الاثنين 20 حزيران 2016 12:11 م

تعثر ولادة بلدية حاروف وسط رفض الأهالي حالها


* رنا جوني

تتعثر خطى تشكيل بلدية حاروف، اذ لم تفلح كل " الوساطات" المبذولة حتى الساعة،  لانتخاب رئيس ونائبه من الاعضاء الذين انتخبتهم البلدة، قد يرتبط السبب بأن نتائج " الانتخابات" اتت على عكس" توقعات" المتحالفين، فسقطت الرهانات على " نجاح" مجلس بلدي بالتوافق.
وكانت النتائج قد سجلت  " 7 حزب الله"،  " 5 حركة امل " و " ثلاث مستقلين من خارج اللائحة" نتيجة كان من شأنها ان تقلب المعادلة وللعرف المتبع، بعد اعطاء ما اعتبره الاهالي " فيزا" للحزب  ان يكون الاكثرية في بلدية " محسوبة" على "الحركة" برئيسها مع 7 اعضاء، فيما حصة الحزب من " خلطة التوافق" 7 من ضمنهم  نائب الرئيس.
حل البلدية  
كانت النتيجة ان " جُمدت" البلدية ريثما يُصار الى حلحلة العقدة التي تشير المعطيات انها لن " تُحل الا بفرط البلدية واعادة انتخابها من جديد على صيغة التوافق".

لم يبق سوى ثلاثة ايام ليدعو محافظ النبطية قانونيا لانتخاب بلدية حاروف،  ولكن تلك الدعوة قد تتوقف  طالما ان  " طبخة" تسوية الحل    لم " تنضج" بعد.
 فالمفاوضات القائمة داخل فرقاء البلدة تصطدم بموقف العائلات.، التي تشير مصادرها " انها ترفض مصادرة رأيها وصوتها الذي انتج مجلس بلدي يرضي طموحاتها". وتعتبر ان "حل البلدية، الغاء رأيها".
الى ذلك يلوح الاهالي بالتصعيد والتظاهر اذا قرر قطبا الجنوب حل البلدية والاتيان باخرى ان عبر التزكية او الانتخابات، لان هذا الاجراء يعني بنظر العائلات الغاء رأيهم، بل مصادرته ليحل محله التعيين الانتخابي الذي يرضي غرور بعض الاطراف".
خرق التحالف
تعتبر حاروف واحدة من القرى التي " خرقت" التحالف، فالتشطيب الذي ساد ابان معركة الاقتراع، والاسماء التي طُرحت على لائحة التوافق سيما من قبل "حركة امل" أسهمت في تلك النتيجة.
فبحسب المصادر " فإن الأسماء التي طرحتها "الحركة"  لتمثيل عائلات حاروف كانت غير مرضية بالنسبة للأهالي، يضاف انها استبعدت عائلات عن التمثيل البلدي، وطرحت اشخاص لا ثقل لهم على الساحة الحاروفية ولا شعبية"، ذلك الامر اثار حفيظة الاهالي ما دفع كثيرين الى التمسك بخيار  التشطيب، وبالتالي خرق الاسماء التي ترشحت مستقلة، فكان ان خسرت "الحركة" ثلاثة اعضاء من حصتها في بلدية الرئاسة لها وتصر على استقالة البلدية واعادة الانتخاب".
استقالة البلدية
يبدو ان الامور في حاروف تتعقد، وسط مطالبة "حركة امل"باستقالة البلدية، وتريث" حزب الله" في الامر. اذ "يبدو الاخير ينظر بعين الحذر الى العائلات. ولا يريد ان يحدث شرخا في الامر، فهو يقف على رأيهم".
 وتشير المصادر " ان حزب الله طلب من ثلاث اعضاء تحضير استقالاتهم، بانتظار تسوية الساعات الاخيرة، اذ تتمسك. الحركة بموقفها الرئاسة و7 اعضاء وفق التفاهم، وهذا تعتبره مصادر مواكبة " اسقاط روحية العائلات من الانتخابات، فالعائلات قالت كلمتها، وهي اختارت لما لا يؤخذ به على انه واقع، فهناك حقيقة قائمة بات على الساحة ثلاث اراء احزاب وعائلات وهذا شكل العقدة".
   لم يتم التوصل حتى  الساعة الى بلورة الصورة النهائية للمسألة الانتخابية " المتشنجة". 
وبحسب المعطيات هناك ثلاث سيناريوهات مطروحة لحل الاشكالية "الحركية" " السيناريو الاول يقضي باستقالة ثلاثة اعضاء من حزب الله وتعيين ثلاث حركيين من بينهم الرئيس، الثاني المداورة في الرئاسة كحل وسطي لتجنب غضب العائلات التي تعيش حالة استياء كبرى، والثالث يقضي باستقالة جماعية للبلدية واعادة انتخابها من جديدة على قاعدة التحالف".

مصادر في حركة امل اكدت في اتصال مع " البلد" أن "حل عقدة حاروف يتمثل باستقالة نصف اعضاء المجلس زائد واحد  واعادة انتخابها من جديد، فحزب الله اخل بالتوافق، وهذا يُعد خرقا، وهو مُلزم بالتوافق، فالمستقلين محسوبين على حزب الله" لافتا الى أن "الامور تتجه نحو تلك الصيغة برضا الطرفين" ويشدد المصدر الحركي " اننا نسعى للتزكية ولكن اذا حصلت انتخابات سيكون لائحة في وجه بعض المستقلين"،  ولا يخفي " ان بوادر الحل قريبة جدا وقد تكون قبل عيد الفطر".
الا ان مصادر مقربة من "حزب الله" اشارت الى ان "قرار حزب الله في حاروف واضح، اما ان تختار حركة امل رئيس من بين الخمسة أعضاء الذين فازوا، وتسير في البلدية، وهذا ما ترفضه الحركة التي تُصر على حصتها كاملة، ما يعني مواجه العائلات التي ترفض تهميشها، او  الامور تتجه نحو انتخابات بين لائحتين حركة امل من جهة في مواجهة العائلات" وفق المصادر " ان حزب الله سيدعم العائلات لانه لن يقف بوجه عوائل الشهداء الذين سيترشحون للانتخابات، ولن يخزل جمهوره فمتعارف عليه انه 85 بالمئة من جمهور حاروف حزب الله وكذلك عائلاتها وهذا الامر قد يحرج موقفه مع حليفته حركة امل الامر الذي يدفعه ليكون داعم للعائلات لتقرر مصير بلدتها".
ولا تخفي مصادر عائلات حاروف " ان الذي دفع الامور الى هذا الحد هو السياسة العامة السيئة للبلديات السابقة، والتي همّشت خلالها العائلات الكبرى، وهذه السياسة انتجبت نتيجة الانتخابات ولا تتردد المصادر بالقول " ان الامور كانت تتجه نحو تزكية في حاروف لو سحبت الحركة المرشح المثير للجدل، ولكن تعنتها على رايها ادى الى هذه النتيجة، واليوم تتفاقم المشكلة اكثر اذ كل العائلات تريد الرئاسة، فكيف ستُحل المعضلة واي بلدية ستتشكل؟" 

بين فرضية حصول "تزكية" والتوجه نحو صندوق الانتخاب مجددا للاحتكام للاصوات  الناخبة الحاروفية، كل المؤشرات تشير ان مفاجئات كبرى قد تحدث، اذ تؤكد المصادر استحالة حصول " تزكية" وفق رؤية ورغبة حركة امل، واذا حصلت انتخابات فنقطة ضعف الحركة انه لا تملك قوة عائلات كبيرة داخل البلدة، وكفة الترجيحات قد تذهب باتجاه لائحة العائلات، وبالتالي يكون على حاروف ان تختار مجددا من يمثلها ولكن من سيكون؟ هنا مربط الفرس التي ستحسمه مفاوضات الساعات الاخيرة.

المصدر : جنوبيات