بأقلامهم >بأقلامهم
"الضّباع و الضّياع"!
"الضّباع و الضّياع"! ‎الجمعة 10 05 2024 21:05 القاضي م جمال الحلو
"الضّباع و الضّياع"!

جنوبيات

يُروى في عالم الحيوان وانعكاسه على عالم الإنسان أنّ النّمر طلب من صديقه الأسد مرافقته في رحلة صيد كي يتعلّم منه كيفيّة الصّيد وأصوله. 

وفي الطّريق تنبّه النّمر إلى أنّ الضّباع تلاحقهما حيثما توجّها فقال النّمر للأسد: لمَ الضباع تراقبنا وتتبعنا أينما توجّهنا؟
لم يردّ الأسد على هذا التساؤل وأكمل طريقه في البحث عن فريسة ليتصيّدها إلى أن وجد ضالّته، فبدأت الضباع تزمجر بأعلى صوتها. فسأل النّمر مجدّدًا: لماذا الضّباع تجعر؟
فلم يجب الأسد وهجم على فريسته وبدأ يعدو كي ينقضّ عليها والضّباع تعدو خلفه وتعشّر بقوّة. لكنّ الأسد لم يلتفت ولو للحظة إليها حتّى التقط فريسته وبدأ بالتهامها والضّباع تراقبه إلى أن انتهى منها وتركها، لتأتي الضّباع بعد ذلك وتأكل العظام وبعض الفضلات المتبقّية من الأشلاء. 
هنا سأل النّمر صديقه الأسد وهو مندهش: لماذا لم تلتفت إلى الضباع طوال الوقت؟ فلقد ظننتها ستغدر بك وتقتلك! 
عندها أجاب الأسد قائلًا: وهل تجرؤ الضّباع على مهاجمة الأسود؟
اسمع يا صديقي، من أصول الصّيد الثّمين أن لا تلتفت إلى الضّباع في حياتك، فكلّ ما تستطيع فعله معك هو الخشرمة لتشتّت انتباهك عن هدفك، لكنّها لن تستطيع أن تأخذ منك سوى ما تركت لها من بقايا كرمًا منك ليس إلّا.
وعليه، 
لا تلتفت إلى صراخ أو صياح أو نباح أو عواء من هم أقلّ منك مكانةً حتّى لا يأخذوا منك مكانك. 
دع الأمور تجري على أعنّتها، ولا تبيتنّ إلّا خالي البال. 
"فالكلاب تنبح والقافلة تسير". فقط حدّد هدفك وانطلق بعزم وثبات، فكلّ من سار على الدّرب بثقة وصل، ومن التفت الى "الضّباع وقع في عالم الضّياع"!

 

المصدر : جنوبيات