الثلاثاء 24 نيسان 2018 19:27 م

"لقاء الثلاثاء": على القوى السياسية لجم ماكيناتها الإعلامية


توجّهت السيّدة ليلى بقسماطي الرافعي إلى القوى السياسية مطالبةً بـ"ضرورة لجم ماكيناتها الإعلامية ومنعها من الدس الرخيص والمبتذل، الذي يقوم على تشويه الحقائق والنيل من الشخصيات والمقامات والحفاظ على قيم المجتمع".

 

 كما طالبت بـ"ضرورة الإحتكام إلى الإعلام المتنوّر والشريف والنبيل، الذي يهدف إلى التنوير العام وشرح الحقائق وتطوير الرأي العام"، داعيةً إلى "وضع ميثاق شرف إعلامي يُحتكم إليه على أساس أخلاقيات المهنة، خصوصاً بعد خروج وسائل ومواقع الإعلام الإلكترونية والإجتماعية عن السيطرة، واعتمادها مبدأ التهويل والتشويش وإثارة النعرات المذهبية والطائفية".

 

جاء ذلك خلال "لقاء الثلاثاء" الذي ترعاه السيّدة ليلى في دارة الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي بحضور شخصيات سياسية وفعاليات عدّة، من أساتذة جامعات وأعضاء بلدية ونقباء سابقين وناشطين من المجتمع المدني ووفود شعبية".

 

وقد أثنى الحضور على دور هذه الدارة في تفعيل الحياة الفكرية بما تمثله من إجماع على تاريخها النضالي الوطني، والذي هو أساس تبلور أيّ فكر نضالي مواكب للحركة التاريخية. وقال الإستاذ رفيق أبي يونس: "في لحظة تكرار السؤال وحيث يدور الحوار ساعياً إلى أجوبة حول الأزمتين الوطنية والقومية، تبقى هذه الدار وكما أرادها الدكتور الراحل عبدالمجيد الرافعي، المكان الذي تأتيه النخب وتصطفيه رموز الحركة الشعبية للتعبير عن همومهم. وأضاف: "مدينة طرابلس كانت وستبقى قبل سواها من المدن اللبنانية ومن سائر دول شرق المتوسط، سبّاقة في احتضان الحركات والدعوات التاريخية، ونحن نطمع وعلى عادة هذه الدار، أن يوصل حوار "لقاء الثلثاء" إلى خارطة على طريق نهوض النضالين الوطني والقومي، وعلينا أن لا نيأس من معاودة الأسئلة وتوسيع الأجوبة".

 

وشدّدت السيدة الرافعي على "أهمية توعية جيل الشباب على قضاياهم الوطنية والقومية، وزرع روح التجدّد فيهم من غير تخليهم عن ماضيهم وثقافتهم وانتمائهم العربي"، مضيفةً: "إنّنا نعاني من أزمة أخلاق تغلغلت في صفوف أنظمتنا وشعبنا العربي.. نحن في طرابلس ومن هذه الدار العريقة بنضالها وعروبتها، دارة المناضل الراحل الدكتور عبدالمجيد الرافعي، ومع أنّنا أكثر مَنْ عانى من ممارسات واضطهادات وهجمات النظام السوري، ولكنّنا لن نقبل كعرب أن تُضرب سوريا بشعبها ومدنها وتاريخها. قالها الشهيد صدام حسين ما حصل في العراق سيطال كلّ بلد عربي وحتى الخليج العربي".

 

ومن جهته، أكّد الشريف "ضرورة الإبتعاد عن جلد الذات والندب، وكذلك الإبتعاد عن السلبية لأنّ مردودها لن يكون إلّا سلبياً على أصحابها".

 

وتابع إنّ "طرابلس تتمتع بكلّ البنى التحتية والقدرات والإمكانيات، وتاريخها خير دليل على ذلك، وبإمكانها الإكتفاء الذاتي مع محيطها، وقادرة على أن تلعب دوراً كبيراً إذا ما استطعنا تنظيف هذه الجوهرة من غبارها. نعم يوجد في طرابلس الفقر والتسرب المدرسي وشح سوق العمل، كلّ ذلك صحيح لكن علينا أن نطالب بحقوق المدينة بكرامة وعزّة لا بتسوّل، فحين يتحوّل الميسور إلى طالب مساعدة، طرابلس ليست بخير.. وحين يفقد المرء كرامته يفقد كلّ شيء".

 

وسأل الشريف: "كيف سننهض بالمدينة"؟ وقال إنّ "العزة والكرامة تجعل المرء أكثر تماسكاً وأكثر صموداً وأكثر مطالبةً بحقه وأقوى. إنّ طرابلس يجب أن تتحول إلى مدينة أكثر إيجابية في المطالبة بحقّها عند الدولة".

 

وأضاف إنّ "كلّ اللوائح الإنتخابية في طرابلس محترمة، ولكن اعتبر أنّه بعد رحيل كبار طرابلس، كصاحب الدار الدكتور عبدالمجيد الرافعي ودولة الرئيس عمر كرامي، هناك عامود ارتكاز أساسي اسمه نجيب ميقاتي يمتلك القدرة على محاولة استعادة قرار المدينة واستنهاضها".

 

وختم الشريف: "اليوم لدينا فرصة لإستعادة الروح الإيجابية في طرابلس، فالسلبية تؤدّي إلى إحباط، ونحن وأهلنا في طرابلس نمتلك كلّ المقومات لاستنهاض المدينة، والقضية تبدأ من قناعة أنّنا قادرون وفاعلون وإيجابيون".

 

المصدر :جنوبيات