الجمعة 27 نيسان 2018 21:09 م

الحريري: علينا أن نتحاور مع شركائنا... حتى وإن كنا غير قادرين على سماع كلامهم


* جنوبيات

 

لبى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم، دعوة إلى مأدبة غداء أقامها على شرفه طلال المصطفى في الميناء، حضرتها شخصيات وفاعليات من المنطقة.

بعد كلمة ترحيبية من صاحب الدعوة، ألقى الرئيس الحريري كلمة قال فيها: "شكرا للميناء ولأهل المينا على هذا الاستقبال الجميل، في هذه المنطقة الجميلة من لبنان. الميناء جميلة بأهلها، بشبابها وشاباتها، بواجهتها البحرية، وجميلة بهويتها الوطنية، القائمة على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. هذه المنطقة الجميلة، الوفية، اسمها الميناء، لأنها البوابة البحرية لطرابلس. وأي مشروع للنهوض في طرابلس بوابته الميناء. لذلك، فإن أساس النهوض بالمنطقة وبكل الشمال هو مشاريع تعني الميناء مباشرة. المرفأ، تم إنجاز مرحلة متقدمة جدا من توسعته. المنطقة الاقتصادية الخاصة تم تلزيم تنفيذ البنى التحتية فيها. والسكة الحديد تمر بالميناء وتربط طرابلس وكل الشمال بأسواق إعادة الإعمار بسوريا وبالعراق".

أضاف: "للميناء مشاريعها الخاصة: واجهتها البحرية، والمدرسة الفندقية التي أنجزها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومنعت من يومها من العمل. نحن جئنا لنعيد إحياء الميناء، لأن إعادة إحيائها تفيدها وتفيد كل طرابلس. ومعظم المشاريع، عملنا ووفقنا الله، وتمكننا من أن نؤمن التمويل لها. المشاريع التي لم يتم إيجاد التمويل لها، نعمل لنؤمن لها التمويل اللازم بإذن الله. هذا بالنسبة للمشاريع المنتجة، والتي ستخلق فرص عمل للشباب والشابات، بالميناء وبكل طرابلس".

وتابع: "أما بالنسبة للمشاكل المزمنة، فأريد أن أتحدث قليلا عن مكب طرابلس، أو جبل النفايات، الذي يقع على مسافة قريبة من هذا المكان. هذه مشكلة يجب أن تنتهي. وقد اتخذنا قرارا في مجلس الوزراء قبل شهرين بإقفال المكب ومعالجته، أي أن نزيل كل جبل النفايات. لكني لا أستطيع إلا أن أرد على الحملات الجائرة المنطلقة من مكان قريب من هنا، والتي تحملنا مسؤولية هذه المشكلة، لأهداف انتخابية".

وأردف: "للمعلومة، فإنه في أول حكومة شكلتها سنة الـ2009، والبعض يريد أن ينسى، أول بند أولوية كان إجراء مراجعة لمشكلة النفايات في كل لبنان. والدراسة بينت أن المطامر الصحية، أي المكبات، مرفوضة من كل المناطق المقترح إقامتها فيها. فوضعنا خطة وطنية لمعالجة النفايات في كل لبنان، عبر إنشاء محارق بكل المناطق، تحرق النفايات بطريقة علمية وصحية وبيئية، بنفس المواصفات الموجودة في أكثر الدول المتقدمة بالعالم. أقررنا الخطة في العام 2010، وبعد أشهر قليلة صار الانقلاب الذي قام به تحالف لن أسميه، ولمعلوماتكم، يومها كان النمو في البلد 10%. هذا التحالف نفسه عين رئيس حكومة جديدا، ووضع هذه الخطة في الأدراج، فلماذا فعلتم هذا؟ نحن وضعنا لكم الخطة وأعطيناكم إياها. طيرتم الحكومة حسنا، ولكن استعملوا الخطة وأقفلوا المكب. رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر أرسل 4 كتب للأمانة العامة لمجلس الوزراء لكي ينبه من خطورة الوضع لكنها لم تعرض في مجلس الوزراء".

وقال الرئيس الحريري: "في كل الأحوال، في هذه الحكومة نحن أخذنا قرارا بأن نقفل المكب وننتهي منه، وإن شاء الله سيزول هذا الجبل الذي يعاني منه الجميع. أنتم ترون إنجازاتنا، وترون أن سياستنا واحدة منذ العام 1992، حين بدأ رفيق الحريري العمل السياسي، وهي سياسة مبنية على الصدق مع الناس والخطاب الصريح والعمل من أجل الناس، لأننا نعتبر أنفسنا للناس ولا نستعملهم بل نحميهم، ونحن نخدم الناس، وأنا سعد رفيق الحريري سأبقى أخدم أهل طرابلس حتى أموت، سنبقى معا بإذن الله".

أضاف: "في 6 أيار، طرابلس ستنزل إلى صناديق الاقتراع لتصوت، وأنا أقول لكم: أنتم تعرفون سياستنا، نحن لدينا مشروع إنماء ومشروع اعتدال. وفي حين كان البعض يجر الناس إلى الخطاب العالي النبرة، كنا نحن ندعو إلى التهدئة والحوار لأن هذا البلد قائم على الشراكة، وعلينا أن نتحاور مع شركائنا في البلد، حتى وإن كنا في بعض الأحيان غير قادرين حتى أن نسمع كلام هؤلاء الشركاء. لكن قوة رفيق الحريري فعليا كانت أنه كان يتحاور مع الجميع. اليوم الوضع ليس أصعب مما كان عليه أيام رفيق الحريري. حين أتى إلى السياسة كان وحده ومعه فقط فؤاد السنيورة وبهيج طبارة، وكان هناك نظام وصاية يضع دائما العصي بالدواليب. قد تكون هناك عصي اليوم توضع في الدواليب لكننا نعمل وننجز. ذهبنا إلى مؤتمرات وحمينا لبنان من كل الحرائق المحيطة. إن لم نر أن البلد مستهدف نكون كفيفين ولا نريد أن نرى. أنا لن أبيعكم كلاما في الهواء".

وتابع: "أنتم تعلمون أننا كتيار مستقبل وأنا كسعد الحريري، كنا الوحيدين الذين قمنا بمبادرات في هذا البلد، ولولا هذه المبادرات لما كانت هناك تسوية ولما كان البلد مرتاحا أمنيا وسياسيا. من يتهمنا أننا ندور الزوايا مع الأفرقاء السياسيين، فإننا نقول له: نحن واضحون. نحن نضع المواطن اللبناني، المواطن في طرابلس أو الميناء أو الشمال في أول أولوياتنا، ولا نضع المكاسب الشخصية نصب أعيننا. وكما حمى رفيق الحريري هذا البلد وأخذ الأمور بصدره، كنت أنا آخذ الأمور بصدري وعلى استعداد لأن أتحمل أي شيء حتى لا يصل الأذى إليكم أنتم. نحن ذهبنا إلى مؤتمرات دولية وأتينا بالدعم للبنان. ومؤتمر "سيدر" سيجلب 90 ألف فرصة عمل في السنة، فقولوا لنا من غيرنا قادر على فعل ذلك؟ على كل حال، 6 أيار آت ، والله كبير، واللائحة "زي ما هي إن شاء الله".

وعلى طول الطريق من الميناء إلى البداوي، استوقفت الرئيس الحريري حشود شعبية ونحرت له الخراف وأطلقت الأسهم النارية احتفاء وأطلقت هدافات التأييد والترحيب.

ثم زار الرئيس الحريري منطقة البداوي حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد، تحدث في مستهله رئيس بلدية المنطقة حسن غمراوي، مؤكدا أن الرئيس الحريري "مطلب وطني".

بدوره، قال الرئيس الحريري: "ساحة البركة ومرفأ البداوي يجمعاننا تحت شهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله". هذه المدينة، مدينة الرباط والأوفياء، فشكرا لكل أهل البداوي والحارة ووادي النخلة. أنا أشكر هذه المحبة وذاك الوفاء الذي نبحث عنه لنجده بين أهلنا في البداوي. الوفاء في السياسة، ترون حاله. لكني أعلم أنكم أوفياء ومحبون، كما سأكون دائما وفيا للبداوي وكل طرابلس إن شاء الله. هذه المدينة تستحق الكثير، تستحق أن نعمل أجلها ونقيم المشاريع فيها لهؤلاء الأناس الطيبين الذين عانوا خلال السنوات الماضية".

أضاف: "ما أعدكم به هو أنني أنا، سعد رفيق الحريري، سأبقى معكم وإلى جانبكم، لأن واجبي أن أكون معكم، وواجبي كسعد الحريري وكرئيس حكومة أن أخدمكم لأنكم أنتم أهل الوفاء والمحبة. ففي 14 شباط 2005، حين استشهد الرئيس رفيق الحريري، نزلتم جميعا إلى ساحة الشهداء وبقيتم حتى طردتم الوصاية السورية من البلد. من هنا سنكمل هذا المشوار من أجل كل لبنان والأوفياء والشرفاء في هذا البلد".

وتابع: "هذه المسيرة، مسيرة رفيق الحريري، سنكملها إن شاء الله، لأن الأوطان تبنى عليها. والأيام تظهر للجميع من هو الوفي ومن هو غير الوفي، ومن هو الصادق ومن هو غير الصادق، وفهمكم كاف".

وختم: "السياسة التي أتبعها أنا مبنية على الصدق مع الناس، وعلى الاعتدال، والصدق هو الأساس في حياتي وحياة الشهيد رفيق الحريري. من هنا سنكمل هذا المشوار معكم بإذن الله، وفي السادس من أيار سنريهم صدقا ما هي طرابلس وما هو البداوي ولمن ستتجه الأصوات. إن شاء الله في 6 أيار سنذهب جميعا إلى صناديق الاقتراع ونضع اللائحة "زي ما هي". 

المصدر : جنوبيات