الأربعاء 16 أيار 2018 19:05 م

السفير السوري: ليس لدينا اعداء في لبنان وسعيدون بنتائج الانتخابات


* جنوبيات

 
 
 
  
 
 عبّر السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي عن سعادته بنتائج الانتخابات النيابية. بالنسبة إليه، بحسب صحيفة "الاخبار" لا يمكن للحكومة المقبلة أن تتعامل مع سوريا بالسياسة ذاتها التي تعاملت معها الحكومة الحالية. أمّا ملفّ النازحين، فحلّه الوحيد التنسيق الرسمي بين البلدين.
وفي السياق لا يخفي عبد الكريم علي، ارتياحه للتطوّرات الأخيرة في سوريا ولبنان معاً، وقال: "سوريا تستعيد عافيتها كلّ يوم، بفضل تضحيات الجيش والشهداء والشعب السوري وقيادة الرئيس بشّار الأسد، وطبعاً الحلفاء المخلصين حزب الله وإيران وروسيا".
وتابع: "نحن سعيدون بنتائج الانتخابات النيابية"، مضيفاً: "القانون الجديد، على علّاته، صحّح جزءاً من التمثيل اللبناني الحقيقي". 
بالنسبة لعلي، سوريا تفضّل لو كان القانون "تبرّأ أكثر من الطائفية"، لكنّه "خطوة أولى جيّدة".
وعن رايه بنتائج حلفاء سوريا قال علي: "هذه نتيجة طبيعية لصحّة التمثيل، القانون الأكثري وموجة التحريض ضد سوريا وحلفائها زوّرت موازين القوى اللبنانية في السنوات الماضية".
واضاف: "ليس لدينا أعداء في لبنان، حتى أولئك الذين آذوا سوريا، وهم آذوا لبنان قبل سوريا، نتمنّى أن تراجع بعض القوى مواقفها وتفكّر في مصلحة البلدين والشعبين أو الشعب الواحد الذي تربطه أصول وجذور وتقاليد واحدة وتاريخ ومستقبل مشترك".
وفي رده على سؤال "هل صحيح أنكم تدخلتم بالانتخابات النيابية؟": "نحن أقلّ طرف تدخّل في الانتخابات النيابية، وهذا ليس ناتجاً من قرار سياسي، إنّما بسبب وجود أُسر لبنانية وسورية واحدة ولبنانيون يقيمون في سوريا. لكن سفراء آخرون من العرب وغيرهم، قاموا بجولات انتخابية وركّبوا لوائح ومارسوا الضغوط على الناخبين في دولهم بشتى الأساليب. أنا لم أقم بأي زيارة أو جولة".
اللبنانيون المغتربون سجّلوا أسماءهم في الكثير من دول العالم للاقتراع، لماذا لم يحصل الأمر ذاته مع اللبنانيين في سوريا؟ قال السفير السوري: "هذا الأمر يُسأل عنه اللبنانيون، كان من الأفضل أن يحصل هذا الإجراء في سوريا، وكان من الممكن أن يتم إعداد مراكز اقتراع داخل السفارة اللبنانية في سوريا أو على الحدود، لكن عبّرنا عن استغرابنا لماذا تمّ تجاهل اللبنانيين في سوريا".
ووفي رده على سؤال "كيف تصفون العلاقات الرسمية اللبنانية ـ السورية؟"، قال  السفير السوري: "العلاقات الرسمية منقوصة وفيها تجاهل للاتفاقات الموقّعة بين البلدين. في العام 2009، جرت مراجعة الاتفاقات اللبنانية- السورية وتبيّن أنها تنصف لبنان على حساب سوريا، ومع ذلك سوريا بقيت متمسّكة بها".
واضاف: "لولا التعاون العسكري اللبناني- السوري والتعاون مع المقاومة لما تمّ تطهير الحدود اللبنانية ـ السورية ولما تحصّن الأمن اللبناني، مع أن جزءاً من القوى السياسية كان يتآمر على الأمن السوري عبر دعم الإرهابيين وحمايتهم".
ولفت علي الى ان "البعض يحاول، لا ننسى أن هناك اختراقات في سوريا وفي لبنان من الفاسدين، لكنّ الدولة واعية ومتنبّهة لهذه المحاولات، ولن تسمح للذين يكنّون العداء لسوريا بالفوز بعقود".
يؤكّد السّفير السوري، رداً على سؤال، أن سوريا "جاهزة منذ الآن لتزويد لبنان بـ 350 ميغاوات من الكهرباء، وبإمكاننا رفع مستوى التغذية تدريجاً، وصولاً إلى ما بين 850 إلى ألف ميغاوات، لكنّ هذا الأمر يحتاج إلى بعض التحسينات على الشبكة اللبنانية التي تستقبل الكهرباء وبدرجة أقل على الشبكة السورية. الأمر متوقّف الآن على القرار اللبناني"
ماذا إذا اعتمدت الحكومة اللبنانية المقبلة سياسات الحكومة الحالية نفسها إزاء ملف النازحين؟ قال علي: "إننا نعوّل على موقفي رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه برّي"، واصفاً موقف الأخير من قضية النازحين بأنه "صائب ودقيق".
وكرّر علي موقف سوريا من حلّ أزمة النازحين السوريين في لبنان: لا بدّ من التنسيق الرسمي بين البلدين، نقدّر جهود اللواء عبّاس إبراهيم وما يقوم به، وهو يساهم في حلّ المشكلة، لكنّ هذا الجهد يجب أن يكون على مستوى رسمي أكبر.
وعن الخطوات المطلوبة لحلّ هذه الأزمة قال السفير السوري: "إن هناك ماكينة إعلامية تعمل على تحريض السوريين لإبقائهم في لبنان من خلال تخويفهم من الدولة السورية. وهذا التحريض على سوريا مستمرّ منذ عام 2005. سوريا قالت إنه كانت هناك أخطاء أثناء وجود الجيش السوري في لبنان، لكن هؤلاء المحرّضين يستمرون ببث موجات العداء بين النازحين وبين اللبنانيين. المطلوب التوقّف عن تحريض السوريين على دولتهم، والعمل بين الدولتين بشكل رسمي على ترتيب العودة لأن مساحات واسعة من سوريا باتت آمنة وتحت سيطرة الدولة السورية. حتى المسلحين تقوم الدولة بإجراء مصالحات مع من يعود منهم إلى حضن الدولة ولم تتلطّخ أيديهم بالدماء، لماذا سيكون لدى الدولة مشكلة مع النازحين إذا عادوا من لبنان؟".
ولكن البعض يعوّل على الأمم المتحدة لحل الأزمة؟ يرد السفير السوري: "هذا كلام غير منطقي ولا يحلّ الأزمة، هؤلاء الذين يتذرعون بالأمم المتحدة لا يريدون للنازحين العودة، بل ينفّذون قرارات الدول المعادية لسوريا والتي تمنعهم من التعاون مع الحكومة السورية الشرعية. نحن نقول إن الحل الوحيد هو التنسيق العالي بين الدولتين من دون أي وساطة من أحد، لأن أحداً لا يريد للنازحين العودة، بل إبقائهم ورقة ضغط في لبنان."
 
 

المصدر : جنوبيات