بأقلامهم >بأقلامهم
"بر الوالدين"!
"بر الوالدين"! ‎الثلاثاء 30 01 2024 07:13 القاضي م جمال الحلو
"بر الوالدين"!

جنوبيات

يقول أحد الصّالحين مخاطبًا مريديه: "البرّ أن لا تجادل أبويك حتّى لو كنت على حقّ.

البرّ ليس مجرّد قبلة تطبعها على رأس أمّك، أو أبيك، أو على أيديهما، أو حتّى على قدميهما، فتظنّ أنّك بلغت غاية رضاهما".

وفي عرف الصّالحين، البرّ هو أن تستشفّ ما في قلب والديك، ثمّ تنفّذه بدون أن تنتظر منهما أمرًا.

البرّ هو أن تعلم ما يسعدهما فتسارع إلى فعله، وتدرك ما يؤلمهما فتجتهد أن لا يروه منك أبدًا. قد يكون في أمر ما فتشعر "ووالدتك تحدّثك" أنّها تشتهيه، فتحضره للتوّ، ولو كان كوبًا من الشّاي.

البرّ هو أن تحرص على راحة والديك، ولو كان ذلك على حساب سعادتك، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما، فنومك مبكرًا من البرّ بهما حتّى لو فرّطت في سهرة شبابيّة قد تشرح صدرك.

البرّ هو أن تفيض على أبويك من مالك، ولو كانا يملكان الملايين، ومن دون أن تفكّر كم عندهما، وكم صرفا وهل هما بحاجة أم لا. فكلّ ما أنت فيه ما جاء إلّا بسهرهما، وتعبهما، وقلقهما، وجهد الليالي التي أمضياها في رعايتك، سيّما أمّك.

البرّ هو أن تبحث عن راحتهما فلا تسمح لهما ببذل جهد لأجلك، فيكفي ما بذلاه منذ ولادتك إلى أن بلغت هذا المبلغ من العمر.

البرّ هو أن تستجلب ضحكتهما، وتجعلهما سعيدَين بك، ولو غدوتَ في نظر نفسك مهرّجًا.

وأخيرًا وليس آخرًا، برّ الوالدين ليس مناوبات وظيفيّة بينك وبين إخوانك، بل هو مزاحمات على أبواب الجنّة.

"فبرّهما باب إلى رضوان الله".

المصدر : جنوبيات