عام >عام
اللواء إبراهيم خلال تكريمه في صور: آن الآوان لنبني دولة الحق
اللواء إبراهيم خلال تكريمه في صور: آن الآوان لنبني دولة الحق ‎الأحد 29 01 2017 10:06
اللواء إبراهيم خلال تكريمه في صور: آن الآوان لنبني دولة الحق
اللواء ابراهيم يتسلم درعاً من المطران ميخائيل ابرص

جنوبيات

كرم متروبوليت صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل ابرص المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وأقام على شرفه حفل عشاء في استراحة صور السياحية، بحضور النواب: أيوب حميد، علي خريس وعبد المجيد صالح، راعي ابرشية صور ومرجعيون للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، ممثل المطران الياس كفوري الاب نقولا باسيل، ممثل مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال الشيخ عصام كساب، نائب حاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي، قائمقام صور محمد جفال، رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، قائد سرية درك صور العقيد الركن عبدو خليل، المدير الإقليمي للأمن العام في صور الكابتن محمد عنيسي، ضباط من قوات الطوارئ الدولية، مسؤول حركة "أمل" في اقليم جبل عامل علي إسماعيل على رأس وفد من قيادة الإقليم، رئيس بلدية صور حسن دبوق وحشد من فاعليات مدينة صور وشخصيات دينية، اجتماعية، رؤساء مجالس بلدية واختيارية.
بعد النشيد اللبناني قدم للحفل المونسينيور بشارة كتورة، فألقى أبرص كلمة ترحيبية جاء فيها: "أردنا من هذا التكريم أن نعبر باسمنا وباسم أبناء الجنوب عن محبتنا وتقديرنا لسيادة اللواء عباس إبراهيم".
واضاف: "قد نجد في قلب الوطن رجال دولة يخدمون ويضحون في سبيله وهذا امر بديهي متوفر. اما الامر النادر فهو ان نجد في قلب رجل لواء كل الوطن لذا ها نحن نسمع هذا القلب ينبض بالدولة العادلة القوية الآمنة مضيفا: ان تتوزع المهمات الصعبة والخطيرة على القادة الامنيين كل بحسب موقعه وقدراته ورتبته فيحققوا الاهداف فهذا ايضا امر بديهي. اما ان تنحصر برجل دولة منفردا مهمات عسكرية وامنية ودبلوماسية مختلفة ومعقدة شائكة ومصيرية ويبرع فيها وينجزها بكل امانة فهذا امر اكثر من نادر".

وتابع: "ان تلتقي بانسان تختلف الآراء بشأنه منها ايجابية واخرى سلبية فهذا امر بديهي متحقق، اما الامر النادر غير المتحقق هو ان تلتقي بلواء نال بالاجماع رضى جميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ودروز ومواطنين واحزاب لا بل حصل على التقدير حتى من قبل الفلسطينيين والدول العربية والاجنبية الذين اقروا بجهوده وانجازاته وتضحياته".
واضاف: "ان تلتقي برجال يليق بهم التكريم والمديح فهذا امر بديهي متوفر اما ان تعثر على كلمات تليق وترتقي الى مستوى تكريم رجل الدولة والامن المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم فهذا امر نادر غير متحقق. لواؤنا انتم املنا وامل المغتربين الذين يتوقون الى العودة إلى لبنان الآمن، انتم فخر لبنان واللبنانيين. منحكم الله الصحة والعافية والسلامة لمتابعة مسيرتكم السلمية وافاض تعالى عليكم من نعمه الوافرة".
ابراهيم
ثم ألقى اللواء إبراهيم كلمة جاء فيها: "ارض صور ارض التاريخ فيها تعاقبت العصور والحضارات. منها انطلق قدموس حاملا الابجدية. على شواطئها تفتحت صدفة الموريكس ارجوانا. عند اسوارها وقف الاسكندر عاجزا وما افتتحها الا بعدما سطر ابناؤها ملاحم البطولة والفداء. واول نسائم التحرر كانت مع الامير علاقة الذي اشتهر بالنقود التي صك وذيلها بالعبارة المأثورة: عز بعد فاقة الأمير علاقة. صور المدرج الروماني بكل ما حفل من مظاهر الفروسية وفنون القتال، صور التي زارها السيد المسيح وحط رحاله فيها. صور الكنائس القديمة الشاهدة على الحقبة البيزنطية. صور الحضارة الاسلامية بتنوعها الروحي والثقافي المتمثلة بالجوامع والحوزات العلمية والحسينيات. فيها كان اصحاب العمائم يثرون دينهم الحنيف بالاجتهادات الفقهية، التي تعلم ان جهاد النفس هو الجهاد الحقيقي الذي يقوم على التقوى والمجادلة بالتي هي احسن. الجهاد الذي لا يلغي الاخر ولا يعدم الحياة ولا يكفر الانسان".
وتابع: "صور المدينة التي تحتوي الفن الانساني التنوعي. صور قاعدة جبل عامل المنفتحة على الامداح الزرقاء التي صدرت الاشرعة البيض تلفحها نسائم السلام والتآخي ونشر الثقافة والتقارب. صور التي يلوذ مرفؤها بحماية العذراء سيدة البحار.
صور الامام المغيب السيد موسى الصدر كانت المنطلق التي منها عمت ثورة المحرومين التي دعت الى العدل والمساواة والإنصاف بين المناطق والمواطنين بعيدا من الطائفية والمذهبية، كان امام الحوار والانفتاح والتفاعل واحد الكبار الذين عرفوا عظمة لبنان في الشرق وفي العالم. هذه صور، لم تتمكن نار الحرب من طمس هويتها الكونية ولا احراق تاريخها. حافظت على اصالتها ووداعتها. صور التي هزمت العدو الاسرائيلي وطرحته خارجا هي التي اغتسلت بدم الشهداء كما اغتسلت صخورها بالماء المتكسر الذي دفعته امواج اليم المتلاطمة من دون ان تفل صلابتها او تستكين لريح مهما اشتد عتوها".
واضاف: "احل في هذه الارض المباركة بين اهلي وأحبائي اتفرس في هذه الوجوه الطيبة فاجدها صنوا للبنان الذي نحب لبنان الكرامة الذي لا ينهزم شعبه امام خطر. وكم هي مضاعفة سعادتي وانا البي دعوة صاحب السيادة يحوطه الاحبار الانقياء والعلماء الاتقياء وشخصيات محترمة وجمهور كريم. تكرمونني اليوم وانتم الاولى بالتكريم. فلولاكم ما قامت قيامة لوطن ولولاكم ما كان لبنان. لبنان الرسالة انتم تجسدونها قبل قرون من تطويب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بلد رسالة الانسان والعيش الواحد ومعرفة الاخر مستذكرا قول الامام علي عليه السلام ان الانسان عدو ما يجهل. ونحن لا نجهل بعضنا بعضا بل نزداد معرفة واحدنا بالاخر مع توالي الازمنة والعصور. اليوم يغمرني الفرح الكبير والامل بان لبنان افق باق على رغم ضيق افقه لان امتداد دوره وحضوره لا يحده حد. رحم الله سعيد عقل الذي قال: افق لبنان ضيق، وامانيه رحاب على مدى شرود الضمير. تتسع رقعة الامل في ان يعود لبنان كما نريده في ظل عهد جديد واعد يستعيد ما كان لهذا الوطن من مكانة في دولة تسودها العدالة والمساواة حدودها الحرية المسؤولة التي تصونها المؤسسات تعمل لخدمة الانسان كل الانسان بعيدا من فساد المفسدين الذين يشوهون حقيقة لبنان ويسيئون لابنائه المخلصين الذين ابدعوا ونجحوا في مبادئ عملهم".
وقال: "آن الاوان لنبني دولة الحق التي يجب ان يستظلها الانسان في لبنان ليعيش حياة كريمة بعيدة من ذل السؤال والوساطة والمحسوبيات والانتظار على الابواب ليحصل على حقوق بديهية يجب الا تكون منة من احد.ان مثل هذه الدولة لا تقوم من جانب واحد انما بتعاون ابنائها وتفاعل المسؤولين معهم لان مسؤوليتهم هي ان يرعوا شعبهم بالعدل والحكمة والمساواة. من دون ذلك لا قيامة لوطن قال عنه يوما شارل قرم: لم اجد وطنا بهذا الحجم، ولا قدرا بهذا الاتساع. فلنعمل معا لهذا اللبنان المتسع بدولته الرشيدة التي آن اوان نهوضها وانطلاقها الى الامام نحو الافاق الرحاب التي تستحقها. اشكر جميع الحاضرين بيننا وكل من أسهم في هذا التكريم وسعى اليه لا سيما سيادة المطران ميخائيل ابرص راعي ابرشية صور للروم الكاثوليك رجل الله والمبادرات الخيرة المركوزة في ايمانه المطلق بالتآخي بين الاديان واتباعها وحب لبنان الواحد الغني بتعدده وتنوعه وقيمه".
وختاما، تسلم اللواء ابراهيم درعا تقديرية من المطران ابرص كما سلمه بدوره درعا مماثلا.