على وقع الأحداث العاصفة في الجنوب، والتي ما زالت مستمرة حتى لحظة كتابة هذا المقال، ثمة حديثٌ جديُّ عن انعطافة كبرى في الاستحقاق الرئاسي، ولعل أبرز معالمها التقارب بين باريس والرياض، إضافةً إلى كلام رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط عن إمكانية الذهاب إلى أي خيار من الخيارات، من ضمنها انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية درءاً للوقوع في الفراغ والانهيار الشامل، كما الكلام الجدي عن قنوات غربية وإقليمية فُتحت مع "المقاومة"، التي فرضت حضوراً ميدانياً قوياً على أرض الواقع، ولا يمكن تجاهل هذا الحضور والتمثيل الشعبي الذي يتعزّز في ظل الملحمة الجنوبية.
كل تلك الوقائع إضافة إلى كلام الجانب القطري عن عدم رفض أي خيار لبناني تطرحه "الخماسية"، تمهّد للذهاب الجدي إلى خيار انتخاب فرنجية على رأس كرسي بعبدا وفق مصدر سياسي مراقب.
هذا ما سيأتي دفعة واحدة مع تسمية وانتخاب رئيس الحكومة، الذي يُلمّح البعض إلى أنّه سيكون سياسياً سنياً له تمثيل كبير في الشارع السني، وعواصم القرار وصلت إلى أنّه لا إمكانية لاستمرار المشهد بمعزل عن حضوره.
يأتي ذلك، وفق مصدر متابع، عطفاً على أنّ ثمة برنامجاً أميركياً مُتّصلاً بالمناخ الإقليمي المُتشكّل، حيث تسعى واشنطن إلى "تصفير" المشاكل في الشرق الأوسط، وبداية تفاهمات ترتسم في سياق إعادة رسم الخارطة بين القوى العظمى، وسط نهاية وشيكة للتفاوض بالنار بين واشنطن وطهران على الجبهة اليمنية، إضافة إلى حسم المشهد في سوريا، الذي لم تتضح ملامح التسوية الكبرى فيه لغاية اللحظة.
في المُحصّلة تبقى العين على تطوّرات المشهد الغزّاوي والجنوبي، إضافة إلى حرب الجبهات المُشتعلة بين صنعاء وبغداد وسواها بين واشنطن وطهران، إذ إنّ لبنان مُتصل بشكل مُباشر بهذه الجبهات، التي تشكل نبض التسوية الكبرى القادمة، فهل يلتقط المعنييون لحظة مدّ اليد في عواصم القرار الكبرى؟!، أم ثمّة مسلسل طويل من الانتظار في فوضى المصالح والمكائد؟