الأحد 5 شباط 2023 10:22 ص

الجميّل يُعاير جعجع... "القوّات": كلامه منطقي


* جنوبيات

نطق رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل بما يجب أن يصدر عن رئيس أكبر تكتل مسيحي في لبنان، أي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. الجميّل، الذي يمون على 4 أصوات نيابية فقط، أعلن بوضوح مقاطعته لجلسات الإنتخاب في حال كانت ستؤدي إلى فوز مرشّح قوى الثامن من آذار.

موقف الجميّل رغم أهميته لجهة عدم جرّ لبنان نحو عهد رئاسي شبيه بعهد الرئيس السابق ميشال عون، إلاّ أنه يحمل بين سطوره عدة رسائل ومؤشرات سياسية من شأنها تأكيد الهشاشة التي تخيّم على أداء قوى المعارضة.

أولى الرصاصات السياسية التي أراد الجميّل ضربها هي بوجه جعجع، الذي يرفض تعطيل نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لأكثر من مرة أو مرتين. وتقصّد الجميّل إطلاق هذا الموقف أمام أنظار المرشّح ميشال معوض، معايرةً لجعجع الذي يتكّل عليه الرئيس نبيه برّي، في تأمين النصاب للإتيان برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بأكثرية 65 صوتاً.

أيضاً، أراد الجميّل رفع سقف المعركة السياسية الرئاسية على أبواب انعقاد اللقاء الخماسي في العاصمة الفرنسية باريس بشأن الملف اللبناني، إضافةً إلى رغبته بالتمايز عن باقي الأحزاب التي تقاسمه ثوب المعارضة وتحديداً "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الإشتراكي.

وكما اختلفت قوى المعارضة في الإتفاق على مرشّح واحد لرئاسة الجمهورية، إختلفت في ما بينها حول قضية نصاب الجلسات. البعض يريد تعطيل النصاب منعاً لوصول رئيس من محور 8 آذار والبعض الآخر يرفض تعطيل النصاب على قاعدة أن رئيس للجمهورية ومن أي محورٍ كان، هو أفضل من الفراغ في سدة الرئاسة.

وتعليقاً على موقف سامي الجميّل، تقول مصادر "القوات": "يجب أن ننطلق أولاً من نقطة أساس وهي أن حزب الله عاجز عن تأمين النصف زائد واحد أي أكثرية 65 نائباً. وذلك سببه أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يرفض وصول فرنجية. والحزب الإشتراكي أيضاً لا يمكنه التموضع إلى جانب حزب الله، وهو واضح لجهة إعلان مرشّحيه بدءاً من دعمه لمعوض وصولا لاختياره مرشحين وسطيين".

وتضيف المصادر "القواتية"، أن تكتل "الإعتدال الوطني، قد يستصعب مسايرة حزب الله بفرنجية، والدخول في مواجهة مع المملكة العربية السعودية التي لا تحبّذ وصول فرنجية، وبالتالي هناك استحالة من أن يتمكن حزب الله من جمع 65 نائباً لصالح مرشحه".

وتتابع المصادر، "أمّا إذا نجح حزب الله في تأمين 65 صوتاً، حينها يُبنى على الشيء مقتضاه. والقوات اللبنانية أطلقت منذ فترة موقفاً واضحاً، بأنه في حال تمكن حزب الله لسببٍ من الأسباب، من إيصال مرشّحه لرئاسة الجمهورية، لن نقبل بأن نبقى لولاية رئاسية إضافية في الفشل والأزمة والعزلة والإنهيار. وسنطرح بالتنسيق مع المعارضة إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية برمّتها، لأننا لن نقبل بأن نبقى تحت هيمنة الحزب ولأنه لا يمكن لفريق سياسي أن يعطّل وينتهك الدستور والسيادة، وعندما يتمكن من إيصال مرشّحه يريد أن يستخدم المؤسسات الدستورية حين يناسبه الأمر".

وتلفت مصادر "القوات" إلى أن "المعارضة تتشدد أكثر فأكثر في هذا الأمر، وما أطلقه النائب الجميّل مفهوم ومبرر وطبيعي ومنطقي".

المصدر :ليبانون ديبايت