الجمعة 3 شباط 2023 13:34 م

مبادرة لشراء نفاياتكم القابلة للتدوير drive thru... الآلية والأسعار


* فرح نصور

 مبادرات فرز النفايات في لبنان عديدة، لما لهذا القطاع من منفعة مادية وبيئية. ومع ظهور نماذج مختلفة من هذه المبادرات، ظهرت حديثاً فكرة جديدة للمّ النفايات القابلة للتدوير، عبر افتتاح أول متجر للنفايات القابلة للتدوير بطريقة الـdrive thru وهي نفايات تُستبدل بالنقود.

افتتح بيار بعقليني مشروعه لفرز النفايات في المدينة الصناعية في سد البوشرية في صيف عام 2019، بتكلفة بسيطة. لكن في صيف العام الماضي، دشن قسماً جديداً في مصنعه لاستقبال الزبائن تحت شعار "دوّرها لتقبض حقها"، بعد تزايد عدد المهتمّين بفرز نفاياتهم مقابل الحصول على النقود. والفكرة في ظل الأزمة إفادة الناس أيضاً وتحفيزهم على الفرز، إذ كان دافع الناشط البيئي بحسب وصفه، "التحرك للمساهمة في الحفاظ على البيئة بدلاً من الشكوى، ومشروعنا هو مشروع تجاري-بيئي ونودّ أن نستفيد ونفيد الناس والبيئة"، يقول بيار في حديثه لـ"النهار".

وسجلت حوالي 9000 عملية توصيل للنفايات من 4000 زبون واستطاع بيار تجميع 300 طن من النفايات الصلبة منهم. "فبدلاً من أن تذهب هذه الكمّية الهائلة إلى المطامر، تُحوَّل إلى موادّ أولية نزوّد بها المصانع المحلية ونصدّرها إلى الخارج"، وفق بيار.

ومع تزايد الإقبال على تبديل النفايات المفروزة بالأموال نقداً، فكّر بيار بطريقة جديدة في لبنان لتسهيل توصيل النفايات وتبديلها، على المواطنين، عبر فتح متجر يمكن قصده عبر السيارة عبر خدمة الـdrive thru في إحدى محطات المحروقات في البوشرية تحت شعار turn your trash into cash.
حالياً يعمل بيار في نطاق منطقة المتن حيث وصل عدد زبائنه إلى حوالي 10,000. ويهدف إلى التوسّع في مناطق أخرى عبر بيع امتياز (franchise) مشروعه، وبذلك، يموّل كل صاحب امتياز في منطقته هذا المشروع.
وبحسب بيار، وزارة البيئة تساعده لإصدار دفتر شروط لمشروعه المتعلّق بالـdrive thru ليصبح جاهزاً لمَن يريد شراءه في المناطق.

ويقول بيار لحثّ الناس على التخلّص من نفاياتهم في مؤسسته، إنّه "بدلاً من رمي أكياس النفايات من نافذة السيارة على الطرقات، ارمِ نفاياتك في مركز تدويرنا وحوّلها إلى أموال".

ومن مشروعه الذي يتوسّع، يوضح بيار أنّه استطاع خلق فرص عمل والمساهمة في الدورة الاقتصادية، سواء عبر إعطاء بدل النفايات للناس أو عبر بيعها للمعامل، أو عبر تصديرها إلى الخارج والحصول على الدولار الفريش مقابلها، إضافة إلى التخفيف من التلوّث والفاتورة الطبّية والتوفير على الدولة، ودعم المصانع عبر تزويدها بالمواد الأولية، وأخيراً رفع الوعي البيئي لدى الناس.
مشروع بيار تجاري بالدرجة الأولى، وهو يقولها صراحة. لكن لا شك في أنّه يسهم بطريقه أو بأخرى في خدمة البيئة. وعن آليّة تبديل النفايات بالأموال، فهي تجري كالآتي: يعطي الزبون كيسه المفروز ليوزن على الميزان، ويُعطى مقابل كل كيلو غرام بدلاً معيناً بالليرة اللبنانية. وحسب نوع النفايات التي يرميها، يختلف السعر ما بين الكرتون والإلكترونيات والزجاج والبلاستيك وغيرها من النفايات القابلة للتدوير.
ويبلغ سعر الكيلو غرام من النفايات على الشكل التالي:
 أوراق وكرتون: 1000 ليرة
 أكياس نايلون: 1500 ليرة 
 إلكترونيات: 5500 ليرة
معادن: 5000 ليرة
فلّين: 5500 ليرة
بلاستيك: 5000 ليرة
أغطية زجاجات بلاستيكية: 8000 ليرة
 بطاريات: 15 ألف ليرة
 تنك المعلبات: 27 ألف ليرة
 زيت طبخ مستعمَل: 25 ألف ليرة 

ولمَن لا يرغب في تقاضي المال مقابل نفاياته، يمكن التبرّع بهذه الأموال إلى جهات محتاجة. ويتحدّث بيار أنّ هناك فئتين من الزبائن، الزبائن البيئيين الذين يهتمّون بالفرز منذ وقت طويل. والزبائن الذين باتوا يفرزون نفاياتهم لتقاضي بدل مادي مقابلها، فهناك أشخاص يلجؤون إلى هذه الطريقة للحصول على مردود مالي هم بحاجة إليه، ولا يهتمّون بشأن البيئة، يؤكّد بيار.


مبادرة مرحَّب بها

"أي مبادرة صديقة للبيئة مرحَّب بها وإن كان الهدف منها تجارياً، فرغم أنّ جميع العاملين والمستثمرين في قطاع النفايات القابلة للتدوير يهدفون بشكل أساسي إلى التجارة والربح، فهذا القطاع يدرّ أموالاً"، هذا ما تورده الدكتورة مي مسعود، أستاذة مساعدة في قسم الصحة البيئية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت.

وفي حديثها لـ"النهار"، توضح أنّ معالجة هذا النوع من النفايات ليست صعبة، على عكس النفايات العضوية. ففي لبنان، تتشكّل النفايات العضوية بأكثر من 50 في المئة منها من النفايات الغذائية. ولكونها مربحة، هناك مبادرات فردية عديدة على مستوى الأفراد الذين نسمّيهم waste pickers ووفق عدة أنواع من لمّ هذه النفايات، سواء عبر التطبيقات أو عبر توصيل النفايات من منازل الناس إلى مراكز الفرز أو عبر طرق أخرى، وجميعها مرحّب به. 

ويُعدّ قطاع فرز النفايات في لبنان "منظَّماً إلى حدّ ما في ما بين العاملين فيه، والدولة لا تلتفت إليه ولا تستفيد منه"، وفق مسعود التي ترى أن "تأثير هذه المبادرات يكمن في التراكم". 

 

 

 

المصدر :النهار