الاثنين 21 آذار 2022 14:05 م

عيد بلا أم أو أم بلا عيد!


* جنوبيات

لا شك أن كل كلمات الشعر والغزل والهدايا تعجز عن وصف شعور الحب والإمتنان والتقدير للأم في يوم ميلادها ولا شك أنها تستحق كل الإحتفالات بتضحياتها ولكن هل فكرتم بردة فعل الأبناء الذين فقدوا أمهاتهم أو الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن في ذلك اليوم عندما يرون منشورات الإحتفال في عيد الأم؟ 

حق الأبناء بالإحتفال بأمهاتهم في مثل ذلك اليوم مصان ولكن لِمَ لا ننظر من الجانب الإنساني لهذا الموضوع خصوصا للذين أصبح عيدهم بلا أم أو الذين تحولوا إلى أمهات بلا عيد؟ 

كثيرة هي النساء اللواتي كنَّ يحتفلن بهذا اليوم ويتلقين المعايدات والإحتفال والهدايا من أبنائهن ولكن ذلك اليوم قد أصبح يوم ألم لهن خصوصا بعد فقدان فلذة كبدهن فأصبح العيد بعيد كل البعد عن حياتهن وصارت الذكريات هي كل ما يملكن وتمني رؤية الأبناء بالحلم هو أقصى الأماني.

وفي الإطار عينه، يطل العيد يتيماً على الكثير من الأبناء والبنات الذين فقدوا  والدتهم وتحول يوم الزيارة الى منزلها مع إعطائها باقة من الورد وقبلة على جبينها الى زيارة الى قبرها مع ترك باقة الورود عليه وفتات من القلب المكسور وتحولت الهدية والأمنية بإعطائها المزيد من العمر الى طلب رحمة لها. الكثير منهم أصبح يبكي عند رؤية منشور لأحد المحتفلين بعيد الأم برفقة أمه، الكثير منهم حول قبلة الرأس الى قبلة على صورة صامتة لا تشكر الأبناء وتطلب من الله أن يحفظ لها أبنائها، كثيرة هي البنات اللواتي فقدن مصدر أمانهن وبيت أسرارهن وأصبحن يكرهن يوم عيد الأم لأن عيدهنَّ يتيم الأم!

قد يكون ذلك اليوم يوم بهجة وأمل للكثير من الأمهات والأبناء في مقابل تحول ذلك اليوم إلى أتعس الأيام لفئة أخرى...فتلك الفئة تستحق منا أن نعاملها برفق وألا نزود ألمها والمطلوب ليس عدم الإحتفال إنما الإحتفال بصمت فذلك لن ينسيهم ألم فقدانهم بل على الأقل "لن يزيد الملح على الجرح".

ختاماً، تحية قلبية لكل أم قد تحملت ألم الحمل والولادة والتربية وضحت من أجل أبنائها، والرحمة لكل أم قد فارقتنا وتركت خلفها جرحاً لا يندمل لأبنائها والصبر لكل أم قد فقدت أحد أبنائها أو كلهم..

المصدر :جنوبيات