السبت 9 حزيران 2018 14:28 م

الراعي: ما يؤلم الشعب هو تصرف المسؤولين بالدولة على انها ملك لهم


* جنوبيات

 

اشار ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ في عظة القاها في ختام رياضة المطارنة في ​بكركي​ الى اننا "سنعود إلى أبرشيّاتنا حاملين الحقيقة المثلّثة، حقيقة الله والإنسان والتّاريخ، لنشهد لها، وننقلها إلى شعبنا، وقد اتمننا الرّب"، معتبرا أنه "من المؤسف جدًا أنّ كلّ أنواع الكذب والخداع والرفض للحقيقة وطمسها، أصبحت مباحة، وشكّلت الأساس لما نشهد من ظلم واستبداد واستكبار"، مؤكدا أن "مّا يؤلم شعبنا بالأكثر تصرّف المسؤولين في الدّولة وكأنّها ملكٌ لهم بأرضها ومالها ومؤسّساتها وجنسيّتها، فيما هم بالحقيقة موكّلون عليها من الشّعب الّذي هو مصدر السّلطات، كما تنصّ مقدّمة الدّستور (الفقرة د). فيحقّ للمواطنين، والحالة هذه، أن يقلقوا، ليس فقط على مصيرهم ومصير عائلاتهم وأولادهم، بل وبخاصّة على مصير وطنهم، إذ يرون هذا العبث بالشّأن العام، والسّعي إلى المصالح الفرديّة والفئويّة، وإغماض العين عمّا يتهدّد البلاد من أخطار".

ورأى إنّ "أوّل واجب تقتضيه محبّتنا الرّاعويّة إنّما هو إعلان ​الإنجيل​ لأبناء كنيستنا، حيثما وُجدوا وتحت أي سماء، بروح رساليّة نربّي عليها كهنتنا ونوجّهه إلى الخدمة في الرّسالات وابرشيّات الانتشار ونحسّس وشعبنا على دعمها"، لافتا الى أننا "مسؤولين عن إيصال كلمة الحياة إليهم، وخلاصُنا منوط بهذا الواجب".

واضاف: "سنعود إلى أبرشيّاتنا لنعطي الهيكليّات والمؤسّسات روحًا، من خلال تغيير قلوب العاملين فيها، بالرّوح الّتي كسبناها في هذه الرّياضة الرّوحيّة، وببثّ الحسّ الرّسولي فيهم، وروحانيّة الرّسالة في رعايانا فلا تكون أبرشيّاتنا ومؤسّساتنا لذاتها بل لشعبنا، وتكون في حالة خروج دائم من ذاتها إليه، ف​المسيح​ نفسه كان شخصًا لغيره"، مؤكدا أن "أوّل من ينتظرنا كهنتنا، معاونونا الأوّلون، الّذين نسهر على تعزيز روحانيّتهم وتثقيفهم، هم وطلاّب الكهنوت، كهنة الغد، موقنين أنّ عمليّة الإصلاح في كنيستنا مرتبطة بإصلاحهم الرّوحي بقوّة الصّلاة والاتّحاد بالله، وبقداسة حياتهم وحياتنا وبحرارة الرّوح وهذا ما ينتظره منّا المجمع البطريركي الماروني الّذي عقدناه ما بين 2003 و 2006، لكي يجد تطبيقه الكامل والفاعل والمثمر".

المصدر : جنوبيات