الأربعاء 28 أيلول 2016 09:54 ص

وفاة الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز


 

توفي الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز عن 93 عاما فجر اليوم بعد اسبوعين من اصابته بجلطة دماغية، كما اعلن طبيبه الخاص.
وقال رافي والدن طبيب بيريز وصهره في نفس الوقت "نعم بالفعل" ان الرئيس السابق فارق الحياة، مشيرا الى ان الوفاة حصلت "في الساعة الثالثة فجرا" (00:00 ت غ).
ورفض والدن الادلاء بمزيد من التفاصيل، مشيرا الى ان اعلانا رسميا بهذا الشأن سيصدر عن العائلة قرابة الساعة السابعة صباحا (04,00 ت غ) في مستشفى تل هاشومير بالقرب من تل ابيب الذي ادخل اليه قبل اسبوعين.
من جهته قال مصدر قريب من العائلة مشترطا عدم نشر اسمه ان بيريز اسلم الروح محاطا بافراد عائلته.

الرئيس الأميركي باراك أوباما كان أول المعلّقين، وقال: "بيريز كان صديقا لم يكف يوما عن الايمان بالسلام" 
وكان بيريز تعرض في 13 ايلول الماضي لجلطة دماغية مصحوبة بنزيف داخلي نقل على اثرها الى قسم العناية الفائقة في مستشفى تل هاشومير، حيث اعلن الاطباء ان وضعه حرج قبل ان يستقر ليعود ويتدهور الاثنين.
واثر اصابته بالجلطة الدماغية، توالت في حينه رسائل الدعم والتعاطف من مختلف انحاء العالم من البابا فرنسيس والرئيس الاميركي باراك اوباما والزوجين بيل وهيلاري كلينتون ودونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان اوباما، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي في نيويورك، قال ان افكاره مع بيريز "الصديق العظيم، والبطل والعملاق في تاريخ اسرائيل".
واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بيريز كان يعمل "بلا كلل في السعي الى السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين"
وكان بيريز حاضرا على الساحة السياسية منذ قيام الدولة العبرية عام 1948 وهو احد مؤسسي اسرائيل ومهندسي اتفاق اوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993.
تولى رئاسة الحكومة مرتين بين 1984 و1986، ثم في 1995-1996، والرئاسة بين 2007 و2014. وشغل على مدى اكثر من خمسين عاما جميع مناصب المسؤولية تقريبا من دفاع وخارجية ومالية وسواها.
وكان بيريز في قلب المعارك الكبرى في تاريخ اسرائيل القصير وفي صلب السجالات العنيفة التي واكبت الحياة السياسية في هذا البلد، وتحول إلى شخصية توافقية، وينظر إليه الإسرائيليون على أنه احد حكماء البلاد.
وفي 1994 نال بيريز مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام عن "جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
ويرتبط اسم بيريز ببداية انشطة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وبقصف مخيم تابع للامم المتحدة في بلدة قانا في جنوب لبنان في 1996 في مجزرة راح ضحيتها اكثر من مئة مدني.
وكان بيريز يصنف من بين "صقور" حزب العمل، وقد وافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينيات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. غير انه انتقل فيما بعد الى صفوف "الحمائم" ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات في 1993 فيما كان اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية السلمية.
وكان بيريز المعروف عنه اعتناؤه الشديد بصحته ومحافظته على نشاطه رغم تقدمه في السن، قال في احدى المرات ان سر عمره المديد يكمن في ممارسة الرياضة يوميا وتناول كمية قليلة من الطعام وشرب كأسين من النبيذ يوميا.
وفي سن الـ93 كان بيريز لا يزال ينشط من خلال مركز بيريز للسلام الذي يشجع التعايش بين اليهود والعرب، في وقت باتت آفاق تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني مسدودة اكثر من اي وقت مضى.
واضطر الى وقف نشاطاته مرتين في كانون الثاني لاصابته بعارضين في القلب خلال عشرة ايام. غير انه اكد بين الفترتين اللتين قضاهما في المستشفى، عزمه على استئناف العمل.
وحين سألته مجلة "تايم" في شباط عما يفتخر به بصورة خاصة، أجاب "الامور التي سيتوجب علي القيام بها غدا. الامور التي قمنا بها تمت. وهي من الماضي. ما يهمني هو الامور التي يمكننا ويجب علينا القيام بها غدا".

المصدر :النهار