بأقلامهم >بأقلامهم
"من مال الله"!
"من مال الله"! ‎الأحد 14 01 2024 08:44 القاضي م جمال الحلو
"من مال الله"!

جنوبيات

هذه القصّة الطّريفة، بحبكتها الخفيفة، وابعادها المخيفة، تتحدّث عن:

"الفقير.. والسائح.. وجملة من الفضائح!
 
يُروى في بلد يُدعى "شفطستان" أنّ فقيرًا قد تعوّد الوقوف عند باب أحد المتاحف ليستجدي المارّة. 
وذات يوم مرّ به سائح أجنبيّ فقال له الفقير: من مال الله. 
ردّ السّائح: what؟ 
قال الشّحّاذ: من مال الله.
ردّ السّائح: what؟
شعر الشّحّاذ بالملل وترك المكان بعد أن أخذ معه السّائح صورة للذكرى، وكان هذا السّائح غنيًّا جدًّا.
ولمّا عاد السّائح إلى بلاده اتّصل بصديق له يتقن اللغة العربيّة وسأله عن معنى عبارة (من مال الله). فأجابه:
 هذا الرجل فقير وأراد منك مالًا ليأكل.
فما كان من السّائح إلّا أن رقّ قلبه وأرسل إلى الشحّاذ (عبر منظّمة إنسانيّة) مليون دولار، وزوّد المنظّمة بصورة الشّحّاذ والمكان الذي رآه فيه. وصلت المليون دولار للمنظّمة فقال المسؤول فيها:
مليون $ كثيرة لشحّاذ "كحيان"، 200 ألف دولار تكفي، وأرسلها إلى محافظ "شفطستان". 
وصل المبلغ إلى المحافظ فقال:
200 ألف دولار كثيرة لشحّاذ مسكين، 2000 دولار تكفيه، وأرسلها إلى مأمور المنطقة التي يقع فيها المتحف.
 فقال المأمور: 2000 دولار كثيرة على الشّحّاذ، 200 دولار من شأنها أن تفرحه، وأرسلها إلى مخفر الشّرطة حيث يقع المتحف.  
فقال رئيس المخفر:  200 دولار كثيرة على شحّاذ يستجدي المارّة، 20 دولار تكفي ليأكل ويتغذّى بها. فنادى على الشّرطيّ وقال له: خذ الـ20 دولار هذه وأعطها للشحّاذ الذي يقف عند باب المتحف وهذه صورته.
عندها ذهب الشرطيّ إلى حيث يقف الشحّاذ وقال له: أتذكر السائح الذي قلت له ذات يوم: (من مال الله) وأخذ لك صورة في حينها؟
ردّ الشّحّاذ: نعم أتذكّره جيّدًا. 
فقال الشّرطيّ: إنّه يقرئك السّلام ويقول لك: الله كريم!
 
إنها محوريّة المتغيّرات في عالم التّبرّعات، وما يعتريها من احتيال في ابتزاز الأموال...
"وآخ يا بلدنا شو عملوا فيك الانذال"!!! 

المصدر : جنوبيات