بأقلامهم >بأقلامهم
"الحِمل الكبير"!
"الحِمل الكبير"! ‎الخميس 25 01 2024 06:58 القاضي م جمال الحلو
"الحِمل الكبير"!

جنوبيات

هذه القصّة اخبرنيها احد اصدقاء الوالد "طيّب الله ثراه" السيّد محمد سعيدون (ابو وسام)

امدّ الله في عمره مع موفور الصّحة والعافية إن شاء الله. 

يُحكى أنّ رجلًا من البادية صادف أعرابيًّا عند بئر ماء. فلاحظ الرجل أنّ حمل البعير كبير، فسأل الأعرابيّ عن محتواه، فقال: هو كيس يحتوي على المؤونة. أمّا الكيس المقابل فيحتوي على تراب ليستقيم الوزن من الجهتين. فقال الرّجل: لمَ لا تستغني عن كيس التّراب وتنصف كيس المؤونة في الجهتين؟ فتكون قد خفّفت الحمل على البعير. فقال الأعرابيّ: صدقت! وفعل ما أشار إليه الرجل. ثمّ عاد ليسأله: هل أنت "شيخ قبيلة" أم "شيخ دين"؟ 

فأجاب الرّجل: لا هذا ولا ذاك، بل رجل من عامّة النّاس. عندها قال الأعرابيّ: قبّحك الله، لا هذا ولا ذاك، ثمّ تشير عليّ بالنّصيحة. وقام بإعادة حمولة البعير كما كانت.

هكذا هم أغلب الناس، لا تهمّهم الأفكار وإن كانت صائبة، بقدر ما يهمّهم الأشخاص والألقاب "المصدّرة لتلك الأفكار" وإن كانت على خطأ.

فتقديس الأصنام البشريّة، والطّاعة العمياء لكلّ الأفكار والأعمال والأقوال الهدّامة كانت سببًا لضياع الأمّة وتخلّفها.

وفي وطن العجائب والغرائب، والضّمير الغائب، والتّسلّط الغالب، متى نستفيق من غياهب الجهل، واللحاق بدرب الزعامة الخرقاء، كي نستعيد شيئًا من الكرامة الضائعة على أبواب المذلّة.

المصدر : جنوبيات