالفاته، والمرتقبة بعد مهرجان إحياء الذكرى الـ13 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، خاصة بما يتعلّق بالشمولية مع "التيار الوطني الحر"، وهل بالإمكان التحالف مع "القوّات اللبنانية"، وأين؟!
عند اللقاء برئيس المجلس النيابي نبيه برّي، بين مواعيده المزدحمة والملفات المتعدّدة، تلمس عن كثب متابعته لكل شاردة وواردة، حيث يولي كل اهتمام ما يتعلّق بالانتخابات النيابية المقبلة، ليؤكد الإلتزام بإجرائها في موعدها المحدّد.
ولا يشغله ذلك عن متابعة الملفات المتراكمة، وفي طليعتها الخروقات الإسرائيلية، وترسيخ حق لبنان بثرواته الطبيعية، ومنها الثروة النفطية، وعدم السماح للإحتلال بسرقتها، وجهوزية لبنان بكافة قواه لمواجهة العدو، إذا ما فكّر بالمغامرة والاعتداء.
وكذلك القضايا الداخلية، خاصة بعدما جرى إنجاز توقيع المراسيم الواحد للأقدميات والترقيات، وفق ما كان قد اقترحه الرئيس برّي سابقاً، بالإلتزام بالقوانين، والذي لو تمَّ ذلك منذ طرح رئيس المجلس النيابي طريقة إنجازه، لكان وفّر على البلد الكثير من الأزمات والتفاعلات والتجاذبات.
ويركّز الرئيس برّي على أهمية إنجاز الموازنة العامة للعام 2018، وهو ما طالب به رئيسَيْ الجمهورية والحكومة العماد ميشال عون وسعد الحريري، خلال اللقاء الثلاثي الذي جمعهم الثلاثاء (6 شباط الجاري).
بين كل الملفات يُبادر الرئيس برّي إلى السؤال عن الانتفاضة الفلسطينية والنضال الذي يتصدّره الشبان ذكوراً وإناثاً.
أقدّم للرئيس برّي مجموعة كتبي، وبينها كتابي "فرسان فلسطين"، الذي وضع المقدّمة له مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في طبعته الجديدة، فقد كان لدولته الفضل في فكرته، حين قدّمت له نسخة من كتابي "الأوائل على درب فلسطين"، فاقترح إصدار كتاب عن "الأوائل الفتية: محمّد الدرة، فارس عودة ومحمّد أبو خضير، وهو ما تمّ.
ويؤكد أنّ شعباً فيه مثل هؤلاء الأبطال مع عهد التميمي وإبراهيم أبو ثريا وفوزي الجندي وأحمد نصر جرار، لا بدّ أنْ ينتصر، ولو تخلّى عنه الكثيرون.
تستمع من الرئيس، صاحب أطول فترة متواصلة برئاسة مجلس نيابي في العالم، لتدرك أنّه أنجز وضع اللمسات الأخيرة لأسماء المرشّحين في ائتلافه مع "حزب الله"، الذي ينسحب على الدوائر الانتخابية كافة، وكذلك المرشّحين الذين سيدعمهم ويتوزّعون على معظم الدوائر في لبنان.
والرئيس المدرك أنّه لن يرضي كل الطامحين للترشّح، وليس في وارد التغيير الكبير في أسماء المرشّحين، إلا حيث ما اقتضت الضرورة، وعلى بيّنة أين مكامن القوّة، والنقاط التي بحاجة إلى بعض العناية، في ضوء الصوت التفضيلي، وكيفية توزيعه بين المرشّحين.
ومع انطلاق المرحلة الأولى من العملية الانتخابية بتقديم طلبات الترشيح بشكل رسمي، يستعد الرئيس برّي إلى الانتقال جنوباً، للإقامة بدارته في المصيلح، لإدارة العملية الانتخابية عن قرب، حيث سيستقبل عدداً من الفاعليات والشخصيات والوفود، وفي طليعتهم من قضاء صيدا (الزهراني)، حيث يترشّح، بهدف سحب فتائل التحريض، الذي يقوم به البعض، لجهة سلخ قضاء صيدا من الاقتراع في دائرة صيدا - جزّين، حيث عمقهم الطبيعي، وضمّهم إلى دائرة صور، أو عدم ترشيح البعض!
المفاضلة خارج حسابات برّي
ويكشف مقرّبون من الرئيس برّي عن أنّ المفاضلة هي خارج حساباته، بشأن دعم أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد وإبراهيم سمير عازار، اللذين يشكّلان لائحة ائتلافية في ما بينهما.
فقد قُدِّم إلى الرئيس برّي طرح أنْ تتم تسمية عازار في لائحة تضمّه إلى النائب بهية الحريري في صيدا ومرشّحين مارونياً وكاثوليكياً في جزّين يسميهما "التيار الوطني الحر"، فرفضه.
وبعدها قُدِّمَ طرح جديد، تمثّل بأنْ تضم اللائحة 3 مرشّحين مسيحيين يسميهم "الوطني الحر" في جزّين، دون عازار، وأنْ تكون النائب الحريري وسعد ضمن اللائحة (عن المقعدين السنيين في صيدا)، وهو ما أعاد الرئيس برّي رفضه، مؤكداً عدم التخلّي عن دعم عازار.
وأبلغ الرئيس برّي مراجعيه، بأنّ اللائحة تنطلق من سعد وعازار، ويسمّي "تيار المستقبل" و"الوطني الحر" 3 مرشّحين، وهو ما لم يلقَ تجاوباً.
ومن المتوقّع أنْ يضم إلى لائحة تحالف سعد - عازار، كاثوليكياً، يرجّح أنْ يكون عصام حداد (إبن كفرحونة).
وقد أعلن عازار عن أنّ تحالفه مع سعد، بات نهائياً، وذلك خلال لقاء عُقِدَ في دارة نائب رئيس "اتحاد بلديات منطقة جزين" وبلدية لبعا فادي رومانوس في لبعا، بحضور عدد من فاعليات ووجهاء المنطقة، تخلله البحث في ما آلت إليه التحالفات وتشكيل اللوائح.
تحالفات "المستقبل"
أما "تيار المستقبل" فسيخوض الانتخابات منطلِقاً من ترشيح النائب الحريري (عن أحد المقعدين السنيين في مدينة صيدا)، التي تؤمن بسهولة الحاصل الانتخابي المطلوب، مع فائض تجييره للائحة، حيث يطرح أكثر من احتمال لصيغتها، وبينها:
- التحالف مع "الوطني الحر"، انسحاباً للتحالف بين التيارين "الأزرق" و"البرتقالي" على الساحة اللبنانية، وبذلك تضم اللائحة إلى النائب الحريري، مُنسّق "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود (عن المقعد السني الثاني)، ومرشّحي "الوطني الحر" الثلاثة، وهم حتى الآن: النائبان أمل أبو زيد وزياد أسود (للمقعدين المارونيين) وجاد صوايا (للمقعد الكاثوليكي).
لكن الملاحظات الصيداوية على النائب أسود كثيرة، نظراً إلى مواقفه الحادّة والمتشنّجة ضد المدينة، ما يثقل من كاهل اللائحة.
- أنْ يشكّل "تيار المستقبل" لائحة تضم النائب الحريري والدكتور حمود، ومرشّحاً مارونياً، ذكر البعض إسم رئيس "جمعية المعارض والمؤتمرات" في لبنان إيلي رزق (عن أحد المقعدين المارونيين) ومرشّحاً كاثوليكياً.
وفي إطار متابعتها للاستحقاق الانتخابي، استقبلت النائب الحريري المرشّح إيلي رزق بحضور الدكتور ناصر حمود، حيث جرى البحث بموضوع الاستحقاق الانتخابي وقضايا إنمائية تهم منطقة جزين.
كما التقت رئيس "المركز الكاثوليكي للإعلام" الأب عبدو بوكسم، وتداولت معه في الأوضاع العامة في البلاد.
وكانت النائب الحريري قد استقبلت الدكتور روبير خوري وكلود سليم بحضور الدكتور حمود، وكان عرض لأوضاع منطقة جزين.
كما التقت وفوداً من منطقة جزّين، عرضت معها اختيار المرشّح الكاثوليكي، ودعتها ألا يكون من خارج منطقة جزّين، بل أنْ يكون قريباً من النّاس ويعيش همومهم، وعدم "تهميش تمثيل المنطقة تاريخياً".
وأكدت النائب الحريري للوفود أنّ "استراتيجية "تيار المستقبل" ترتكز بالدرجة الأولى على البرنامج قبل الأسماء، لأنّ هذا يريح الأجواء كثيراً، ويُتيح الفرصة أمام الناخب أكثر للتعرّف على برنامج اللوائح والمرشّحين واختيار مَنْ يراه الأفضل".
باسيل والمصالحة
وبعدما بلغ الخلاف بين مرشّحي "الوطني الحر" أوجه، بقصف النائب أسود، ضد النائب أبو زيد وجاد صوايا، علمت "اللـواء" بأنّ رئيس "التيار البرتقالي" الوزير جبران باسيل عقد لقاء مصالحة بين الثلاثة، لطَيّ صفحة الخلافات، ووقف القصف الإعلامي والتحريض، والتركيز على خوض الانتخابات معاً في لائحة واحدة من أجل العمل للفوز، حيث سيتبع هذا اللقاء لقاء آخر خلال الأيام القليلة المقبلة لتتويج المصالحة.
وبشأن التحالفات، فإنّ الرئيس السابق لبلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري (المرشّح عن أحد المقعدين السنيين في صيدا) يتابع اتصالاته من أجل تشكيل اللائحة، التي يرجح أنْ تضم قائد الدرك السابق العميد صلاح جبران (عن أحد المقعدين المارونيين)، فيما سيتم اختيار مرشّح كاثوليكي.
وعلمت "اللـواء" بأنّ العميد جبران التقى الرئيس العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وتمنّى عليه الانسحاب من غمار الانتخابات، لأنّ الظروف غير ملائمة لضمّه إلى اللائحة، ودعمها، وهو ما رفضه العميد جبران، مُصرّاً على الترشّح.
فيما "الجماعة الإسلامية" حسمت ترشيح نائب رئيس مكتبها السياسي في لبنان الدكتور بسّام حمود (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا).
وأُعلِنَ عن ذلك، خلال إطلاق ماكينتها الانتخابية في مقرّها بصيدا، بحضور أمينها العام عزام الأيوبي وقيادتها في الجنوب، وأركان الماكينة الانتخابية وحشد من كوادرها.
ويبقى التساؤل: هل يجتمع الدكتوران البزري وحمود في لائحة واحدة (عن المقعدين السنيين في مدينة صيدا) والتوافق على مرشّحين مسيحيين، وهو ما يزيد أعداد الأصوات التي ستنالها اللائحة وتصبح قريبة من الأصوات المطلوبة للحاصل الانتخابي؟!
أما مرشّح "القوّات اللبنانية" (عن المقعد الكاثوليكي في قضاء جزّين) المهندس عجاج جرجي حداد، فإنّه يترقّب صيغة التحالفات التي ستنجزها "القوّات" على صعيد لبنان، وإذا ما كانت ستنسحب على هذه الدائرة؟!

النائب بهية الحريري ملتقية إيلي رزق بحضور د. ناصر حمود

المصدر :اللواء