الثلاثاء 11 كانون الأول 2018 22:17 م

محمــد ثــروت.. حــوار الأديــان لتــرويـــض العــولمــة المتــوحشــة


* القاهرة - ريم المحب

حــوار الأديــان هــو مصطلــح يُشيــر إلــى التفــاعــل البنــاء والإيجــابــي بيــن مختلــف الديـانــات والمعتقــدات الـروحيــة والإنســانيــة، ويتّــم مــن خــلال هــذا الحـوار تعــزيــز التفــاهــم بيــن الأديــان والمعتقــدات المختلفــة للعمــل علــى قبــول الآخـر بشكــل فعلـي. وللــوقــوف علــى هــذا المــوضــوع كــان لــي لقــاء مــع الكــاتــب والبــاحــث فــي حـوار الأديــان الأستــاذ محمــد ثــروت والــذي هــو أيضــاً مــديــر عــام أكــاديميــة اليــوم الســابــع فــي مصــر. وفــي إجــابــة عــن ســؤال حــول مــا إذا أصبــح مفهــوم حــوار الأديــان مستهلكــاً عــالميــاً إعتبــر الأستــاذ ثــروت: " أنّ هــذا المفهــوم أصبــح ضــرورة وحــاجـة ملحّــة مــن أجــل التعــايــش السلمــي"، وهــو يقــوم بعمــل أبحــاث ودراســات عــن دولــة مــاليــزيــاً بــإعتبــارهــا نمــوذجــاً هــامــاً فــي حــوار الأديــان حيــث أنّ المفكــريــن فيهــا قــد أنشــؤوا حــركــة إصــلاحيــة للحــوارييــن مستمــدّة مــن الــديــن الإســلامــي تقــوم علــى التعــدّديــة وعــدم الإكــراه فــي الــديــن، وهــو يقــوم بــدراســاتــه وأبحــاثــه مستــدّلاً بــأفكــار ودراســات عــدد مــن المفــكريــن والكتّــاب مثــل إسمــاعيــل الفــاروقــي، وتنكــو عبــد الــرحمــن أول رئيــس وزراء مــاليــزيــا والــذي كــان يــدعــو إلــى التعــايــش والــوحــدة بيــن المجمـوعــات العــرقيــة المختلفــة، ومهــاتيــر محمــد رابــع رئيــس  حكــومــة لمــاليــزيــا والــذي عــاشــت مــاليــزيــا فــي عهــده تجــربــة أصبحــت مثــالاً يُحتــذى بــه فــي الســلام والتعــاون والألفــة بعــد إزالــة الفــروقــات بيــن أبنــاء شعبهــا عــرقيــاً ودينيــاً لإنهــاء صــراعــات عــرقيــة ودينيــة طــويلــة وتحقّقــت المســاواة بيــن كــافــة الأطــراف ومختلــف الأديــان والعــرقيــات بــدءاً مــن الأقليــات، وقــد تــمّ تــوزيــع الثــروات والمنــاصــب فيمــا بينهــم بــالتســاوي. وقــد إعتبــر الــرئيــس مهــاتيــر محمــد أنّ القــرآن الكــريــم هــو أســاس الإنطــلاق إلــى تــوحيــد الطبقــات المختلفــة الأديــان، المــذاهــب، الطــوائــف، والعــرقيــات وذلــك مــن خــلال ســورة الكــافــرون بقــولــه تعــالــى: (لكــم دينكــم ولــي دينِ)، أي أنّــه لا يــوجــد إرغــام علــى الــديــن. 
وفــي ســؤال آخــر عمــا اذا كــان حــوار الأديــان يُســاهــم فــي تخفيــف التــوتــر بيــن أتبــاع الــديــانــات المختلفـــة، أجــاب الأستــاذ ثــروت: " أن هــذا الحــوار أصبــح هــامــاً جــداً خــاصــةً بعــد أحــداث الحــادي عشــر مــن سبتمبــر/ أيلــول ومــا نتـــج عنهــا مــن تــوتّــر بيــن الغــرب والشــرق فهــو أصبــح الــوسيلـــة الــوحيــدة لتــرويــض العــولمــة المتــوحشــة"، وهــو يــرى أنّــه السبيــل لتحقيــق االســلام المنشــود وهــو فــي مضمــونــه زواج بيــن العقــل والتســامــح وإنفتــاح أفــق التفــاهــم البشــري تجسيــداً لقــولــه تعــالــى: "يــا أيهــا النــاس إنــا خلقنــاكــم مــن ذكــر وأنثــى وجعلنــاكــم شعــوبــاً وقبــائــل لتعــارفــوا ...صدق الله العظيم). ويُضيــف الأستــاذ ثــروت: "أن حــوار الأديــان أصبــح شكليــاً وأنّ الحــلّ لــذلــك يكــون بعــدم التــدخّــل فــي العقيــدة وإجــراء حــوار مبنــي علــى النــدّيــة والتــوافــق والإحتــرام بيــن العقــائــد وليــس الإختــلاف معهــا"، كمــا إعتبــر أنّ البــابــا فــرنسيــس هــو نمــوذج جيّــد لحــوار الأديــان حيــث أنّ فكــره قــائــم علــى إحتــرام الســلام ومــؤيّــد بشــدّة للحــوار مــع الطــوائــف المسيحيــة المُختلفــة والأديــان الأخــرى، حيــث أنّ البــابــا يكثّــف جهــوده الهــادفــة إلــى تعــزيــز العــلاقــات مــع الإســلام المُعتــدل ومــع مختلــف المعتقــدات والأديــان، وقــد زار لهــذه الغــايــة دول إســلاميــة عــدة مــن بينهــا مصــر التــي ألقــى كلمــة فــي جــامــع الأزهــر تُعتبــر تــاريخيــة.

المصدر : جنوبيات