يُروى في خوابي الحكايا، وزوايا الخبايا، وسبر النّوايا، أنّ أبًا عطوفًا، كريمًا، حصيفًا، توجّه إلى ابنه قائلًا:

أوصيك يا ولدي ببعض الوصايا في زمن أنت فيه بأمسّ الحاجة لمعرفة ماذا تخبّىء لك الأقدار. لذا، حافظ عليها، واعمل بمقتضاها، ثمّ توكّل على الله، فهو يعلم السّرّ وأخفى. 

ثلاثة لا تأخذهنّ حتّى تسأل عنهنّ ليطمئنّ فؤادك، ويتأكّد يقينك:

العسل، والمعلومة، والزّوجة.

وثلاثة لن ترتاح حتّى يغادروك:

الوسوسة، والدَّين، ورفيق السّوء.

وثلاثة إذا أبطأتهنّ ذهبت فائدتهنّ:

الوليمة، والعزاء، وصلاة المغرب. وثلاثة أجارك الله منهم: 

ابن الحرام، وقاطع الأرحام، وآكل رزق اليتيم.

وثلاثة إيّاك وصحبتهم: 

الأحمق، وقليل الهمّة، وناقص المروءة.

وثلاثة لا تسمع إليهم، ولا تنصت: 

الكذّاب، والنمّام، وشاهد الزّور.

وثلاثة لا تصاحبهم:

الحسود، وصاحب العين، وغاضب الوالدين.

وثلاثة لا تفوتك آراؤهم:

المحافظ على صلاته، والجواد الكريم، وراضي الوالدين.

واعلم يا ولدي أنّ المرض نصيب، والعلاج قرار، والزواج نصيب، والطلاق قرار. ووجود أشخاص في حياتك نصيب والاحتفاظ بهم قرار. فإن لم تكن تمتلك النصيب فأنت تمتلك القرار.

إنّها كلمات لا يفهمها إلّا العقلاء، ولا يأخذ بها إلّا من اتّبع الهدى وعمل صالحًا ويخشى الله في نفسه.