بأقلامهم >بأقلامهم
غاب أميركا وأعياد الاحتلال!
غاب أميركا وأعياد الاحتلال! ‎الاثنين 25 12 2023 12:36 غازي العريضي
غاب أميركا وأعياد الاحتلال!

جنوبيات

الرئيس الأميركي جو بايدن يتخذ قراراً مناقضاً لتوجهات عدد من حلفائه في مجلس الأمن ويدير ظهره لنداءاتهم ونداءات غالبية أعضاء ما يسمى "المجتمع الدولي" ويعطي أمراً باستخدام حق الفيتو في التصويت على مشروع قرار يدعو الى "وقف إطلاق النار في غزة"!!

ثم يتصل برئيس حكومة الإرهاب في "اسرائيل" بنيامين نتانياهو ويقول: أجريت اتصالاً مطولاً معه ولم أطلب إليه وقف إطلاق النار!! نتانياهو يعلن: أبلغت الرئيس بايدن بأننا سنواصل القتال حتى نحقق أهدافنا بالقضاء على "حماس" وإعادة المختطفين وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لنا وأبدى تفهمه لذلك. ولا نرضخ لأي ضغوط دولية وقرار استمرار الحرب نتخذه وحدنا!

ماذا يعني ذلك ؟؟ يعني بكل بساطة ان الإدارة الأميركية مؤمنة بضرورة استمرار إطلاق النار في غزة بكل الأسلحة التي قدمتها الى "اسرائيل" ( 230 طائرة شحن و 300 سفينة نقل أميركية وصلت الى اسرائيل حتى الآن حاملة أسلحة وذخائر منذ بداية العدوان على غزة). إطلاق النار على من ؟؟

- على سيدة رميت في الأيام الأخيرة من الطابق الخامس ثم مارسوا إعدامها بالرصاص على الأرض.

- على المدنيين العزل والنساء والأطفال وإبقاء جثثهم تحت الأنقاض.

- على المستشفيات وتدميرها وقتل من فيها.

- على الأبرياء وسحلهم بالدبابات ودفن بعضهم أحياء.

- على لقمة العيش وإذلال "اللاجئين" الجدد الى الجنوب في انتظار "دفعهم" الى سيناء وتجويعهم ومنع إدخال المساعدات إليهم يعني منع تنفيذ ما أقرّ في مجلس الأمن!!

- على مراكز المؤسسات الدولية – المدارس – المستشفيات – المستوصفات - لقتل الحياة بكل جوانبها في غزة .

- على الكنائس والمساجد وقتل من فيها وتدنيسها.

- على الأمل بالحياة والحق بالعيش الكريم والاحتفال بالأعياد وبهجتها!!

- على "الشرعية الدولية" وقراراتها والإدارة ومعها "اسرائيل" تطالبان بتطبيق قراراتها في أمكنة أخرى (على سبيل المثال جنوب لبنان ووفق مصالحهما وغبّ الطلب).

- على الأخلاق والإنسانية والطفولة والعدالة وحقوق المرأة والإنسان والآثار والبيئة والعلوم والثقافة والتربية والتاريخ والمؤرخين والكتّاب والباحثين والصحفيين ووسائل الإعلام والأمن والاستقرار والسلام والتسامح والقيم والحرية والديموقراطية والمساواة بين الناس وكل الشعارات التي يتشدّق بها المسؤولون الأميركيون .

- على العقل !!! نعم على العقل، إنه الجنون، الفلتان الكامل،  حق الإنسان الاسرائيلي بالقتل والحرق والنسف والتفظيع والتنكيل والاحتلال والإذلال واقتلاع الناس من بيوتهم أو هدمها على رؤوسهم حق مقدس!! وحقوق الآخرين معدومة.. أعياد "اسرائيل"  احتفالات "بالدم الفلسطيني المهدور.

كان المعلم الشهيد كمال جنبلاط يقول: نعيش اليوم في شريعة الغاب. أخطر ما يمكن أن نصل إليه هو أن نصبح في غاب بلا شريعة. مع ما يجري في فلسطين والمواقف الأميركية والسياسات الاسرائيلية المذكورة وصلنا الى ما حذر منه "انه غاب أميركا ال بلا شريعة"  لكن دوام الحال من المحال.

المصدر : جنوبيات